ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟” هي الرواية الجديدة للشاعر والروائي سليم بركات، الصادرة عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” (566 صفحة). وقد جاء في التعريف بها على الغلاف الخلفي “مراهقون يدرِّبون أعمارَهم على الثرثراتِ حُرَّةً، في خوفهم من حريةٍ يحْذَرُها المكانُ. سياقٌ جامع لمجتزآتٍ عن الحيِّ اليهودي في القامشلي، وعن الأرمن، ومناهج الخوف، مؤطرة بحكاية حب غير مكتملة، بعد حرب 1967، في دولة كلُّها إغراءٌ بالرحيل، وإبداعٌ للشَّغف بخطط الهجرة”. لكنَّ هذا التلخيص الشديد لا يستوفي ولو لبعض الإشارات البانوراما الشاسعة في الرواية عن الوضع السوري في الأيام التي تلت هزيمة حرب الأيام الستة سنة 1967، وعن الاستبداد البوليسي آنذاك الذي لم يتغير أبداً في ما بعد، وعن الدور المشبوه للشعارات والمخابرات في تسهيل هجرة اليهود من مدينة القامشلي، بتهريبهم إلى تركيا، ولبنان، ومنهما إلى قبرص حيث يتوزعون من هناك على فلسطين، وأميركا التي استقرَّ الكثير منهم في حي بروكلين النيويوركي. هي في خطها العريض غرام فتى مراهق بفتاة من الحي اليهودي، ثم تنمو في السياق خطوط كثيرة عن الأكراد، والأرمن، وأيام الحرب، وثرثرات المراهقين المغرمين بالسينما. ونذكر أن سليم بركات روائي وشاعر وأديب كردي سوري من مواليد عام 1951 في قرية موسيسانا التابعة لمدينة عامودا في ريف القامشلي، سوريا، قضى فترة الطفولة والشباب الأول في مدينته والتي كانت كافية ليتعرف على مفرداتها الثقافية بالإضافة إلى الثقافات المجاورة كالآشورية والأرمنية. انتقل في عام 1970 إلى العاصمة دمشق ليدرس الأدب العربي ولكنه لم يستمر أكثر من سنة، فانتقل من هناك إلى بيروت ثم إلى قبرص ومن هناك بدأ بكتابة الرواية إلى جانب الشعر. وفي عام 1999 انتقل إلى السويد ليستقر هناك. من أعماله الشعرية نذكر دواوين “الجمهرات”، “بالشِّباك ذاتها، بالثعالب التي تقود الريح”، “شعب الثالثة فجرا من الخميس الثالث”، “الأبواب كلّها” وغيرها كما قدم عددا من الروايات نذكر من بينها روايات “معسكرات الأبد” و”سجناء جبل أيايانو الشرقي” و”السماء شاغرة فوق أورشليم”، كما نشر عددا من السير واليوميات.
مشاركة :