استعادة طرابلس من الميليشيات تمهد لحكومة وحدة وطنية

  • 6/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بحسب ما أكدت مصادر من داخل قوات الجيش ووسائل إعلام محلية، أحرز الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تقدما ميدانيا على حساب الميليشيات في طرابلس حيث يستعد للدخول إلى مركز العاصمة. ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الليبية، سيطرت قوات الجيش على معسكر النقلية بطريق المطار جنوب طرابلس، وأكدت أيضا أن الجيش يتقدم باتجاه مركز طرابلس. وأعلنت قوات الجيش الليبي أنها ألحقت بالميليشيات في طرابلس “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بعد معارك استمرت 6 ساعات خلال الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي”. وكان اللواء فوزي المنصوري، آمر محور عين زارة، قد أعلن استعداد قوات الجيش لدخول قلب طرابلس. كما وصف المنصوري، في تصريح لموقع إخباري محلي، وضع قوات الجيش الليبي “بالممتاز” بعد ردع هجوم للميليشيات في محور مطار طرابلس. ومن جهته، شدد المشير حفتر على أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش الليبي للسيطرة على طرابلس متواصلة داعيا الليبيين إلى “عدم الالتفات إلى ما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر بالتوقف في هذه المرحلة، لن تتوقف العملية العسكرية قبل إنجاز كافة أهدافها”. وأكد حفتر، في حوار مع وسائل إعلام محلية نشر الخميس، عدم إيقاف “العملية العسكرية” للسيطرة على طرابلس، معتبرا أن المناخ السياسي الملائم سيتوفر عقب انتهاء العملية. وتابع حفتر “بعد انتهاء المهمة العسكرية سيكون المناخ للعمل والحديث السياسي أمرا أكثر جدوى من السابق وأمامه فرص نجاح أكبر، لتوافر الظروف التي ستسمح بإنجاحه بخلاف السنوات الثماني الماضية، وذلك لزوال عوامل فشل هذا المسار”.وبدأت قوات الجيش الليبي التي يقودها حفتر وتددعمها السلطات في شرق البلاد منذ الرابع من أبريل عملية عسكرية في العاصمة طرابلس ومحاورها مستهدفة الميليشيات الإرهابية، وأطلقت على العملية تسمية “طوفان الكرامة”. ورفض المشير حفتر المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، حيث اعتبرها “مفتقدة للجدية وخالية من بنود معالجة الأزمة”. ويرى حفتر أن المبادرة “ليست للسراج، هي عبارة عن صدى لكلام مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة المكرر، فالمبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة وتحمل بنودا صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذريا، ولذا فهي غير ذات قيمة”. واتهم حفتر السراج بأن القرار ليس ملكه، قائلا “لا أعتقد أن لديه ما يقول، فهذا الرجل (السراج) مرتبك وقراره ليس في يده، لقد عرفته جيدا منذ سنوات ودائما ما يشعرك دون أن يدري بأن هناك جهة ما مرعوب منها بشدة وبدرجة لا توصف”. وكان السراج قد تقدم الأحد الماضي بمبادرة سياسية ترتكز على تشكيل “ملتقى وطني” يدعو لإجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام الجاري بإشراف الأمم المتحدة. وأكد المشير حفتر دعمه للحل السياسي كمخرج للأزمة الليبية، حيث قال إنه لا يعارض “الحلول السياسية ولا ضد العملية الديمقراطية ولا ضد الانتخابات”، مشددا على صعوبتها في “ظل سيطرة الإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين والميليشيات وعصابات الجريمة والتهريب ودواعش المال العام”. كما قدم حفتر رؤيته لمرحلة ما بعد معركة طرابلس، مؤكدا عزمه الدخول في “مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة من حيث المدة والصلاحيات”، إلى جانب تشكيل “حكومة وحدة وطنية” تجهز للمرحلة الدائمة، دون تقديم تفاصيل عن الأطراف التي ستشارك فيها. ويرى أن حكومة الوحدة الوطنية “ستجهز للانتخابات وعودة المسار الديمقراطي بالعمل على مشروع قانون انتخابات جديد خال من العيوب السابقة، إلى جانب تشكيل لجنة صياغة دستور جديد ووضع قانون للاستفتاء، وكذلك إعادة التوازن لقطاع النفط وعوائده”. ويشتكي البرلمان الليبي المنعقد في طبرق (شرق) الذي يدعم حفتر وقواته، إضافة إلى التهميش المتعمد لشرق البلاد، من عدم “التوزيع العادل لإيرادات النفط” من قبل حكومة الوفاق والبنك المركزي اللذين تذهب إليهما الإيرادات في طرابلس. وقال الأكاديمي سالم بوجنات، في تصريح لموقع إخباري ليبي، إن الخارطة التي كشف عنها القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر “هي خارطة طريق شاملة وجادة نابعة عن رؤية سياسية وعسكرية واعية ووطنية”. وأفاد بأن الخارطة تطرقت إلى مجموعة من النقاط الهامة من أبرزها مسألة حل الميليشيات واحتكار السلاح للدولة بجيش منضبط قوي يبسط سيطرته على كامل التراب الليبي، وإقامة دولة مدنية ومسار ديمقراطي.

مشاركة :