في حضرة الكامب نو | طلال القشقري

  • 4/2/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصلتُ برشلونة ظُهْر يوم ٢٢ من شهر مارس المنصرم لبعض أعمالي، وكان يُصادف موعد مباراة كرة القدم «الكلاسيكو» بين ناديي برشلونة وريال مدريد!. وقد بذلْتُ جَهْدي حتى استنفدته لحضور المباراة في ملعب برشلونة المعروف بالكامب نو، لكنّ الصعود إلى المريخ كان أسهل من العثور على تذكرة واحدة للمباراة، والمحظوظ هو من حصل عليها من مُتنازلٍ عنها بنفس اليوم بقيمة ١٥٠٠ يورو، أو ٦٠٠٠ ريال!. وإذ فاتني حضور المباراة، لم تفتني السياحة في النادي بعدها، لأوقن أكثر أنه أفضل نموذج في العالم للاستثمار في المجال الكروي، إذ لم يترك صغيرة ولا كبيرة فيه إلّا واستثمرها بما يحقق له الأرباح الكبيرة!. آلافٌ يسيحون فيه يومياً من كلّ العالم، بدءاً من متحفه الذي وثّق فيه إنجازاته منذ تأسيسه، والكثيرة مثل الرز، ومروراً بالاقتراب من نجيلة ملعبه الرائعة، التي تشمّ معها رائحة المطر لحظة اختلاطه بالتراب، ولتشعر بشعور ميسي وهو يجري عليها، وانتهاءً بالجلوس في مدرّجاته الملونة، وقاعات المؤتمرات الصحفية، وغرف التعليق التلفزيوني، وممرّ السلالم الذي يسلكه اللاعبون في طريقهم للملعب، فضلاً عن كُبرى الشركات العالمية التي تتسابق على مساحاته الإعلانية بإيجارات مرتفعة!. ويدفع كلٌ سائح حوالى ٢٥ يورو أو ١٠٠ ريال لدخوله، كما يشتري كلٌ منهم من المنتجات التجارية التي تحمل شعاره بأضعافها، ولكم أن تحسبوا أرباحه من ذلك!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت أنّ استثمار نادي برشلونة لم يكن ليحصد هذا النجاح الباهر لولا الجودة العالية لِمُنْتَجِهِ، وهو فريق كرة القدم، وفي هذا درس لأنديتنا بأن تُحسّن مُنتجاتها قبل خصخصتها إن كانت تريد مثل عالمية برشلونة.. الصعبة قوي!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :