وفي سياق متصل شكل "متحف الكاتب الإماراتي" الذي جاء ضمن معرض الكتاب الإماراتي ونظمه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث .. جولة غاصت في تفاصيل الحياة التي عاشها نخبة من المبدعين الإماراتيين من كتّاب وشعراء وروائيين ومؤرخين وفرصة للاحتفاء بمجموعة من الروّاد المحليين. وضمّ المتحف بين جنباته ملامح حياة وإبداعات عدد من الكتاب الإماراتيين الرواد والمعاصرين أمثال الماجدي بن ظاهر وحميد الشامسي وسالم العويس وغيرهم حيث قام المتحف بمعرض المقتنيات الشخصية لأولئك الأدباء والمبدعين والأدوات التي كتبوا فيها قصائدهم ونصوصهم فيقدم المحابر والأقلام والمخطوطات وغيرها. إلى جانب مختارات شعرية تضمها الدواوين ومؤلفات الكتب والمقالات الخاصة بالمبدعين الإماراتيين ومجموعة من الإصدارات الصوتية التي تمثل أرشيفاً المسموع لأولئك الروّاد . ولم يغب النشء عن دائرة اهتمام الشارقة لتطلق برنامجا لرعاية المواهب الإبداعية في الرواية والشعر والقصة القصيرة والمسرح، في خطوة تسعى لإتاحة الفرصة للراغبين من الكتّاب الإماراتيين الذين يسعون إلى تنمية مهاراتهم الكتابية وفق برنامج تدريبي طويل المدى مبني على رؤية منهجية حديثة لتنمية المهارات وتطويرها. ويتميز برنامج الورشة بامتداده على مدى أكثر من عام من التدريب والمتابعة والنشر من خلال عدة مراحل للإسهام في تأسيس الكاتب وإعداده واكتشاف قدراته وصقلها ورعايته في مشواره الأدبي. وأقامت الشارقة منذ مطلع العام الجاري كرنفالا ثقافياً شهد العديد من المهرجانات، كمهرجان النهضة التراثي الثقافي في نسخته العاشرة الذي قدم أنشطة وفعاليات جاذبة ومميزة ومعارض متنوعة للأطفال والعائلات، مستهدافاً اكتشاف جماليات الماضي وتوصيل المفردات التراثية إلى الأجيال الجديدة وترسيخ ملامح الهوية الوطنية وترسيخ الموروث الشعبي في نفوس أفراد المجتمع. إلى ذلك أطلقت الشارقة فعاليات الدورة الـ17 لمهرجان الشارقة للشعر العربي بمشاركة 42 شاعراً وشاعرة من دول عربية عدة، فيما شهدت الإمارة فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية الذي تضمن معرضين فنيين "الحديقة الإسلامية" و"أفق الإمارات بين الماضي والحاضر" ويرصد المعرضان نماذج من المباني التراثية والمعاصرة في مدينة الشارقة حيث شهدت نهضة عمرانية مضطردة لونت واقعها الجمالي بمزيج من الطرز التراثية والحديثة. ويهدف المشروع الفني إلى رصد واستلهام العناصر التصميمية والقيم الجمالية في أساليب فنون البناء المحلية التراثية منها والحديثة حيث اختيرت خمسة بيوت تراثية من قلب الشارقة بالإضافة إلى الواجهة المائية بمنطقة المجاز. وتضمن المعرضان ورش لفن الخط العربي والزخرفة وبيوت الخطاطين منها "جماليات فن الإبرو" و"خط المرقعات" و"الزخارف التيمورية" و"جماليات الحروفية". وفي سياق متصل انطلقت الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي تنظمه دائرة الثقافة ممثلة بمركز الشارقة للشعر الشعبي بمشاركة 60 شاعراً وشاعرة من 17 دولة عربيّة. كما اختتمت في إبريل الماضي فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان "الشارقة للثقافة والناس" التي أقيمت تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. الذي قدم 25 ركنا العديد للأنشطة والفعاليات التراثية والصحة والرياضة والشعرية ومعرضا للكتاب ومسابقات ثقافية ومركزا للكتابة والموسيقا والطبخ وغيرها. فيما افتتح على هامشه معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "التسامح" الذي يهدف إلى تجسيد مفهوم التسامح وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة من خلال الصور المعبرة. الصورة الأجمل للمشهد الثقافي للإمارة تمثلت في التفاعل المبهر لجمهور وزوار الشارقة مع الأحداث والفعاليات الثقافية، والاهتمام الملفت في النشء، وهو ما يبشر بتوفير صفة الاستدامة على مشروع شارقة الثقافة، وأملاً جديداً يعيد للأمة حضورها الإنساني والثقافي عالمياً . // انتهى // 10:47ت م 0015 www.spa.gov.sa/1934577
مشاركة :