النادي - وكالات قبل عامين فقط، تلقت الكرة الجزائرية صدمة مزدوجة على الساحة الأفريقية في غضون أسابيع قليلة، بضياع حلم اللقب الأفريقي الثاني، واختطاف حق استضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 من بلاد الخضر. وكانت الصدمة الأولى بعد خروج المنتخب الجزائري مبكراً من ربع نهائي الأمم الأفريقية 2015 بغينيا الاستوائية، رغم كون الفريق المرشح الأقوى للفوز باللقب، بعد شهور من إنجازه في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، التي تأهل فيها الفريق لدور الـ16 للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة العالمية. ولم يكد "محاربو الصحراء" يفيقون من صدمة الخروج المبكر من البطولة الأفريقية حتى تلقت الكرة الجزائرية لطمة قوية بعد القرار المثير للجدل من الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) بمنح حق استضافة كأس أفريقيا 2017 للغابون، بعدما كانت الجزائر المرشح الأقوى والأقرب للفوز بحق الاستضافة، لاسيما وأنها لم تستضف البطولة منذ سنوات طويلة فيما استضافت الغابون نسخة 2012 بالتنظيم المشترك مع جارتها غينيا الاستوائية. وكان المنتخب الجزائري "الخضر" حقق حلماً طال انتظاره، وتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني بمونديال البرازيل بعد 3 عقود من مشاركته الأولى في البطولة العالمية. وأصبح الهدف التالي للفريق هو تحقيق ما لم يحققه على مدار ربع قرن من الزمان وهو الفوز بلقبه الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية حيث سبق للفريق أن أحرز اللقب مرة واحدة سابقة عندما استضافت بلاده البطولة في 1990. ولكن محاولة الفريق في 2015 باءت بالفشل حيث اجتاز الفريق مجموعته الصعبة في الدور الأول للبطولة لكنه سقط أمام أفيال كوت ديفوار 1-3 في ربع نهائي للبطولة قبل أن يكمل "الأفيال" طريقهم حتى منصة التتويج. وربما كان العزاء للمنتخب الجزائري في النسخة الماضية هو أن الخروج جاء على يد منتخب "الأفيال" الذي كان مرشحاً قوياً أيضاً للفوز باللقب ونجح بالفعل في انتزاعه مع ختام البطولة. ولكن اللطمة التي تلقتها الجزائر بضياع حق الاستضافة للنسخة الجديدة في 2017 وفترة التذبذب في المستوى التي واجهت الفريق في الشهور الماضية ستجعل منتخب الخضر أمام تحد مثير له طابع الثأر. ويحتاج المنتخب الجزائري إلى الظهور في كأس أفريقيا 2017 بالجابون بشكل مغاير لما كان عليه الفريق في الشهور الماضية إذا أراد المنافسة بقوة على اللقب القاري. ويضاعف من حاجة منتخب الجزائر للقب القاري أن فرص الفريق تضاءلت في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا حيث يتذيل الفريق مجموعته في المرحلة النهائية من التصفيات وذلك برصيد نقطة واحدة من مباراتين فيما يتصدر المنتخب النيجيري المجموعة برصيد ست نقاط. ولهذا، قد يصبح اللقب القاري طوق النجاة للفريق من الانتقادات المتوقعة في حال الفشل بالتصفيات المؤهلة للمونديال بعدما شارك الفريق في النسختين الماضيتين من البطولة العالمية. وعلى مدار أول 11 نسخة من البطولة الأفريقية، لم يشارك المنتخب الجزائري إلا في نسخة واحدة وذلك في عام 1968 بإثيوبيا وخرج الفريق من الدور الأول. ولكن المشاركة الثانية للفريق شهدت نجاحا جيدا في نسخة 1980 حيث فاز الفريق بالمركز الثاني. ومنذ هذه النسخة، أصبح المنتخب الجزائري حاضراً بشكل شبه منتظم في البطولة الأفريقية، لكنه لم يحرز اللقب سوى مرة واحدة عندما استضافت بلاده البطولة في 1990. وعلى مدار فترات عديدة، كان المنتخب الجزائري من المرشحين البارزين