سفير قطر بتركيا: حل الأزمة يتطلب تراجع دول الحصار عن اتهاماتها

  • 6/20/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في مقابلة مع الأناضول:-المقاربة الحكيمة لحل الأزمة تقتضي قيام دول الحصار بمراجعة موقفهم والتراجع عن اتهاماتهم الباطلة -بعد سنتين من الحصار الجائر، ورغم ما قيل عن بوادر حلحلة، إلا أن المعطيات على الأرض خلاف ذلك-رغم  ألم الجرح إلا أن دولة قطر أبقت الباب مفتوحًا للحوار والمصالحة-أكدنا في غير مناسبة أن وحدة دول الخليج محورية في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة-قطر لم تنشغل بالمهاترات وردت على دول الحصار بتحقيق المزيد من النجاحات في مجال الدبلوماسية الخارجية-لو كانت هناك نية حقيقية لإحلال السلام في المنطقة لما ظلت قطر محاصرة حتى الآن-لم نلمس صدقا في نوايا دول الحصار فكيف تدعو هذه الدول إلى اجتماع ينادي بالتضامن والوحدة في الوقت الذي تحاصر فيه جارتها-القمم الأخيرة كشفت بشكل سافر ازدواجية سياسة دول الحصار وتخبطها  لأنها هبت لنصرة بعض دول الخليج وتجاهلت بشكل تام الحصار الجائر  لقطر-تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على أمن المنطقة واستقرارها ككل-العلاقات القطرية التركية تمضي قدما نحو المزيد من التألق والتناغم  خاصة على صعيد السياسة الخارجية قال السفير القطري لدى تركيا، سالم مبارك آل شافي، إن بلاده خرجت من أزمة الحصار، "أقوى" مما كانت عليه قبله، وإن كانت "بعض الصعوبات الاجتماعية ما تزال قائمة". وفي مقابلة مع الأناضول، أشار السفير القطري أنه "بعد سنتين من الحصار الجائر، ورغم ما قيل عن بوادر حلحلة، إلا أن المعطيات على الأرض خلاف ذلك". في 5 يونيو/ حزيران 2017 ، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بدعوى دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم "الرباعي" بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني. وأوضح "آل شافي" أن "المقاربة الحكيمة لحل هذه الأزمة تقتضي قيام دول الحصار بمراجعة موقفهم والتراجع عن اتهاماتهم الباطلة". وأكمل: "وتؤمن دولة قطر بضرورة التوصل إلى حل شامل للأزمة الخليجية، يضمن احترام سيادة الدول، واستقلالها السياسي، فضلا عن عدم التدخل في شؤونها الداخلية". ولفت السفير إلى أن القمم الأخيرة "كشفت بشكل سافر ازدواجية سياسة دول الحصار وتخبطها لأنها هبت لنصرة بعض دول الخليج وتجاهلت بشكل تام الحصار الجائر لقطر".**نص المقابلة ١-بعد مرور عامين على مقاطعة قطر من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، هل يمكنكم تلخيص الدبلوماسية التي اتبعتها قطر والنقطة التي وصلت إليها الأزمة اليوم؟ هل ما زال هناك أمل في السلام فيما يتعلق بهذه الأزمة في الخليج وما هو طريق الحل الرئيسي للأزمة؟ الحصار الجائر لدولة قطر بُني على مزاعم باطلة وحجج واهية ومسوغات هشة كاذبة، فضلا عن التناقضات التي تشوب سلوك الدول المحاصرة وبياناتها الرسمية في هذا الخصوص، فعلى سبيل المثال كان أحد أسباب الحصار الجائر اتهام دولة قطر بدعم الارهاب وتمويله ، وفي الوقت نفسه دُعيت مرتين للمشاركة في ورشتي عمل في الرياض عام 2018 (في مارس/آذار ومايو/أيار) لمكافحة تمويل الارهاب. وتضمن البيان المشترك للورشتين ثناءً على إنجازات دولة قطر في هذا المجال، وذلك في تناقض صارخ مع الاتهامات الموجهة من دول الحصار لنا ، والذين تنطبق عليهم مقولة "رمتني بدائها وانسلت ". فكلنا يتذكر أن مهندسي هجمات سبتمبر/أيلول2001 الإرهابية والتي تسببت بزلزال سياسي في حينها كانوا مواطنين من السعودية ومصر والإمارات، وعليه: ألا يطرح هذا الامر سؤالا عن رعاة الإرهاب في المنطقة منذ ذلك الوقت وحتى الان؟ خاصة مع استمرارهم بتدبير المكائد والمؤامرات في اليمن وسوريا وليبيا والسودان، وتمزيق وحدة هذه الدول وسحق رغبات شعوبها . وليت حصارهم لدولة قطر ظل سياسياً ، الا أن الامر تجاوز ذلك ، فالتدابير التي اتخذتها دول الحصار الجائر كانت تدابير غير مشروعة وغير إنسانية، واستهدفت المواطنين والمقيمين في دولة قطر بشكل مباشر في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي. ودولة قطر مشهود لها ببصماتها الواضحة في جميع ملفات التنمية والتطور، ولعل فوزها باستضافة كأس العالم أكبر دليل على إثبات جدارتها عالميا بالحصول على ملف بهذا الحجم برغم اشتداد المنافسة، مما كان أحد الأسباب التي أوغرت صدور كثيرين، وبخلاف دول الحصار الجائر فإن دولة قطر تتمتع بعلاقات حسنة مع جميع الدول. وعلى الرغم من ألم الجرح الذي تسبب به هذا الغدر، الا أن دولة قطر أبقت الباب مفتوحا للحوار والمصالحة ، وأكدت في غير مناسبة أن وحدة دول الخليج محورية في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة ، وتواجدت في كل المؤتمرات والمحافل العالمية مؤكدة أهمية الدور الدبلوماسي في الحد من النزاعات وتقريب وجهات النظر. وفيما يتعلق بدبلوماسية قطر لمواجهة الأزمة ، فعوضا عن الانشغال في المهاترات، ردت دولة قطر على دول الحصار بتحقيق المزيد من النجاحات في مجال الدبلوماسية الخارجية، وأبرمت العديد من الاتفاقيات مع الدول الكبرى في المجالات الاقتصادية، والاستثمارية والعسكرية. كما استمرت في تحقيق رؤيتها الطموحة وإبراز دبلوماسيتها الناعمة، من خلال تعزيز اقتصادها وتنويعه، والانفتاح على جميع المبادرات الاستثمارية، وإبراز مشاريعها الثقافية والتعليمية والإنسانية حول العالم ، وإنجازاتها الرياضية. أيضا فتحت دولة قطر أبوابها للعديد من قادة الدول وكبار المسؤولين في المنظمات الدولية طوال مدة الحصار، ولعبت الزيارات الخارجية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (حفظه الله) دورا جوهريا بهذا الخصوص والتي كان آخرها زيارته لطاجكيستان يوم السبت الموافق 15 يونيو/حزيران 2019؛ للمشاركة في أعمال الدورة الخامسة لقمة التعاون وبناء تدابير الثقة في آسيا، والتي جمعت سموه برؤساء تركيا وروسيا والصين وايران، اذ عكست هذه الزيارات مصداقية دولة قطر على الصعيد الخارجي ، وأثبتت زيف الاتهامات التي أطلقتها دول الحصار، وأظهر الترحاب الدولي بسمو الأمير خلال زياراته الخارجية مدى الاحترام والتقدير الذي تحظى به دولة قطر في العالم بأكمله . وبالفعل خرجت دولة قطر من هذا الحصار أقوى، إلا أن الصعوبات الاجتماعية ما تزال قائمة ، فالعديد من مواطنينا يرتبطون بعلاقات قرابة بمواطنين من دول الحصار ، ولديهم استثمارات ومصالح هناك ، ومٌنعوا من التواصل مع اقربائهم أو الوصول إلى أملاكهم أو إكمال دراستهم، وطُردوا من هذه الدول بشكل غير أخلاقي يتنافى مع أبسط قواعد الإنسانية، عدا عن حرمان مواطنينا من أداء شعائر الحج والعمرة. وبعد سنتين من الحصار الجائر ، وعلى الرغم مما قيل عن بوادر حلحلة، إلا أن المعطيات على الأرض تشي بخلاف ذلك ، وتقتضي المقاربة الحكيمة لحل هذه الازمة قيام دول الحصار الجائر بمراجعة موقفهم، والتراجع عن اتهاماتهم الباطلة ، وتؤمن دولة قطر بضرورة التوصل إلى حل شامل للأزمة الخليجية، يضمن احترام سيادة الدول، واستقلالها السياسي، فضلا عن عدم التدخل في شؤونها الداخلية". 