حينما يختلط أخضر الصدق بأسود الكذب!

  • 10/14/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختلط في عصر الإنترنت ووفرة المعلومات وسهولة الاتصالات حابل الخبر بنابل الحقيقة، واختلط أخضر الصدق بأسود الكذب، واختلط في عصر ثورة المعلومات ما هو حقيقي وما هو أسطوري وما هو مُختلق وما هو مفبرك، وليس صحيحاً أن تقنيات الاتصال والمعلومات الحديثة اليوم كلها خير محض أو كلها صدق محض، بل إن الوفرة الوافرة من ذلك كله توفرت إلى وفرة وافرة من القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.. إن عصر المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع التي تنشر كل شيء فيه من الخلل والزلل بأكثر بكثير مما فيه من الصواب والحقيقة، ويكفي اليوم أن يعثر مدوِّن ما أو صاحب موقع ما على أي نص مكتوب أو مسموع أو مرئي بالصورة أو بتسجيل الصورة، فيحوِّله إلى نص موازٍ بزيادته أو نقصانه وبغير ما تحرٍ عن صدقه من كذبه، وفي العصر الذي يُراد أن تتحول فيه الفضائيات والصحف والمجلات والإذاعات إلى مجرد ومضات إلكترونية على الحاسبة، فإنه ليس صواباً كله أن نصدق كل شيء ونعتقد أن الإنترنت لم يفرط فيه من شيء، وأن كل المدوّنين وأصحاب المواقع هم ملائكة وقديسون، فهؤلاء وما يأتون به هم بشر تسري عليهم الأحكام والعوارض البشرية، تسري عليهم الضغوط والمؤثرات، وقد تؤثر في بعضهم قوى ظاهرة أو قوى خفية، وقد يكون لبعضهم غرضٌ غير ظاهر أو غرضٌ يختفي خلف ألف قناع وقناع.

مشاركة :