الشيخ عبدالله المناعي في خطبة الجمعة: الحوثيون يسعون في الأرض فسادا وإيران تمكر بالعالم وتكيد للإسلام وأهله

  • 6/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ عبدالله المناعي خطيب جامع الخالد في خطبة الجمعة أمس «إن أمن بلاد الحرمين أمن لكل العرب أمن للمسلمين في جميع إنحاء العالم، من ساكن ومقيم، وحاج ومعتمر، وهو أمن لجميع الدعاة الربانيين الذين ينشرون الخير في سبيل الله، وعلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فعلينا أن نتعاون جميعًا في الضرب بيد من حديد على من يريد مسخ عقيدتنا، أو المساس بأخلاقنا، أو النيل من مبادئنا أو الحرص على إفساد أخلاق شبابنا وفتياتنا، أو زعزعة أمن دولنا العربية، وها هم اليوم الحوثيون في أرض اليمن يسعون في الأرض فسادا ولا يعبؤون بما يسمى بالهدنة ولا بالمواثيق الدولية، التي تحرم قصف المستشفيات ودور العبادة والمطارات المدنية والمدارس، نعم ايها الاخوة، يجب علينا أن ندرك أن عدوان الحوثيين في الاسبوع الفائت على اليمن واعتداءهم على بلاد الحرمين الشريفين، والمدنيين إذ تعرض مطار أبها الدولي جنوب السعودية لهجوم واعتداء إرهابي على صالة المطار بالصواريخ من نوع كروز ضد مطار أبها الذي اسفر وتسبب في اصابة 26 شخصًا بينهم نساء وإن القوات العربية للتحالف المشترك ستتخذ إجراءات صارمة، وقد تعهدت برد صارم على الاعتداء الحوثي المدعوم من إيران ومساندتهم وامدادهم بالصواريخ. معاشر المسلمين على كل مسلم غيور على وطنه وأشقائه في اليمن وفي كل بلد عربي، يجب علينا أن ندرك أن تغلب هذه الشرذمة الضالة، والفئة المخذولة وتسلُّطهم على الشرعية في اليمن، إنما هو بسبب تحالف الفرس وإمدادهم بالأسلحة، فهؤلاء هم بحق الذين يريدون خرق السفينة، وإغراق البلاد والعباد في أوحال الجريمة ومستنقع الآثام. إن إيران الذين اعتزوا بقوتهم واغتروا بما لديهم من كثرة عدد وعدة ووسائل أعلنوا غطرستهم، وأظهروا هيمنتهم على المسلمين، ولهم مكر خفي وكيد عالمي، يمكرون به ويكيدون للإسلام وأهله، وكثيرًا ما يروجون هذا الكيد، ويمر هذا المكر بغفلة وسذاجة من كثير من أهل الإسلام، بل ربما تروج الحيل حتى يتبناها من بني جلدتنا والناطقين بألسنتنا من يروجون لها، ومن يرون فيها حقا وصوابًا، بل من يندفعون إليها متحمسين غير مدركين لتلك الألاعيب والحيل التي تسيّرها وتروّجها آلة إعلامية ضخمة، تغير الحقائق، وتجعل البريء الذي ليس متهمًا مدانا مجرمًا، وتجعل الباطل وتصوره على أنه هو الحق الناصع، والعدل التام! وهذا المكر والكيد يحيط بنا من سائر الجوانب، وفي كل مجتمعات المسلمين، وفي سائر ديارهم، وفي جميع مجالات حياتهم، إنه مكر عظيم كبير، إنه كيد خطير، فهل يرعبنا ذلك معاشر المؤمنين؟ وهل يفتّ في عضدنا معاشر المسلمين؟ وهل يجعلنا في حيرة من أمرنا وفي شك من ديننا؟ وهل يدفعنا إلى أن نلتمس الخلاص منه في شرق أو غرب أو استعانة بهذا أو ذاك، أو لين وذلّ لا يتفق مع الإسلام لأجل مداراة أو مداهنة؟ منذ فجر التاريخ الإسلامي والأعداء لا يكلُّون ولا يملون من التخطيط لقمع هذا الدين والصد عن سبيله وفتنة معتنقيه، وفي سبيل ذلك يجمعون أموالهم ويبذلونها بطريقة هستيرية لمحاربته والكيد لأهله واجتثاثهم من بلدانهم وقتلهم وسجنهم، ورغم ذلك لم يُكلَّل سعيهم بالنجاح إلا بشكل نسبي، فكلما سددوا ضرباتهم إلى الصدر الإسلامي ازداد قوة وانتشارًا بين ربوع العالم، ورغم أنه قد تمر بالإسلام فترات يعاني فيها من حالات ضعف أو انزواء، إلا أنه يعاود الخروج للعالم بقوة، ينشر تعاليمه ويفرض احترامه حتى على غير المؤمنين به. إن المنهج الإسلامي يستمد قوته من الله تعالى رب هذا الكون وخالقه، نعم قد تكون العصابة المؤمنة قليلة العدد والعدة والعتاد، ضعيفة التجهيزات العسكرية، محدودة الإمكانات الحربية، ولكنها تأوي إلى ركن شديد، تحتمي به، وتلقي عليه حمولتها، ترتبط به ارتباطًا وثيقًا ليحقق لها النصرة والمنعة، تضع بين يديه أرواحها رخيصة فيحفظها ويعينها ويسدد خطاها، يدبر الله تعالى لها، ويمكر بأعدائها، ويفتك بمناوئيها، وينتقم منهم شر انتقام؛ ذلك أنهم عادوا أولياء الله الذين تكفل بحفظهم ونصرتهم.

مشاركة :