متظاهرون لا يزالون تحت وقع صدمة فض الاعتصام بالقوة في الخرطوم

  • 6/19/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - (أ ف ب): يروي أكرم، أحد المتظاهرين الذين نجوا من عملية فض الاعتصام الدامية أمام مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم، مشاهداته، فيقول «بدأ الجميع بالجري للنجاة بأرواحهم»، بعد أن وصل في ساعات الفجر الأولى مسلحون في شاحنات صغيرة وبدأوا ضرب المحتجين في الموقع. وصباح الثالث من يونيو، فرّق مسلحون يرتدون ملابس عسكرية اعتصاما لآلاف المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات، بحسب لجنة الأطباء المركزية المقربة من المحتجين وشهود عيان. وبدأ المحتجون اعتصامهم في السادس من ابريل لمطالبة الجيش بعزل الرئيس الأسبق عمر البشير قبل أن يستمروا لأسابيع للضغط على المجلس العسكري الذي عزل البشير، لتسليم السلطة لحكومة مدنية. ويروي أكرم الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل خشية من أعمال انتقامية، مشاهد فظيعة بقوله إن بعض المهاجمين كانوا يرتدون ملابس الشرطة والبعض الآخر «قوات الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو. ويضيف الشاب البالغ ال25 من العمر محاطا بأصدقائه «كان الأمر في غاية الوحشية. هاجمونا أولا بالهراوات والعصي». ويتابع أن المهاجمين جاءوا من عدة جهات وكان من الصعب تقدير عددهم. ويذكر أكرم أن «المتظاهرين تمكنوا من صد هذه القوة قبل أن تحتل موقع الاعتصام بأعداد كبيرة. وبدأ المهاجمون الذين كانوا يرتدون لباس قوات الدعم السريع بإطلاق النار على المتظاهرين المتمركزين وراء المتاريس التي أقاموها». ويعرض على صحافية من فرانس برس فيديوهات صورها بهاتفه المحمول. وتتضمن مشاهد لرجال ونساء تغطيهم الدماء يركضون في كل الاتجاهات وصوت إطلاق نار. ويتابع أن المحتجين الذين حاولوا المقاومة بإلقاء الحجارة على المهاجمين رددوا «الدم بالدم. لن نقبل الدية». ويضيف وهو لا يزال تحت وقع الصدمة «نزف الضحايا بغزارة من الأيدي والأرجل والأمعاء» قبل نقلهم إلى المستشفيات الميدانية التي نصبت في موقع الاعتصام. ويتابع «شاهدت طبيبتين تتعرضان للضرب والسحل ونزع نقابهما». ويغادر أصدقاؤه القاعة لعدم تحملهم سماع هذه الشهادة المؤلمة. ويقول إنه نجا بأعجوبة «أربع مرات أصيب شخص كان خلفي بالرصاص». ويتابع أن الذين كانوا يصورون ما يحصل بهواتفهم استهدفوا أولا. ومذاك، قتل 128 شخصا على الأقل معظمهم يوم فض الاعتصام، حسب ما أعلنت لجنة الأطباء المركزية. الا ان وزارة الصحة اعتبرت أن الحصيلة في ذلك اليوم بلغت 61 قتيلا فقط في ارجاء البلاد. ويروي أكرم «عندما هربت من الموقع شعرت بالإرهاق والإحباط. لقد انتهى اعتصامنا». ونجا مصطفى مثل أكرم من المهاجمين الذين طاردوه. وهو أيضا لا يزال تحت وقع الصدمة لما شاهده. كانت سحابة من الدخان الداكن تتصاعد من موقع الاعتصام في حين خرب المهاجمون الخيم وأحرقوها كما يروي أكرم. ويقول «في كل مكان تعرض أفراد للقتل والتعذيب». وأصيب سبعة من زملائه بالرصاص. ويضيف «العودة إلى موقع الاعتصام كان سيكون بمثابة انتحار». ويقول متظاهر آخر يدعى مصعب (27 عاما) قتل أحد أصدقائه خلال فض الاعتصام، «لا يمكننا الوثوق بالمجلس العسكري». ودعا تحالف «قوى الحرية والتغيير» المنظم للاحتجاجات في السودان أنصاره للمشاركة في تظاهرات ليلية جديدة في ارجاء البلاد تنديدا بـ «المجزرة» التي تعرض لها المحتجون. ويقول مصطفى أنه بعد عزل البشير «كنا نظن أن حقبة التضحيات قد ولت. لكن لا يزال هناك عمل نقوم به ونحن مستعدون لذلك».

مشاركة :