الجزائر تخطط لخطف اللقب الأفريقي الثاني

  • 6/15/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تلقى المنتخب الجزائري لكرة القدم صدمة كبيرة بغيابه عن النسخة الماضية من المونديال والتي استضافتها روسيا العام الماضي، رغم ظهوره في نسختين متتاليتين من بطولات كأس العالم خلال العقد الأخيرة. وأضيفت هذه الصدمة إلى اللطمة الكبيرة التي تلقاها الفريق قبل عامين بالخروج صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس أمم أفريقيا 2017 بالغابون دون تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته. وما يضاعف من حجم الصدمتين أن المنتخب الجزائري شهد في السنوات الأخيرة ظهور جيل من اللاعبين يحسد عليه، كما أن هذا الفريق نال خبرة جيدة من ظهور العديد من عناصره في أكثر من بطولة كبيرة عالمية وأفريقية في السنوات الماضية، بل إنه حقق حلما طال انتظاره وتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني بمونديال البرازيل بعد ثلاثة عقود من مشاركته الأولى في البطولة العالمية. وكان الهدف التالي للفريق هو تحقيق ما لم يحققه على مدار أكثر من ربع قرن من الزمان وهو الفوز بلقبه الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية حيث سبق للفريق أن أحرز اللقب مرة واحدة سابقة عندما استضافت بلاده البطولة في 1990. مازالت الفرصة سانحة أمام الفريق لاستعادة اللقب الأفريقي بشرط الظهور بأفضل مستوياته خلال النسخة الجديدة التي تستضيفها مصر خلال الأسابيع المقبلة. ويحتاج المنتخب الجزائري إلى الظهور في البطولة بشكل مغاير لما كان عليه في العامين الماضيين إذا أراد المنافسة بقوة على اللقب القاري. ويضاعف من حاجة منتخب الجزائر للقب القاري أن عددا من نجوم هذا الجيل قد لا تتاح له فرصة المشاركة مجددا في البطولات الأفريقية أو في كأس العالم 2022 بقطر. ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين إسلام سليماني ورفيق حليش وعدلان قديورة. وفي المقابل، يضم الفريق عددا من النجوم الشبان الذين يحتاجون للفوز باللقب ليكون دافعا قويا لهم في المستقبل. طوق النجاةقد يصبح اللقب القاري طوق النجاة للفريق من الانتقادات المتوقعة من جماهيره بعد التراجع الواضح في مستوى الفريق بعد إنجاز مونديال 2014. وما يطمئن الفريق بالفعل في البطولة الأفريقية المرتقبة هو مشاركة عدد من النجوم البارزين أصحاب الخبرة مثل رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنكليزي والموهوب سفيان فيغولي نجم قلعة سراي التركي وعيسى ماندي مدافع ريال بيتيس الإسباني وسليماني إضافة إلى بغداد بونجاح الفائز مع فريق السد بلقب الدوري القطري في الموسم الماضي ويوسف بلايلي نجم الترجي التونسي. وتمثل هذه البطولة فرصة أمام الفريق لإثبات وجوده بقائمته الحالية بعد ابتعاد عدد من الأسماء التي صالت وجالت في صفوف الفريق خلال السنوات الماضية حيث يمر الفريق بفترة إحلال وتجديد هادئة بقيادة مديره الفني جمال بلماضي الذي تولى المسؤولية في أغسطس 2018. ومن بين هذه الأسماء يبرز نبيل بن طالب وسفير تايدر وفوزي غلام والعربي هلال سوداني ورشيد غزال وإسحق بلفوضيل. وتعتمد فرص الخضر كثيرا على ما يمكن أن يقدمه خط الهجوم بقيادة سليماني وبونجاح وخط الوسط الناري بقيادة محرز وفيغولي وياسين براهيمي. ويستهل المنتخب الجزائري مسيرته في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة بلقاء منتخب كينيا ثم يستكمل مسيرته في المجموعة بمباراتيه أمام السنغال وتنزانيا على الترتيب. مسيرة صعبة يتأهل إلى الأدوار الإقصائية، للبطولة التي تشهد مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ المسابقة القارية، متصدر ووصيف كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست بمرحلة المجموعات. وفي حال تأهل المنتخب الجزائري