عكس تصاعد الخلافات بين “نداءي تونس” تزامنا مع الإعلان عن تحالف بين نداء الحمامات وحركة مشروع تونس، انزعاج شق المنستير الذي يقوده حافظ قائد السبسي، من الجهود التي تقودها رئيسة النداء (الحمامات) سلمى اللومي الرقيق لترميم نداء تونس. وعادت الخلافات لتطفو على السطح من جديد حيث تداولت مواقع إعلامية محلية أنباء عن اعتزام حافظ قائد السبسي رفع دعوى قضائية ضد سلمى اللومي لإجبارها على عدم التحدث باسم حركة “نداء تونس”. ورجحت بعض تلك المواقع أن يكون رضا بلحاج الذي تتحدث الأنباء عن عودته إلى النداء (المنستير) رغم طرده من الحزب في أكثر من مرة، هو من يقف خلف هذه الخطوة وذلك في محاولة لعرقلة عملية التحالف بين “شق الحمامات” وحركة مشروع تونس، الذي يقلص الفرص أمام نجاح مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي لتوحيد النداء التاريخي. وينتظر التونسيون مبادرة كان قد تحدث عنها قائد السبسي في تصريحات صحافية نهاية مايو الماضي، لإعادة ترميم “النداء التاريخي”. وقال قائد السبسي في حوار مع موقع “تونسيون” “إنه سيعلن عن مبادرة وطنية للم شمل النداء وستكون استمرارية لنتائج المؤتمر الأخير وذلك بدعوة كل قائمة اللجنة المركزية التي تضم 217 شخصا، تحت إشرافه المباشر”. وأكّد قائد السبسي أن القرار سيكون ديمقراطيا لضمان نجاح هذه المبادرة، وفي إطار مراعاة مصلحة الحزب، مشددا على أن هذه المبادرة لن تكون ضد أي طرف، وأنها من أجل طي الخلافات الجديدة والقديمة التي لحقت بالحزب. وشدّد الرئيس الباجي قائد السبسي على “أن الأوضاع داخل نداء تونس، فرضت عليه قرار عدم الاكتفاء بدور المحايد، وأنه سيعلن خلال الأيام القليلة القادمة، عن مبادرة وطنية لإعادة بناء ‘النداء الموحد’ “، مبينا أنه كان يتوقع أن يتجاوز الحزب أزمته خلال المؤتمر الأخير الذي أشرف على جلسته الافتتاحية، وألقى كلمة دعا فيها إلى ترميم الحزب. وعقد النداء مؤتمرين انتخابيين في أبريل الماضي أفضيا إلى انتخاب رئيسين للجنتين مركزيتين، حيث جرى اختيار سفيان طوبال لرئاسة اللجنة المركزية في مؤتمر عقد بمدينة الحمامات، فيما تم اختيار نجل قائد السبسي لنفس المنصب في مؤتمر عقد بمدينة المنستير. لكن البعض اعتبر أن مبادرة قائد السبسي تهدف بالأساس إلى البحث عن مكان لنجله حافظ، الذي يقاوم منذ عقده لمؤتمر مواز مساعي لاستبعاده. ويتهم السبسي الابن بالوقوف وراء الانشقاقات والتصدعات التي شهدها الحزب بسبب سعيه للهيمنة عليه، مستفيدا من كونه نجل الرئيس. استمرار الخلافات يعمق التوقعات برفض مبادرة السبسي داخل الأحزاب المنشقة عن النداء التي تراهن اللومي على إعادتها ومن المرجح أن تكون الخلافات بين “النداءين” سبب تأخر الإعلان عن تلك المبادرة التي كان من المفترض أن يتم الكشف عن تفاصيلها الإثنين أو الثلاثاء. وقال الأمين العام لحركة نداء تونس (شق المنستير) ناجي جلّول إن “قنوات الاتصال ضعيفة بين نداءي تونس” مشيرا إلى أنّه “أصبح من غير الممكن بناء حزب على شخص”. وأشار جلول إلى أنّ “إعادة بناء نداء تونس مهمة صعبة جدا لأنه ارتكب أخطاء وخسر جزءا من قواعده”. ويعمق الجفاء الواضح بين الشقين التوقعات بفشل مبادرة قائد السبسي أو ربما وجود رفض لها داخل نداء الحمامات وبقية الأحزاب التي انشقت سابقا عن النداء وتجري حاليا مفاوضات لإعادتها وفي مقدمتها حركة تحيا تونس المحسوبة على رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وأكدت سلمى اللومي خلال ندوة صحافية مشتركة مع محسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس الثلاثاء، أن كل ما يحدث من تحالفات مع الأحزاب قانوني، مشيرة إلى وجود مشاورات مع حزبي البديل وتحيا تونس للدخول في مسار توحيدي كما هو الأمر مع حركة مشروع تونس. وأعلنت سلمى اللومي أنه سيتم الترشح بقائمات موحدة مع حركة مشروع تونس في الانتخابات التشريعية ومرشح موحد للرئاسية. والأحد الماضي أعلن حزب نداء تونس (ليبرالي يضم 37 نائبا من أصل 217)، عن توقيع اتفاق تحالف مع حزب مشروع تونس (ليبرالي يضم 15 نائبا). وأوضحت اللومي أنه سيتم تأسيس كتلة نيابية واحدة، وتشكيل هيئة عليا للمتابعة تشملها هي ومرزوق ومن يتم اختيارهم لتمثيل الشخصيات الممثلة للقوى المؤهلة للانضمام إلى هذا المسار. وتحدثت عن وجود لجنة صلب نداء تونس تنظر حاليا في قابلية إنجاز المؤتمر التوحيدي بين حزبي النداء والمشروع. وتواترت إشاعات قبل انعقاد المؤتمر مفادها إيفاد حافظ قائد السبسي عدلا منفذا لمنع عقد الندوة باعتبارها غير قانونية بعد قرار المحكمة الابتدائية بأن شق المنستير هو الممثل القانوني للحزب، وهو ما نفته اللومي. وأكّدت أن المسألة القانونية لها حلول وانتخابات المؤتمر هي التي أفرزت القيادة الجديدة التي تم الاعتراف بها، مشيرة إلى أنّ قائمة 217 عضوا من اللجنة المركزية للحزب التي انتخبت المكتب السياسي الحالي تم إيداعها لدى مصالح رئاسة الحكومة. ودعت رئيسة حركة نداء تونس “شقّ الحمامات”رئاسة الحكومة إلى القيام بالتحيين قائلة “لسنا في وضع غير قانوني”. واعتبر رئيس حركة مشروع تونس أن المسألة القانونية المطروحة في حزب نداء تونس لا تؤثر على التحالف مع حزبه بما أن الائتلاف سياسي. وأوضح محسن مرزوق أن هناك توجها نحو صيغة قانونية تتمثل في إنشاء حزب موحد سنة 2020 يحمل اسما جديدا. وتعكس تصريحات مرزوق رفضا مبطنا لمبادرة قائد السبسي، مفادها استعدادهم للتخلي عن الحزب وتشكيل بديل عنه.
مشاركة :