بعد سنوات من الشكاوى المتعددة على كافة المستويات، يبدو أن الجهات المعنية وفي صدارتها الجمارك ووزارة التجارة تسير في الاتجاه الصحيح لكبح جشع الأسواق والتجار نحو السلع المغشوشة، فقد تم بالأمس الإعلان عن توجه الجمارك بالتعاون مع وزارة التجارة الصينية إلى إعلان قوائم سوداء لمستوردي السلع المغشوشة من الصين، في ظل إحصاءات تشير إلى أن خسائر السوق السعودي بسببها تصل إلى 50 مليار ريال، فضلا عن خسائر غير محدودة في الأرواح، خصوصا بسبب التوصيلات الكهربائية الرديئة المستخدمة في المنازل. والواقع أن هذه الخطوة التي كانت منتظرة من سنوات طويلة ستعزز الثقة في السوق السعودي في المرحلة المقبلة بعد أن غرق في مستنقع السلع المغشوشة بمختلف الدرجات الرديئة، ويكفى هنا الإشارة إلى تأكيدات بعض المسؤولين في السفارة الصينية بالرياض على وجود مصانع رديئة للغاية في بلادهم يختار بضائعها مستوردون سعوديون لزيادة أرباحهم لأقصى درجة ممكنة، وفي كل الأحوال فإن القائمة السوداء لن تكفي بدون تفعيل العقوبات المقترحة لذلك، وهى السجن 3 سنوات أو الغرامة، وإن كنا نتمنى الدمج بين العقوبتين حتى يكون لها الفعالية، كما يجب زيادة كفاءة وفعالية رجال الجمارك للتصدي لمحاولات التلاعب للتهرب من العقوبات بتغيير المنشأ أو غير ذلك من المحاولات التي ندرك أنها لا تخفى على أحد من المعنيين.