لدور الستة عشر كمتصدر للمجموعة، سوف يلتقي في السابع من يوليو القادم بملعب الدفاع الجوي (30 يونيو) مع صاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى، التي تضم منتخبات مصر وزيمبابوي وأوغندا والكونغو الديمقراطية، أو صاحب المركز الثالث في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات نيجيريا وغينيا وبوروندي ومدغشقر، أو صاحب المركز الثالث في المجموعة السادسة التي تضم منتخبات الكاميرون وغانا وغينيا بيساو وبنين. وفي حال صعوده لدور الثمانية، سوف يلتقي في 11 من نفس الشهر بملعب السويس مع الفائز من مباراة متصدر المجموعة الخامسة، التي تضم منتخبات تونس ومالي وموريتانيا وأنغولا وثاني المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات كوت ديفوار والمغرب وجنوب أفريقيا وناميبيا. وفي حالة تأهل منتخب الجزائر لدور الستة عشر كوصيف لمجموعته، فسوف يلتقي في الخامس من يوليو القادم بملعب القاهرة مع وصيف المجموعة الأولى، وفي حال صعوده لدور الثمانية، فسوف يلتقي في العاشر من يوليو بملعب الدفاع الجوي مع الفائز من لقاء متصدر المجموعة الرابعة وصاحب المركز الثالث لأي من المجموعات الثانية والخامسة والسادسة. اللقب القاري قد يصبح طوق النجاة للفريق من الانتقادات المتوقعة بعد التراجع الواضح في مستوى الفريق بعد إنجاز مونديال 2014 أما في حال تأهل منتخب الجزائر لدور الستة عشر ضمن أفضل أربعة ثوالث، فسوف يسلك أحد مسارين؛ المسار الأول يتمثل في لقائه يوم السابع من يوليو بملعب الإسكندرية مع متصدر المجموعة الثانية، وفي حال تأهله لدور الثمانية، سوف يلتقي في 11 من نفس الشهر بملعب السلام مع الفائز من مباراة متصدر المجموعة السادسة مع وصيف المجموعة الخامسة. أما المسار الثاني، فهو أن يلتقي يوم السادس من يوليو بملعب القاهرة مع متصدر المجموعة الأولى، وإذا صعد لدور الثمانية فسوف يلعب في العاشر من نفس الشهر على الملعب ذاته مع الفائز من مباراة وصيف المجموعة الثانية ووصيف المجموعة السادسة. ربما تحفل صفوف المنتخب الجزائري لكرة القدم بالعديد من اللاعبين المتميزين في مراكز عدة، لكنّ نجما واحدا يفرض نفسه بقوة على رأس قائمة الموهوبين في الجيل الحالي للكرة الجزائرية. وقبل ثلاثة أعوام فقط، نال اللاعب الموهوب رياض محرز شهرة عالمية طاغية بعدما فجر مع ليستر سيتي الإنكليزي واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم، لكن الحلم الأكبر لمحرز لم يتحقق بعد حيث يطمح اللاعب إلى قيادة المنتخب الجزائري لاستعادة اللقب الأفريقي بعد غياب طويل استمر لنحو ثلاثة عقود. وكان محرز قاد فريقه السابق ليستر سيتي إلى الفوز بلقب الدوري الإنكليزي في موسم 2016-2015 ضاربا بكل التوقعات والتكهنات عرض الحائط. وتوج محرز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2016 في استفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) بعد إنجازه الفريد مع ليستر سيتي علما بأنها ليست الجائزة الوحيدة التي نالها محرز في تلك الفترة حيث توج أيضا بجائزة أفضل لاعب أفريقي في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” كما فاز بجائزة “الأسد الذهبي” لأفضل لاعب أفريقي في استفتاء صحيفة “المنتخب” المغربية لعام 2016 بخلاف جوائز فردية أخرى. ويدرك محرز حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بصفته أبرز نجوم المنتخب الجزائري (الخضر) خاصة وأنه الآن في السابعة والعشرين من عمره ويجب أن يكون في أوج العطاء. ويمتلك محرز الإمكانيات التي وضعته على طريق النجوم العمالقة حيث يتميز اللاعب بالسرعة والمهارات الفردية والخططية إضافة إلى إجادته تسجيل الأهداف من مختلف الزوايا ومن أصعب المواقف وكذلك صناعة الأهداف لزملائه من خلال التمريرات الدقيقة المتقنة التي تثير فزع المنافسين.

مشاركة :