ما زالت الكليات (الدينية) تعلِّمُنا في مادة أصول الفقه والفقه المقارن: أنه لا يجوز لأي مؤمنٍ أن يسأل عالماً قبل أن يجتهد هو ويبحث في المسألة، ويستفتي قلبَه كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لراعي غنم لم يدخل في الإسلام إلا قبل لحظات! في الحديث المروي من (10) وجوه: البِرُّ حسنُ الخلق... الحديث!! لو التزم فقهاؤنا الأجلاء بذلك لما فوجئوا بأسئلةٍ سخيفةٍ، تخدش ذوق المشاهد العادي، وتسيء إلى الدين الحنيف قبل أن تسيء إلى أشخاصهم الكريمة؛ كسؤال إحدى المشاهدات السعوديات، للفقيه الجليل خفيف الروح الدكتور/ عبدالله المطلق الذي تقول فيه: من كثرة ما غربلني زوجي نذرت أن أذبح (حماراً) إذا مات، وقد مات؛ فهل أفي بنذري يا شيخ؟؟؟!! وكان من المفترض أن يعرض سماحته عن الإجابة؛ صيانة للفتوى من السفه والابتذال! أو أن يكتفي بـ(لا) أو (نعم)؛ بما أنه قبل الخوض في هذه المسألة! لكنه اضطر لتحويل الموضوع إلى وعظٍ اجتماعي ونصحٍ بالتسامح والعفو... إلى (أخَّخِخِهِ) مما لا يندرج تحت طبيعة الفتوى! وأظنه لن يصدم لو سألته جمعية الحمير العالمية: ما ذنب الحمار، الله يأخذها... إلى زوجها في الجنة؟ ولحلم الدكتور/ المطلق؛ فإنها ليست المرة الأولى التي نشاكسه فيها: ففي (أحدية) أستاذنا القدير الفيزيائي الفيلسوف الدكتور/ راشد المبارك، تحدث الدكتور/ عبدالله قبل نحو (3) أعوام عن (المصرفية الإسلامية)؛ بوصفه عضواً ورئيساً لعدة لجان (شرعية) في عددٍ من بنوك (مرتاع البال)، وكرر قوله: يا إخوان: أنا لست بنكياً، ولا أفهم كثيراً من المعاملات المصرفية! أنا مجرد (فقيهٍ) متخصص في (البيوع الشرعية)! فكان تعليقي: بين فقيهٍ لا يفهم كيف تعمل البنوك، و(مصرفي) لا يفقه الحكم الشرعي: من الذي يحق له أن ينسب تلك المعاملات للشرع ويسميها بـ(المصرفية الإسلامية)؟! فغضب محاضرنا الجليل، وأجاب بسخريته المعروفة: (محمد السحيمي طبعاً)!! وللدقة: كان يجب أن يقول: الشيخ (صالح كامل)؛ فهو صاحب هذه النظرية الاقتصادية العالمية، التي رشحناه بسببها لجائزة نوبل، وإن أساءت البنوك العمل بها؛ عكس ما أراد هو والإمام الأعظم/ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله!! نقلا عن مكة
مشاركة :