دعا نائب رئيس جمعية الصحفيين البحرينية والمحرر المسؤول عن الإعلام الإلكتروني بصحيفة الأيام راشد الحمر إلى ضرورة التحوّل السريع للصحف التقليدية إلى منظومات إعلامية شاملة تنهض بصناعة المحتوى الإعلامي المتطّور والمتعدّد الوسائط «الملتميديا» وتوظّف كافّة الوسائل التكنولوجية في عملية الصناعة والنشر للمحتوى، إلى جانب الإصدارات الورقية التي ما زال لها جمهورها الكبير.وقال بأن المؤسسات الصحفية تعتبر الأقدر على صناعة المحتوى الإعلامي المؤثّر مقارنةً بالحسابات الإعلامية التي تستثمر منصّات «السوشيال ميديا» في ممارسة ما بات يُعرف بـ «صحافة المواطن»، مشيراً إلى أن ثقة الناس بالمعلومات التي توردها الصحف أكبر لما تتمتع به من مصداقية وقدرة أكبر على تقديم صحافة تتسم بالجديّة والعمق والتقارير التحليلية والتحقيقات الاستقصائية، ما يجعل الناس ترجع إليها وسط الانفلات الكبير في المعلومات بوسائل التواصل الاجتماعي وكثرة الشائعات التي يتم تغليفها في قوالب إخبارية وتقارير بدون أيّة مصادر يُعتمد عليها.إلاّ أنه أكّد في ذات الوقت على ضرورة أن تستمر الصحافة في تطوير الوسائط التكنولوجية التي تستخدمها في عملية صناعة المحتوى، وتقليل الاعتماد على «النص»، لصالح توظيف الصوت والفيديو والانفوغرافيك والفيديو غرافيك وغيرها من التطبيقات التفاعلية.جاء ذلك، لدى مشاركة الحمر في حلقة نقاشية أمس الاثنين بالمؤتمر الدولي للصحفيين والمنعقد بالمدينة الثقافية بالعاصمة التونسية في الفترة من 11 إلى 14 يونيو، حيث تمحورت الحلقة –والتي أدارها رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بلانجي- حول مستقبل الصحافة في ضوء العصر الرقمي، وشارك فيها ممثلون عن مؤسسات صحفية في دول مختلفة من العالم.واستعرض الحمر في مشاركته أبرز التحدّيات التي تواجه المؤسسات الصحفية التقليدية بسبب التوجّه العالمي للعصر الرقمي، حيث أشار إلى تراجع حصّة «الصحافة الورقية» من الإعلانات مع بروز وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية والفضاء الإلكتروني في حياة الناس، ما فرض على الصحف التوجّه نحو الدخول في العالم الرقمي، مشيراً في ذات الوقت إلى وجود جمهور عريض يحب الطباعة والورق ويتفاعل معها بشكل أكبر، سيما من الأكاديميين ورجال الأعمال والمسؤولين وصنّاع القرار والمعلنين، الأمر الذي يجعل من استمرار الصحافة الورقية ضرورة إلى جانب تطوير قدرات الصحف وحضورها في عالم التكنولوجيا.وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الصحف في الفضاء الرقمي ارتفاع الكلفة التشغيليلة لتلك المؤسسات مقارنة بالكثير من الحسابات الإعلامية والصحفية التي تعتمد على منصّات وسائل التواصل الاجتماعي فقط بكلفةٍ تشغيلية قليلة جداً، سيما مع اعتمادها على الصحف التقليدية كمصدر للمعلومات دون الشروع في صناعة المحتوى.واستعرض راشد الحمر في ذات الحلقة النقاشية تجربة صحيفة الأيام، التي اتجهت بشكل كبير إلى التحوّل لمنظومة إعلامية متكاملة وشاملة، حيث تركّز هذه المنظومة على (صناعة المحتوى)، ليس المقروء فقط، ولكن المحتوى المقروء والمرئي بكافّة أنواعه، مشيراً إلى أن «الموقع الإلكتروني» بات يمثّل البوابة الرئيسية والواجهة الأساسية للصحيفة في العالم الافتراضي، إلى جانب الإصدار الورقي اليومي.وقال الحمر بأن «الأيام» تجري تحديثات مستمرة في موقعها الإلكتروني وتطوير مزاياه التقنية، بالإضافة إلى حساباتها على مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً في ذات الوقت إلى تدشين قسم الفيديو منذ عدة سنوات والذي يضطلع بالتصوير والمونتاج للتقارير المصوّرة.وينعقد المؤتمر الدولي للصحفيين تحت شعار «من أجل صحافة حرّة» في تونس، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، بمشاركة 300 قيادي نقابي يمثلون 600 ألف صحفي في العالم، وينتمون إلى 187 نقابة وجمعية صحفية من 140 دولة.ويناقش المؤتمر 3 قضايا رئيسية، وهي: مستقبل الصحافة في العصر الرقمي، والممارسات النقابية الجيدة في جميع أنحاء العالم، ووضع الصحافة في الشرق الأوسط.كما يبحث المشاركون اعتماد ميثاق دولي جديد لأخلاقيات الصحفيين للاتحاد الدولي للصحفيين، إضافة إلى انتخاب رئيس جديد للاتحاد الدولي للصحفيين واللجنة التنفيذية.
مشاركة :