2- شاركت قطر في مؤتمرات القمة لجامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية رغم المقاطعة.. ما هي الرسالة من مشاركة قطر في هذه القمم؟ هل يمكننا أن نفسر مشاركة قطر في القمم ببداية ذوبان الجليد بين الأطراف؟ لا شك أن التوترات التي تعصف بالمنطقة، تستدعي مقاربة متزنة وناضجة من جميع الأطراف، ولطالما تمتعت دولة قطر بحسٍ عال من المسؤولية تجاه المنطقة ككل، عدا عن حضورها الدائم بشكل ايجابي وفعال، عربيا وإسلاميا ودوليا، في كل المنصات والمحافل، وعلى الرغم من الخلافات البينية بين دول الخليج، الا أن دولة قطر تتعالى على الجراح و تغلّب دائما المصلحة العليا للمنطقة على أية اعتبارات أخرى، ومشاركتها تأتي انطلاقاً من دعمها الدائم للعمل الإسلامي العربي المشترك وحرصها الشديد على أمن واستقرار المنطقة، فضلا عن التزامها بخدمة مصالح الشعوب. 3- من ناحية أخرى، ما هو السبب الذي جعل سمو الأمير الشيخ تميم بن حامد آل ثاني، الذي تلقى دعوة حضور من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز أن يقرر عدم حضور القمة؟ سمو الأمير حاضر دائما في كل المبادرات التي تهدف لتحقيق الأمن والسلم في المنطقة ، ونشط جدا في هذا الصدد، وشاركت دولة قطر في هذه القمم على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء حرصا من سموه على المشاركة في جميع المبادرات التي من شأنها امتصاص التوترات في المنطقة. لكن يجب ألا ننسى أن هذه القمم أقيمت على أرض تحاصرنا، ولم تتطرق في بياناتها الختامية المشتركة بأي شكل من الأشكال إلى الحصار الجائر لدولة قطر، وكان الأولى بالدول المجتمعة تحصين البيت الداخلي، والعمل على وحدته قبل الالتفات إلى التحديات التي تمثلها الدول الاخرى، ولو كانت هناك نية حقيقية لإحلال السلام في المنطقة لما ظلت قطر محاصرة حتى الآن، لكننا لم نلمس صدقا في نواياهم ، فكيف تدعو هذه الدول إلى اجتماع ينادي بالتضامن والوحدة في الوقت الذي تحاصر فيه جارتها التي تربطها بها روابط الدين والقرابة واللغة". 4- دعت قطر إلى نشر المسودة الأولية للبيان الختامي لقمة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، هل هناك أي تقدم في هذا الموضوع؟ "لم يكن لدينا أي تحفظ على بيان قمة التعاون الاسلامي، لكننا استنكرنا البيانين الختاميين للقمة الخليجية الطارئة في مكة وبيان الجامعة العربية، بيان القمة الخليجية تحدث عن قوة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه في انفصال عن الواقع و تغييب مقصود لأزمة الحصار المفتعلة، فكيف يكون الخليج موحدا في ظل الحصار الغاشم من 3 دول خليجية لدولة قطر؟، وكيف لا يتضمن هذا البيان إشارة الى الحصار ؟ كما تبنت هذه البيانات سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران، دون الأخذ بعين الاعتبار القرب الجغرافي منها، وحساسية الوضع في المنطقة، ودون الإشارة إلى حلول وسطية مع إيران أو امكانية فتح قنوات للحوار معها، كما تم إغفال قضايا عربية ملحة كان من الأجدر الإشارة اليها (ما يحدث في ليبيا وسوريا على وجه الخصوص)، ومن جانب آخر فإن مثل هذه البيانات المشتركة تصدر عادة بالتشاور مع كافة الدول، لكن هذا لم يحدث وعليه فقد تحفظت دولة قطر، باعتبار أن هذا الامر يتعارض مع الخطوط الرئيسية للسياسة الخارجية القطرية . ويجب ألا ننسى أن هذه القمم، والتي كان باعثها الأساسي إدانة واستنكار تفجيرات(ميناء) الفجيرة كشفت بشكل سافر ازدواجية سياسة دول الحصار وتخبطها، لأنها هبت لنصرة بعض دول الخليج وتجاهلت بشكل تام الحصار الجائر الظالم لدولة قطر، الأمر الذي يؤكد غياب نية حقيقية للصلح وإعادة الأمور إلى نصابها. 5- قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده تبذل جهدا لتخفيف التوترات بين إيران والولايات الأمريكية المتحدة. هل ستضع جهود قطر البلدين على نفس الطاولة؟ شراكتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية وطويلة الامد، وفيما يتعلق بإيران، فعلى الرغم من تحفظنا على بعض سياساتها في المنطقة، إلا أنها وقفت إلى جانبنا إبّان الحصار وفتحت منافذها كافة، ومن جهة أخرى فإن دولة قطر لطالما آمنت بحل النزاعات عن طريق الحوار والقنوات الدبلوماسية، ولم تدخر يوما جهدا في تقريب وجهات النظر، والقيام بوساطات من شأنها إحلال الأمن والاستقرار، على النقيض من الدول الأخرى في المنطقة والتي تستثمر في تأجيج بؤر الصراعات، وفتح جبهات قتال جديدة وإثارة القلاقل والفتن. ولا شك أن تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على أمن المنطقة واستقرارها ككل، فنحن لا نرغب بحدوث حرب أخرى، بل نعمل على إنهاء الحروب التي تعصف بالمنطقة وتدفع الشعوب كلفتها الباهظة. ومن المقرر أن يقوم الأمير تميم بزيارة للولايات المتحدة الامريكية في التاسع من يوليو/تموز القادم؛ لمناقشة التطورات الإقليمية، والتعاون الأمني الثنائي، وقضايا مكافحة الإرهاب. 6-بعد الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وقطر، والعلاقات التي تعززت بعد أزمة الخليج هل يمكنكم تقييم النقطة الأخيرة التي وصلت اليها العلاقات بين البلدين؟ العلاقات القطرية – التركية لا تلتزم فحسب بالقواعد الدولية للعلاقات الدبلوماسية، بل وبالنوايا الحسنة؛ لمواجهة حزام الأزمات التي تتزايد حول أعناق الدول الإسلامية ودول العالم الثالث. ولئن كانت المشاريع المناوئة تتخبط، وتنتقل من أزمة الى أخرى، فإن العلاقات القطرية - التركية تمضي قدما نحو المزيد من التألق والتناغم، خاصة على صعيد السياسة الخارجية ، لأن كلا من الدولتين تضع نصب عينيها إيجاد حلول للمشاكل وليس خلقها. لذا فإن العلاقات التركية – القطرية تحولت إلى نموذج يحتذي به في العلاقات المبنية على أسس صلبة والتي تقوم على الانحياز للحق دائما ، والعدالة وحقوق الانسان. 7- هل هناك توقع لزيارة رسمية عالية المستوى بين البلدين في الأيام القادمة؟ الزيارات بين مسؤولي البلدين مستمرة طوال العام على كافة الأصعدة، كما أنه من المتوقع انعقاد الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا في أواخر العام الجاري بحضور زعيمي الدولتين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :