قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أمس الإثنين إن خطة إيران لتجاوز حدود التخصيب النووي «ابتزاز نووي» ويجب مواجهتها بمزيد من الضغوط الدولية. وقال جاريت ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي «خطط التخصيب الإيرانية ممكنة فقط لأن الاتفاق النووي المروع لم يؤثر على قدراتها... لقد أوضح الرئيس ترامب أنه لن يسمح لإيران مطلقًا بتطوير أسلحة نووية. يجب أن يواجه الابتزاز النووي للنظام بضغوط دولية متزايدة». جاء ذلك بعد أن قالت إيران إنها ستتجاوز الحدود المتفق عليها دوليا بخصوص مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب خلال 10 أيام في خطوة من المرجح أن تؤجج التوتر مع واشنطن، وإن كانت طهران قالت إنه لا يزال هناك وقت أمام الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي التاريخي.في الأثناء، اتهم زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، إيران، بالتصرف على أساس التنفيس عما تواجهه. وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الإخبارية، دافع ماكونيل عن موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه طهران، بعد أن أعلنت أنها ستتجاوز سقف إنتاجها من اليورانيوم، وإعلانها عن بدء العد التنازلي لـ10 أيام لإنتاج 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» عن ميتش قوله أمس: «إننا نضغط عليهم بشدة من خلال العقوبات». وبدورها، حذرت ألمانيا وبريطانيا ايران أمس من تجاوز حدود مخزونات اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، في حين اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أن تهديدات طهران تأتي في إطار «الجدلية السياسية». ورفض وزير الخارجية الألماني هايكو ماس التحذير الايراني وشدد على ضرورة ان تلتزم طهران بتعهداتها الواردة في الاتفاق. وقال ماس بعد محادثات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: «لقد أعلنا في السابق أننا لن نقبل بأقل مقابل أقل. الأمر متروك لإيران للالتزام بتعهداتها». وأضاف «بالتأكيد لن نقبل التراجع عن الالتزامات من جانب واحد».وردد متحدث باسم الحكومة البريطانية ذلك قائلاً: إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق «أوضحت باستمرار أنه لا يمكن الحد من الالتزام». وأضاف المتحدث «في الوقت الحالي لا تزال إيران ضمن التزاماتها النووية. نحن ننسق مع الشركاء الأوروبيين في شان الخطوات التالية». في وقت لاحق، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ايران الى التحلي بـ«الصبر والمسؤولية» حيال ملفها النووي. وقال خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الاوكراني فولودومير زيلنسكي في باريس «أعرب عن الأسف للتصريحات الإيرانية»، مضيفًا أن طهران لا تزال حتى الآن «تحترم واجباتها ونشجعها بقوة على التحلي بالصبر والمسؤولية». وتابع ماكرون «إن أي تصعيد لن يدفع بالاتجاه الصحيح» مضيفًا «سنبذل كل ما هو ممكن لإقناع ايران» بسلوك هذه الطريق.«التقييم على الحقائق»من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن «تقييمنا لن يكون قائمًا أبدًا على تصريحات، بل على حقائق، وعلى التقييم الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضافت «حتى الآن وأنا أتحدث معكم ما زالت ايران تحترم التزاماتها. وإذا غيّرت الوكالة تقييمها فسوف نجري تقييمًا لموقفنا». وتابعت موغيريني إن «التصريحات عبارة عن عناصر ذات صلة بالجدلية السياسية، لكن تقييمنا لتطبيق الاتفاق يستند إلى التقييم الواقعي والسليم تقنيًا اللذين أجرتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها».إلى ذلك، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس المجتمع الدولي على إعادة العقوبات بصورة فورية على إيران إذا ما تجاوزت مستويات التخصيب المسموح بها في اتفاقها النووي مع القوى الكبرى. وقال: «إيران هددت اليوم بتخصيب اليورانيوم لمستويات أكبر مما يسمح به الاتفاق النووي... وفي حال نفذت إيران تهديداتها الحالية، سيتوجب على المجتمع الدولي أن يفعل بشكل فوري منظومة العقوبات المحددة سلفًا». وشدد: «في أي حال من الأحوال، إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة الأسلحة النووية».
مشاركة :