رغم مرور حوالي 12 سنة على تفجيرات 16 مايو/ أيار الإرهابية التي اهتزت على وقعها مدينة الدار البيضاء، والتي اتُهمت فيها أطراف من الإسلاميين المتشددين، إلّا أن ملف السلفيين لا يزال حاضرًا بقوة في المغرب، خاصة على ضوء ارتفاع تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف إعلاميا بداعش، واستهدافه لشخصيات مغربية، والنزاعات الواقعة في أكبر من بلد عربي بين السنة والشيعة. فقد نظم المجلس العلمي الأعلى، وهو أعلى هيئة مغربية فيما يخصّ الأمور الدينية، ندوة خلال هذا الأسبوع حول موضوع السلفية، تحدث من خلالها الحاضرون عن تشبع المغاربة بالفكر السلفي، وعن تعرّض هذا المفهوم لسوء توظيف من طرف البعض، إلّا أن هذه الندوة، لم يحضرها من الوجوه السلفية المعروفة، سوى الشيخ أحمد الفزازي، في حين غابت غالبية الوجوه الأخرى التي سبق اعتقالها على ضوء ما عُرف بـ"السلفية الجهادية". محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بـ"أبو حفص"، والذي سُجن بسبب هذا الملف مدة تسع سنوات، لم يخفِ انتقاده لهذه الندوة بسبب تغييبها للسلفيين، إذ تحدث لموقع CNN بالعربية، أن "ابتعاد هذا الحدث عن الفئة المستهدفة، يجعل من حمايتها للشباب المغربي من التطرّف الفكري، هدفًا بعيد المنال، خاصة مع إقامتها بتكتم شديد، واقتصار الحضور على فئات قليلة". وتابع أبو حفص:" يجب الإشارة في البداية إلى أن مبادرة المجلس العلمي الأعلى تبقى محمودة، فهي مؤشر إيجابي يصّب في إمكانية إيجاد حل متكامل لملف المعتقلين السابقين، إلّا أن تنظيمها بهذه السرّية أضعف أثرها، لذلك أتمنى أن تكون انطلاقة لندوات أكثر جرأة في المستقبل القريب". وأضاف أبو حفص أن المغرب لم يشهد بعد مصالحة كاملة مع المعتقلين السلفيين، إلّا أن أسباب ذلك قد تكون واضحة:" المفرج عنهم من السلفيين ليسوا على فكر واحد، فهناك منهم من قرّر الالتحاق ببؤر القتال في سوريا والعراق، كما أن أصحاب الفكر المعتدل لم يبلوروا حتى الآن عملًا جماعيًا منظمًا يخاطب الدولة". وحرّي بالذكر، أن أبو حفص أكد أكثر من مرة على براءته من التهم التي وجهت إليه، والتي تتعلق بتحريض الشباب على التطرف وإقامة خلية تدريبية، خاصة وأنه سُجن قبل وقوع الهجمات الإرهابية المذكورة، غير أن ذلك لم يمنعه من تأكيد قيامه بمراجعات كثيرة، حتى صار اليوم منشطًا في إذاعة خاصة، وضيفًا على غالبية وسائل الإعلام المغربية، بل وعضوًا أساسيًا في حزب بمرجعية إسلامية.
مشاركة :