محمد حمزة.. شاعر الزمن الجميل

  • 6/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتب الشاعر محمد حمزة، الذي تحلّ اليوم ذكرى وفاته، ما يقرب من 40 أغنية لعبدالحليم حافظ، ولم يكتف بهذا الكم من الإبداع، فشكل ثنائيًا رائعا مع الموسيقار بليغ حمدي، والذي لحن نصف أغاني محمد حمزة.بدأ "حمزة"، كتابة الشعر الغنائي بالاحتراف عام 1963، عندما قدمته فايزة أحمد من خلال أغنية "أؤمر يا قمر"، وقدم حمزة 1200 أغنية، تغنى بها عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وشادية ووردة الجزائرية وصباح ومحمد رشدي وعفاف راضي وعماد عبدالحليم وهاني شاكر وسميرة سعيد، وساهم بشكل كبير في إضافة خصوصية على تجربة عبدالحليم الفنية.كتب "حمزة" الكثير من الكلمات الرائعة، ورغم التنوع الذي قدمه في كتاباته فكان رافضا تماما لتصنيف كلمات الأغنية التي يكتبها، بين شعبية ورومانسية ووطنية، إلى نهاية التصنيفات، كان يرى أن على الشاعر إجادة التعبير عن كل الحالات الاجتماعية والإنسانية، وتقديم أغلب اﻷنواع دون تصنيفها في شكل محدد، ربما أثّر عليه هذا في انتشاره هو نفسه، بالمقارنة بأعماله، وبالشعراء الآخرين.فكان أول أعماله "مخاصمنا"، والتي غناها محمد عبدالمطلب ولحنها رياض السنباطي، ويقول فيها: في الأول كان لما يشوفنا بيطير من الفرحة ويتبسم.. دلوقتي كأنه مايعرفناش، زعلان كده ليه مش يتكلم.. اتغير أوي من ناحيتنا، نرى هنا السرد واستخدام الزمن، وشرح ما قبل الحالة وبعدها، ورسم صورة واضحة للموقف.حمزة كان مغرما بالكتابة وكان لعبدالحليم حافظ النصيب الأكبر من كتاباته، في أغنية "تبتدي منين الحكاية"، التي لحنها بليغ حمدي وغناها عبدالحليم حافظ، يقول: تعالى نقول لغيرنا أنا وانت إزاي قدرنا.. نبعد عن أي عذاب.. ونعيش على طول أحباب.. نحضن فرحتنا سوا.. ونخلي الحب شباب.أحب حمزة العامية فكان يحاول جاهدًا التقليل من الفصحى في أغانيه، ونقل صور شعرية بلغة عامية، كان محبا للمتنبي ودائم القراءة له، فأخذ عنه كلمة" قبض الريح"، في أحد قصائده، فبقيت العبارة في ذهنه، حتى استخدمها في أغنية "زي الهوى"، لعبدالحليم حافظ ولكن بصورة بسيطة ومفردات عامية مثل "ماسك الهوا بإيديا".طريقته البسيطة كانت جواز سفر لمروره إلى قلوب المستمعين، الذين كانوا يتعلقون بمفرداته ويحفظونها بسرعة، ربما لهذا السبب أصبحت أغانيه أشهر منه هو، فالجميع يعرفون أغنية "عاشقة وغلبانة"، و"زي العسل"، لصباح، و"حلوة الدنيا سكر"، لشادية، و"حكايتي مع الزمان"، وطب مالي وأنا مالي، لوردة، ولكن القليلين فقط من يعرفون اسم محمد حمزة.لم يكتب للكبار فقط، فوصل إبداعه لكتابة الشعر والأغنيات للأطفال، فكانت اللغة الدارجة القاهرية هي أساس الأغنية، وكانت مفرداتها قريبة من مفردات الأطفال، فكتب كل أغاني برنامج "زهور من نور"، لصفاء أبو السعود، بعد نجاح الأغنية التي كتبها وغنتها "ياللا نقضي إجازة سعيدة".ظل "حمزة" يكتب ويقدم ما لديه من الإبداع، فاستمر عطاؤه حتى أجيال لاحقة له، فكتب لأصالة ومدحت صالح وكاظم الساهر، ورحل في 18 يونيو من عام 2010، قبل أيام من الاحتفال بعيد ميلاده السبعين، وأيام من الاحتفال بذكرى عيد ميلاد رفيقه عبدالحليم حافظ.

مشاركة :