تواجه أفلام الكوميديا أزمة كبيرة بسبب انصراف الجمهور عنها وقلة الإيرادات، مقارنةً بأفلام الأكشن التي تحقق أرقاماً قياسية، كما حدث في «الفيل الأزرق» و«ولاد رزق»، وأصبح نجوم الكوميديا في موقف صعب، وابتعد بعضهم، ومنهم أحمد مكي، منذ أن قدم فيلم «سمير أبوالنيل»، وغاب أحمد حلمي ثلاثة أعوام، ما بين فيلميه «لف ودوران»، و«خيال مآتة». الموقف نفسه، يعيشه محمد هنيدي الذي قدم طوال السنوات العشر الماضية أربعة أفلام فقط، هي «أمير البحار»، و«تيتة رهيبة»، و«يوم مالوش لازمة»، وآخرها «عنتر ابن ابن ابن شداد» عام 2017. «اللمبي» ورغم محاولات محمد سعد المستميتة للحفاظ على لونه الكوميدي، من خلال شخصية «اللمبي»، إلا أن أفلامه الأخيرة «حياتي مبهدلة» و«تحت الترابيزة» و«محمد حسين» لم تحقق النجاح، وطالبه النقاد بالابتعاد عن الكوميديا، خصوصاً وأنه يمتلك إمكانيات كبيرة ظهرت في شخصية «بشر الكتاتني/ رئيس القلم السياسي» بـ«الكنز». وقال المؤلف صلاح الجهيني، الذي بدأ مشواره بالفيلم الكوميدي «30 فبراير»: أفسدنا الكوميديا منذ بدأت ظاهرة أفلام الإفيهات، ولكن شكل الأفلام الحالية لا يشبهني، وأعوض هذا بتقديم الكوميديا في أفلامي، مثل «الخلية» و«ولاد رزق»، والجمهور لم ينصرف عن أفلام الكوميديا، لكن النجوم اتجهوا إلى المسلسلات. مدرسة كوميدية وقالت المؤلفة وأستاذ السيناريو في المعهد العالي للسينما، الدكتورة ثناء هاشم: النوع المقدم من الكوميديا حالياً هو الذي فقد جمهوره، وليس الكوميديا بشكل عام، ورغبة الصناع المحمومة في الانتشار معتمدين على البعد التقني على حساب العمق الفكري، هو ما أفقدها جمهورها. وضربت ثناء مثلاً بنجيب الريحاني، وقالت: مدرسة كوميدية لا تغيب، لأنه كان يقدم كوميديا نقدية ذكية وخلاقة ومكتوبة بشكل جيد، ومخلصاً للطبقة المتوسطة. وتؤيد الناقدة حنان نور، أن الكوميديا تواجه أزمة كبيرة لكن يمكن التغلب عليها بسهولة، لأنها أنواع، فكوميديا الموقف يستطيع الممثل الجيد أن يؤديها بإجادة تامة، أما الساخرة فتحتاج إلى ممثل ذي مواصفات خاصة، منها سرعة البديهة، وخفة الظل.
مشاركة :