معرة النعمان – الوكالات: قتل 16 مدنيًا على الأقل أمس بينهم سبعة أطفال وثلاثة مسعفين، جراء غارات سورية استهدفت شمال غرب سوريا، تزامنًا مع معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة حصدت عشرات القتلى. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس في حصيلة جديدة مقتل 16 مدنيًا بينهم سبعة أطفال جراء غارات نفذتها طائرات سورية على مناطق عدة في محافظة إدلب، التي تديرها هيئة تحرير الشام «النصرة سابقًا» وتوجد فيها فصائل إسلامية أخرى أقل نفوذًا. ومن بين القتلى وفق المرصد، ثلاثة مسعفين من منظمة بنفسج الإنسانية المحلية وامرأة جريحة كانوا داخل سيارة إسعاف استهدفها القصف في مدينة معرة النعمان. وشاهد مصور متعاون مع وكالة فرانس برس سيارة الإسعاف المستهدفة. وقال إن مسعفين من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) عملوا على نقل مسعف جريح من طاقم عمل بنفسج، كان داخل سيارة الإسعاف. وقال فؤاد سيد عيسى أحد المسؤولين عن المنظمة لفرانس برس إن «القصف طال بشكل مباشر سيارة الإسعاف» وتسبب في مقتل المسعفين الثلاثة والمرأة التي كان الفريق يقلها إلى أحد المستشفيات. وأصيب ثلاثة مسعفين آخرين كانوا في سيارة الإسعاف بجروح، أحدهم في حالة خطرة، وفق سيد عيسى. ونددت المنظمة في بيان أمس بهذا «الاستهداف الذي يخرق كل الاتفاقيات الدولية ويعرّض المسعفين والمراكز الإنسانية للخطر المباشر». وبحسب الأمم المتحدة، تعرض 23 مستشفى ومرفقا طبيا على الأقل للقصف منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب. وتشهد محافظة إدلب وجوارها منذ نهاية أبريل تصعيدًا عسكريًا، مع استهداف الطائرات الحربية السورية والروسية لمناطق عدة، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين. وأحصى المرصد مذاك مقتل أكثر من 440 مدنيًا. وتدور منذ أسابيع معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الجهادية والإسلامية على رأسها هيئة تحرير الشام من جهة ثانية، في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب. وتسببت المعارك المستمرة أمس في مقتل خمسين مقاتلا من الطرفين، أكثر من نصفهم من قوات النظام. وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت بمقتل 43 من الطرفين. وحقّقت قوات النظام تقدمًا ميدانيًا محدودًا في ريف حماة الشمالي، إلا أن الفصائل الجهادية والمقاتلة تشنّ بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع قوات النظام تسفر عن معارك عنيفة. وقتل أكثر من تسعين مقاتلا من الطرفين خلال المعارك وجراء القصف خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد. وتتهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بـ«التلكُّ» في تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته مع موسكو بشأن إدلب. وبحث الرئيس السوري بشار الأسد مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في دمشق أمس تطورات الأوضاع و«العمل السوري الروسي المشترك في ما يتعلق بهذه التطورات وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب في المناطق التي مازال يتواجد فيها»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وأكد لافرنييف وفق سانا «دعم بلاده المستمر للجهود التي تبذلها الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضيها».
مشاركة :