مفكر إسلامي يصحح اعتقادا شائعا بين الكثيرين عن تحفيظ القرآن الكريم

  • 6/16/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور محمد محمد داود، المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة قناة السويس، إن تحفيظ القرآن عمل صالح كان من منهج السلف الصالح – رضوان الله تعالى عنهم-.وأوضح «داود» خلال حلقة برنامج «لماذا؟» المُذاع عبر قناة أهل القرآن، أنه قال الإمام النووي في المجموع: " كان السلف لا يُعلِّمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن الكريم"، وجعل الإمام بدر الدين بن جماعة الأدب الأول من آداب طالب العلم في دروسه أن يبتدئ بكتاب الله العزيز فيُتقنه حفظًا ، ويجتهد في إتقان تفسيره وسائر علومه ، فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها. وتابع: ونحن هنا أمام أمرين: الأول: أن السلف كانوا لا يكتفون بتحفيظ القرآن دون الوقوف على أحكامه وفهم معانيه، بل كانوا يضمون لذلك العمل به، فقد كانوا يرون في تزكية النفس بالقرآن سبيلًا لمرضاة الله تعالى، والأمر الثاني: أن صلتهم باللغة العربية التي تُعين على فَهْم آيات القرآن الكريم كانت صلة قوية تمكنهم من فهم دقائق معانيه. وأضاف أنه إذا ما نظرنا إلى واقع المسلمين المعاصر فإننا نجد أن الأمر قد اختلف، حيث الأعم الأغلب من تعليم الصبية القرآن تركز بل وتكتفي بالتحفيظ، يضاف إلى ذلك ضعف المعاصرين في اللغة العربية، مما عزلهم عن فهم آيات القرآن الكريم ، ومن هنا وجب التنبيه على أهمية أن نضم مع التحفيظ لآيات القرآن الكريم، أن نضم تدريس معاني الآيات والكلمات والقيم التي دعا إليها القرآن . واقترح تدريس تفسير كلمات القرآن للعلامة الشيخ حسنين مخلوف لدقتها ويسرها ووضوحها، وكذلك تدريس السنن الإلهية والكونية في القرآن الكريم، وتدريس القيم الحضارية في القرآن الكريم ، منوهًا بأن القرآن رسالة تنورية بالعقل والعلم، - كذلك تدريس آفاق التفكير العلمي في القرآن الكريم، فضلًا عن تقوية الصلة باللغة العربية؛ من خلال تدريس منهج ميسر عن الكلمة وأنواعها، والجملة وأنواعها، والتوابع والأساليب الخاصة ، وخصائص لغة القرآن الكريم . وقدم مقترحًا للمسابقات الدولية التي تقوم على حفظ القرآن الكريم ، وأن تضيف فهم المعاني والقيم والسنن في القرآن الكريم ، وكذلك خصائص لغة القرآن، وأن تكون هناك المسابقات الخاصة بمعاني وقيم القرآن الكريم.ولفت إلى أن السلف – رحمهم الله تعالى – أدركوا حقيقة غابت عن كثير منا وهي أن حفظ القرآن وحده دون فهم معانيه لا يرفع جهلًا؛ لذلك كان تدريسهم وتعليمهم القرآن للصبية يشتمل على القيم الأربعة للحرف الواحد: اسم الحرف، وصوت الحرف، ورسم الحرف، وضبط الحرف وأثره في المعنى. ودلل بأن الوارد في القرآن والسنة هو التعليم ، فقال الله تعالى: « وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)» من سورة آل عمران فنصت الآية على التدريس والتعليم وهو فوق الحفظ، وفي السنة النبوية المطهرة : أخرج البخاري عن عثمان – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه».ونبه إلى أنه عن منهج السلف في تزكية نفوس الناشئة بالقرآن .. فقد روى الإمام أحمد عن أبي عبد الرحمن قال : حدثنا من كان يُقرئنا من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أنهم كانوا يقترئون من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الأخرى ، حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل ،، قالوا : فعُلِّمْنا العلم والعمل معًا " إسناده حسن .

مشاركة :