أطلقت قناة حكومية رياضية جديدة باسم “تايم سبورت” تتيح للجمهور المصري مشاهدة مباريات كأس أمم أفريقيا المؤمل انطلاقها، الجمعة المقبل، وكسرت في ذلك احتكار شبكة قنوات “بي.إن سبورتس″ القطرية التي تبث مباريات البطولة. ويتوقع أن تتسبب القناة الرياضية الجديدة في خسائر لاشتراكات الشبكة القطرية، معولة على شغف الجمهور المصري (مئة مليون نسمة) بمتابعة مباريات البطولة تجنبا لأسعار وشروط “بي.إن سبورتس″ القطرية. وحظي قرار فك تشفير مباريات البطولة بدعم جماهيري رافض للاحتكار، تمثل في انخفاض الاشتراك بباقة “بي.إن سبورتس″ الخاصة بأمم أفريقيا في مصر، مقابل زيادة الإقبال على شراء وصلات قناة “تايم سبورت” وقنوات “بي.أوت” التي تذيع البطولات القارية والعالمية بمقابل أرخص من القنوات القطرية. وقرر الكثيرون ممن اعتادوا متابعة المباريات على الشبكة القطرية عبر المقاهي تغيير وجهة المشاهدة إلى المحطة الأرضية الجديدة. وتوقع سامي عبدالعزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ”العرب” تحويل “تايم سبورت” من قناة مفتوحة مجانية إلى نظام الاشتراك السنوي وتشفير الدوري المصري خلالها، لأن صناعة الرياضة مكلفة، كما أن القضاء على احتكار محطات كبرى للأحداث الرياضية ليس سهلا، ويحتاج إلى تكاتف حكومي وشعبي.واستبقت هيئة الإعلام بمصر إمكانية التشويش على “تايم سبورت” لإثارة غضب الجمهور، بتقوية البث الأرضي وتحديث مراكز الإرسال لتغطية مختلف الأقاليم، وتعهدت للمواطنين مشاهدة بجودة عالية توازي البث الفضائي في وضوح الصورة. وبدأت “تايم سبورت” تبث تنويهات متكررة على مدار اليوم، تبدو موجهة للمسؤولين عن “بي.إن سبورتس″ والهيئات الرياضية الدولية، لأنها تشير إلى “حق الحكومة المصرية في امتلاك البث الأرضي لكل الأحداث الفنية أو الاجتماعية أو الرياضية من بطولات أو مباريات في مختلف الأنشطة الرياضية التي تقام على أرض مصر بمقتضى القانون الدولي”. وأوضح سامي عبدالعزيز أن توقيت إطلاق القناة مهم للغاية قبيل بطولة كأس الأمم الأفريقية، كخطوة نحو كسر أي احتكار للرياضة عبر محطة تلفزيونية محترفة قادرة على المنافسة، وأن تكون مصدرا مهما لتعزيز اقتصاد الإعلام وزيادة التنافسية في جودة المحتوى. ويمكن رصد حجم الخسائر التي ينتظر أن تتعرض لها شبكة قنوات “بي.إن سبورتس″، من خلال المرور على محال بيع أجهزة البث التلفزيوني في المدن المصرية، ومعاينة حجم الطلب الجماهيري على وصلات “تايم سبورت” و”بي.أوت”، مقارنة بعزوف المواطنين عن زيارة مراكز خدمة “بي.إن سبورتس″ للاشتراك في باقة البطولة. إلا أن هذا الإقبال على القناة الجديدة قد يتراجع بعد انتهاء مباريات البطولة الأفريقية، نظرا لعدم وضوح خطط القناة المستقبلية.وأكد طارق عيسى، وهو صاحب متجر لبيع أجهزة البث التلفزيوني بالقاهرة لـ”العرب”، أن الإقبال الجماهيري على شراء أجهزة “بي.أوت” ووصلات قناة “تايم سبورت”، غير مسبوق، لأن المواطن الذي كان يدفع قرابة 200 دولار لشراء جهاز قنوات “بي.إن سبورتس″ وتجديد اشتراك الباقات، بإمكانه دفع 25 دولارا الآن للاستمتاع بمشاهدة البطولات عبر قنوات “بي.أوت”.وألغت الكثير من المقاهي في المناطق الشعبية والراقية، اشتراك قنوات “بي.إن سبورتس″، واستبدلتها بـ”بي.أوت”، لانخفاض التكلفة. وقال حمدي مختار، صاحب مقهى شعبي بحي عين شمس بالقاهرة، “كانت إشارة القنوات القطرية تسقط بشكل مستمر خلال الصيف الماضي أثناء المباريات دون تعويض المشترك، الأمر يختلف تماما في ‘بي.أوت’، فقد منح الناس ستين يوما مجانا لحدوث تشويش وسقوط الترددات لليلة واحدة، قبل نحو شهرين”. ولأول مرة تستعد عائلة محروس رزق، التي تعيش بحي المطرية شمال القاهرة، لمشاهدة بطولة كروية بعيدا عن رحلة العذاب التي كان يتسبب فيها احتكار “بي.إن سبورتس″ للفعاليات الرياضية، إذ اعتاد الأب اصطحاب زوجته وأولاده إلى أحد المقاهي لمشاهدة المباريات الهامة، وفي كل مرة يدفع مبلغا ماليا كبيرا نظير المشاهدة وتناول المشروبات. واستقر رأي الأب على شراء قنوات “بي.أوت” التي نجحت في التأثير على شعبية “بي.إن”، وأصبح بإمكانه مشاهدة أي بطولة، نظير 25 دولارا عند شراء جهاز الاستقبال، ونحو مئتي جنيه كاشتراك سنوي، في حين قرر إخوته وأسرهم عدم الاشتراك في باقة أمم أفريقيا على “بي.إن سبورتس″ لارتفاع التكلفة، وشراء وصلات قناة “تايم سبورت” الحكومية بعدما أصبحت متاحة بأسعار مقبولة.
مشاركة :