شاب يحول منزله إلى حديقة تعلّم الرفق بالحيوان

  • 6/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يبدو المشهد مألوفا أبدا في منزل رشيد عنبر بقطاع غزة، ففي غرفة الضيافة تحلق الببغاوات الأفريقية والهندية، فيما تزحف أفعى بين المقاعد، ويعتلي ضفدع أخضر ظهر سلحفاة وإلى جوارهما قنفذ نائم، إذ حول الشاب الفلسطيني منزله إلى مكان يجمع فيه تلك الكائنات المختلفة. وجمع عنبر (33 عاما) هذه الحيوانات وغيرها الكثير من الأنواع، ضمن مبادرة أطلقها، مؤخرا، تحت اسم “صديقي الحيوان”؛ لتعليم الأطفال الرفق بالحيوانات وتعريفهم بأصنافها وكيفية التعامل معها ورعايتها. ويملك الشاب الثلاثيني إضافة إلى الحيوانات الحية، أنواعا نادرة من الحيوانات، قام بتحنيطها بعد موتها لتكون بمثابة وسيلة تعليمية للأطفال، بينها بومة، وقرد أفريقي، وقنفذ، وخفاش، وورل صحراوي، وطائر الطنان، وحرباء. وقال “أطلقت مبادرة صديقي الحيوان في محاولة لتعزيز ثقافة الرفق بالحيوانات في غزة”. ويهوى الشاب الفلسطيني تربية الحيوانات والطيور منذ كان عمره 8 سنوات، ويؤمن جيدا بتأثيرها الإيجابي على الأطفال، وقدرتها على امتصاص الطاقة السلبية ومشاعر الاكتئاب وتقويم سلوكهم. وبحوزة عنبر نحو 50 حيوانا في شقته السكنية من ثدييات وزاواحف وطيور، من بينها ببغاوات وعصافير وأفاعي، وأنواع أخرى مختلفة؛ حرباء وديدان وكلاب وقنفذ وقرد وسلحفاة وضفادع سامة وأخرى غير سامة وقطط وسنجاب وهامستر. ويعتقد أن وجود الحيوانات في منزله يمنحه جانبا جماليا يريح النفس، إضافة إلى قدرتها على تنمية النمو العاطفي والإدراكي لدى أطفاله، وتعليمهم تحمّل المسؤولية والثقة بالنفس من خلال اهتمامهم بهذه الحيوانات وإطعامها. ويتجول عنبر بحيواناته وطيوره بين المدارس ورياض الأطفال في غزة بالتنسيق مع إداراتها، ليعيش الطلبة مع هذه الحيوانات يوما كاملا. وأكد “يستطيع الأطفال كسر حاجز الخوف من الحيوانات عبر الاحتكاك بها، كما يتعزز لديهم مفهوم الرفق بالحيوان، ويتعلمون الكثير عن أنواعها وأصنافها وكيف تعيش وعلى ماذا تتغذى وعن مواطنها الأصلية”.اكتشف عنبر من خلال هوايته تأثيرا إيجابيا كبيرا للحيوانات على الأطفال وخاصة مرضى التوحّد، حيث نجح في دمج هؤلاء الأطفال مع محيطهم بالمدارس أو رياض الأطفال، من خلال اللعب المشترك معها. وأشار إلى أن مرضى التوحد استجابوا بشكل كبير للحيوانات والطيور، وبدأوا باللعب معها والحديث معها. ولدى الشاب الفلسطيني حيوانات باتت نادرة في القطاع، بسبب قلة الأراضي الزراعية وزيادة الكثافة السكانية، منها الورل الصحراوي والخفاش والقنفذ وبعض أنواع الأفاعي، لكن ما وجدها ميتة حنطها بنفسه، وجعل يستخدمها حاليا لتعليم الأطفال على الأنواع المنقرضة والمهددة بالانقراض بغزة وفلسطين وضرورة الحفاظ عليها. وتعلم الشاب الغزاوي التحنيط من خلال الإنترنت وقراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال، إضافة إلى تواصله مع أشخاص محترفين خارج فلسطين. وأوضح أن التحنيط يتم بطريقتين؛ الأولى عبر سلخ جلد الحيوان الميت عن باقي أجزاء الجسم من الداخل، ودهنه بمادة “البوراكس” وتزويده بجسر من الأسلاك المعدنية من الداخل وحشوه بعدة مواد تمنحه الشكل الأصلي للحيوان. وتابع أما الطريقة الثانية للتحنيط، فتتم عبر حقن الحيوان بمادة “الفورمالين” التي تعمل على حفظ الأنسجة من التحلل. كما دفعت مهارات تربية الحيوانات والخبرة الواسعة في ذلك بعنبر إلى تعلم كيفية تشخيص أمراضها وعلاجها. وقال “من واقع تربيتي للحيوانات واجهت العديد من الأمراض وكنت في البداية أتوجه إلى الطبيب البيطري، ولكن بعد سنوات أصبحت لدي خبرة جيدة في هذا الجانب، وأصبحت أعالج الحيوانات بنفسي”. وأضاف “نجحت في إجراء عمليات جراحية، واستئصال أورام لعدد من الحيوانات والطيور والزواحف، وساعدتني في ذلك معرفتي بتشريح أعضائها من الداخل فعندما يموت الحيوان عندي أقوم بتشريحه ومحاولة معرفة سبب وفاته”.

مشاركة :