لإحراز اللقب الأفريقي خاصة في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، التي شهدت تأهل الفريق مرتين إلى بطولات كأس العالم وتفجير مفاجآت لا تزال خالدة في تاريخ البطولة العالمية. ولكن ظلت إنجازات الخضر في البطولة الأفريقية قاصرة على لقب 1990. ورغم هذا، جاءت الطفرة التي شهدتها الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة لتؤكد قدرة الفريق على إحراز اللقب الأفريقي للمرة الثانية في تاريخه. وفاجأ المنتخب الجزائري العالم كله بعروضه الراقية في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وتأهل إلى الدور الثاني بجدارة بعدما حل ثانياً في مجموعته خلف المنتخب البلجيكي وعلى حساب منتخبي روسيا وكوريا الجنوبية. ولكن الحظ العاثر أوقعه في مواجهة المنتخب الألماني العريق في ربع النهائي ليخسر محاربو الصحراء بصعوبة بالغة ويودعون البطولة مرفوعي الرأس ويستكمل المنتخب الألماني طريقه حتى منصة التتويج باللقب. ومنح المونديال البرازيلي دفعة معنوية هائلة للخضر لكنها لم تكن كافية لإحراز اللقب الأفريقي في البطولة الماضية وهو ما يسعى الفريق لتعويضه في النسخة الجديدة بالغابون. ولكن المنتخب الجزائري سيكون بحاجة إلى تقديم نفس المستوى الذي ظهر عليه في المونديال البرازيلي وربما تقديم مستوى أفضل إذا أراد العبور من مجموعة الموت التي تضم معه منتخبات تونس والسنغال وزيمبابوي. وما يطمئن الفريق بالفعل في البطولة الأفريقية المرتقبة هو مشاركة معظم النجوم الذين تألقوا معه بالمونديال في مسيرته الأفريقية المقبلة إضافة لاكتسابهم المزيد من الخبرة. ويضاف لهذا المستوى الرائع الذي وصل إليه رياض محرز نجم الفريق بعد موسم رائع قاد فيه ليستر سيتي إلى الفوز التاريخي بلقب الدوري الجزائري. ويأتي في مقدمة النجوم الآخرين بالفريق نبيل بن طالب لاعب توتنهام الإنجليزي سابقا وشالكه الألماني حاليا وسفير تايدر نجم خط وسط إنتر ميلان الإيطالي سابقاً ونجم بولونيا الإيطالي حالياً وفوزي غلام مدافع نابولي الإيطالي والعربي هلال سوداني مهاجم دينامو زغرب الكرواتي وإسلام سليماني مهاجم سبورتنغ لشبونة البرتغالي سابقاً وليستر سيتي الإنجليزي حالياً وياسين براهيمي نجم خط وسط بورتو البرتغالي ورشيد غزال لاعب وسط ليون الفرنسي. وتعتمد فرص الخضر كثيراً على ما يمكن أن يقدمه الهجوم الناري للفريق بقيادة سليماني ومحرز ومن خلفهما براهيمي وبن طالب وغزال. وفي المقابل، سيفتقد الفريق جهود سفيان فيغولي لاعب خط وسط فالنسيا الإسباني سابقاً ووست هام الإنجليزي حالياً وكارل مجاني مدافع ليجانيس الإسباني حيث خرج اللاعبان من حسابات البلحيكي جورج ليكنز المدير الفني للخضر لأسباب مختلفة. كما يشارك الفريق في المعترك الأفريقي تحت قيادة فنية تحظى ببعض الخبرة بالكرة الأفريقية حيث يقوده البلجيكي ليكنز الذي سبق له تدريب المنتخب التونسي. وتولى ليكنز تدريب الفريق قبل شهور قليلة بعد رحيل الفرنسي كريستيان جوركوف عن المنصب وتولي المدرب الوطني نبيل نجيز المسؤولية مؤقتاً. ويدرك منتخب الخضر أن جزء كبيراً من فرصه في البطولة يعود إلى قدرته على العبور من هذه المجموعة الصعبة إلي الدور الثاني للبطولة مع توخي الحذر بعد سيناريو المشاركة في النسخة الماضية. ويستهل المنتخب الجزائري مسيرته في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة بلقاء منتخب زيمبابوي في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي ثم يلتقي نظيريه التونسي والسنغالي في المباراتين التاليتين في 19 و23 من الشهر نفسه. .
مشاركة :