كان الأسطورة البرازيلية بيليه أول من عانى هذا المصير عندما أخفق في كوبا أميركا 1959 بعد عام واحد من قيادته المنتخب البرازيلي للقبه الأول في بطولات كأس العالم وذلك في النسخة التي استضافتها السويد عام 1958. وخاض المنتخب البرازيلي فعاليات كوبا أميركا 1959 معتمدا على الفريق المتوج بلقب المونديال عام 1958. وتوج بيليه هدافا لهذه النسخة من كوبا أميركا برصيد 8 أهداف كما اختير كأفضل لاعب في تلك النسخة ولكن المنتخب البرازيلي حل ثانيا بفارق نقطة واحدة خلف نظيره الأرجنتيني المتوج باللقب حيث أقيمت فعاليات البطولة بنظام دوري من دور واحد بين المنتخبات السبعة التي شاركت في تلك النسخة وانتهت بتعادل المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني 1-1 وكان بيليه هو من سجل هدف السامبا في هذه المباراة. وكانت القصة مختلفة بالنسبة لمارادونا الذي شارك في ثلاث نسخ لكوبا أميركا وكانت أولها في 1979 حيث كانت اختبارا صعبا للمدرب سيزار لويس مينوتي المدير الفني للفريق الذي لم يعتمد على معظم اللاعبين النجوم الذين قادهم في 1978 للفوز بكأس العالم.وودع مارادونا والمنتخب الأرجنتيني فعاليات كوبا أميركا 1979 من الدور الأول (دور المجموعات) بعد هزيمتين خارج ملعبه أمام بوليفيا والبرازيل ثم فوز على بوليفيا وتعادل مع البرازيل في مباراتي الإياب بملعبه. وغاب مارادونا عن كوبا أميركا 1983 ثم عاد إلى المشاركة في البطولة بنسخة 1987 بعدما فرض نفسه كنجم عالمي وأفضل لاعب في العالم من خلال قيادته المنتخب الأرجنتيني للفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك. ولكن كوبا أميركا 1987 بالأرجنتين كانت صدمة كبيرة لمارادونا وأصحاب الأرض حيث ودع الفريق البطولة من المربع الذهبي على يد منتخب أوروغواي ثم اكتفى الفريق بالمركز الرابع لكونه خسر 1-2 أمام المنتخب الكولومبي بقيادة النجم الشهير كارلوس فالديراما في مباراة تحديد المركز الثالث. ولم تكن مشاركته الثالثة والأخيرة في كوبا أميركا أفضل حالا حيث أحرز الفريق هدفين فحسب في سبع مباريات خاضها مع التانغو خلال النسخة التي استضافتها البرازيل. ويبدو أن لعنة كوبا أميركا استحوذت على ميسي أيضا حيث فشل اللاعب المتألق مع برشلونة الإسباني في الفوز بأي لقب في كوبا أميركا حتى الآن. وخاض ميسي البطولة القارية للمرة الأولى في 2007 وسطع الفريق الأرجنتيني في هذه النسخة التي استضافتها فنزويلا حيث قدم عروضا رائعة وسجل العديد من الأهداف حتى بلغ النهائي لكنه سقط أمام نظيره البرازيلي 0-3 في النهائي. وعلى غرار مارادونا في 1987، تعرض ميسي الفائز آنذاك بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم في عامين متتاليين لصدمة كبيرة في كوبا أميركا 2011 بالأرجنتين حيث ودع مع الفريق البطولة بالهزيمة أمام أوروغواي بركلات الترجيح في دور الثمانية. ونال ميسي انتقادات هائلة من الصحافة والجماهير التي أطلقت صافرات وصيحات الاستهجان ضد النجم الكبير لإهداره العديد من الأهداف خلال البطولة ليشهد ميسي أسوأ لحظات في مسيرته مع راقصي التانغو كما تزايدت الشائعات بقوة في ذلك الوقت حول اتجاه ميسي لاعتزال اللعب وهو ما لم يحدث. وبدا أن الفرصة سانحة لتعويض هذا من خلال كوبا أميركا 2015 في تشيلي ولكن الفريق الأرجنتيني لم يحقق التوقعات المرجوة أيضا وسقط بركلات الترجيح أمام منتخب تشيلي في النهائي ليفشل ميسي مجددا في الفوز باللقب القاري بعدما سقط مع الفريق أيضا في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل أمام المنتخب الألماني. وتكرر الأمر في النسخة التالية (المئوية) من كوبا أميركا عام 2016 بالولايات المتحدة حيث وصل الفريق إلى النهائي وخسر بنفس الطريقة بركلات الترجيح أمام نفس المنتخب (تشيلي) في النهائي. في ظل غياب البرازيلي نيمار، تتركز الأضواء على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يحاول حصد لقبه الأول مع منتخب بلاده وبالطبع، ما زالت الفرصة سانحة أمام ميسي لكسر هذه اللعنة والتتويج بلقب كوبا أميركا في البرازيل خلال الأسابيع المقبلة. وفي ظل غياب البرازيلي نيمار بسبب الإصابة، تتركز الأضواء على الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يحاول حصد لقبه الأول في بطولة كوبا أميركا ووضع حد لخيباته المتتالية مع منتخب بلاده. ويحظى أفضل لاعب في العالم 5 مرات بسجل خارق في تاريخ كرة القدم على مستوى الأندية مع برشلونة الإسباني، لكنه يقع فريسة مركز الوصيف عندما يتعلق الأمر بمنتخب الأرجنتين. أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، 10 في الدوري الإسباني، لكن مع المنتخب اكتفى بألقاب متواضعة على غرار ذهبية الأولمبياد في بكين 2008 أو كأس العالم تحت 20 عاما في 2005. ويدرك ميسي الذي سيبلغ 32 عاما خلال الشهر الجاري أن الوقت بدأ يداهمه، وقال “أريد إنهاء مسيرتي بإحراز إنجاز مع المنتخب الوطني”. خاض أربع مباريات نهائية خسرها كلها، في كأس العالم 2014 وثلاث مرات في كوبا أميركا، بينها آخر نسختين ضد تشيلي بركلات الترجيح، وسيحاول التعويض في النسخة المقبلة من البطولة القارية.
مشاركة :