ذنب ما بعده ذنب

  • 6/16/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

إن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، التي حذرنا منها ديننا الحنيف، فقد أمرنا بالرحمة للوالدين؛ فلذلك قال الله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، نعم، فكل منا مدين لوالديه بكل التقدير والعرفان لما قدموه لنا في حياتنا بكل الحب والتفاني، فهم أصل وجودنا على هذه الدّنيا، وهم من سهروا على راحتنا من دون كلل أو ملل، ومن دون انتظار رد لهذا الجميل، الذي سيظل يكلل رؤوسنا إلى أن نغادر هذه الدّنيا إلى مثوانا الأخير، فالوالدان هما المعنى الحقيقي للحب والبذل والعطاء، ولكن هناك آباء وأمهات أبلاهما الله بابن عاق ناكر للجميل، ينغص عليهما معيشتهما، ويحول حياتهما إلى كرب. فمن أسباب عقوق الوالدين سنذكر بعضها، مثل التنشئة الأسرية غير السوية للأبناء منذ الصغر، كالتدليل الزائد، أو استخدام العنف في التربية، أو تفضيل أحد الأبناء وتميزه عن غيره من أخوته، وتعدد الزوجات مع عدم العدل بينهما في الرعاية والحقوق، وهذا يؤثر سلبا في نفسية الأبناء وتربيتهم، وأصدقاء السوء الذين يعيثون في الدنيا فساداً، ويفسدون أخلاق كل من اجتمع بهم وصادقهم، فصور عقوق الوالدين كثيرة، وفي ازدياد دائم؛ نظراً لما تمر به الحياة من انحطاط أخلاقي وديني، فمنها مثلا التعدي على الوالدين سواء باللفظ أو السب واللعن أو بالضرب والإهانة، وتفضيل الرفقاء والزوجة على الأب والأم، والنكران من فضلهما علانية، والتبرؤ من صلته بهما، والتكبر عليهما، وعدم طاعتهما فيما يرضي الله، والبعد عن الرذائل والكبائر والمنكرات، والتكلم عليهما بالسوء في غيبتهما، وتشويه سمعتهما، والتسبب في إيذائهما نفسيا وجسديا، وانتقادهما وانتهارهما أمام الجميع. فعقوبات الابن العاق في الدنيا والآخرة: أولاً في الدنيا يضيق الله عليه رزقه؛ بسبب دعاء والديه عليه، يرزقه الله بابن عاق يذيقه ما أذاقه لوالديه، يغضب عليه الله وتبغضه الملائكة، ويكون مرذولا من الناس، ولا يضع الله حبه في قلوب أهله وجيرانه، ولا يستجيب له الله في يوم شدته. أما في الآخرة فلا ينعم عليه الله بدخول الجنة مثل الأبناء البارين بوالديهم، إن أدخلته أعماله الصالحة الجنة فلا ينظر الله لوجهه، ونحمد الله أن هذه الفئة قليلة في مجتمعاتنا.

مشاركة :