إرهاب إيران .. حروب غير معلنة

  • 6/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكتف إيران من ممارسة الفساد في الأرض جواً وبحراً وعلى طريقتها من قتل وتخريب، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية تحركاً واسعاً ومكشوفاً للتصعيد الإيراني وأذرعها في المنطقة، ولم يقتصر الأمر على استهداف صاروخ باليستي لمطار أبها في جنوب السعودية في انتهاك متعمد للقوانين والأعراف الدولية والإضرار بالمدنيين، بل أعقبه بوقت قصير أحد أهم التجاوزات الدولية، حيث امتدت أذرعها عبر البحر في انتهاك للقوانين الدولية للملاحة والغدر بناقلتي النفط في خليج عُمان في موقف تصعيدي لحرب إقليمية غير معلنة. إذن تعلنها إيران سراً وجهراً بأنها لا ترغب في إيجاد حلول واضحة لملفاتها الشائكة التي تعاني منها داخلياً، حيث الاقتصاد المضطرب والنزاعات البرلمانية والشعب الجائع بحيث تتجه لخلق المشكلات بديلاً من الحلول؛ الأمر الذي يستدعي التصدي دولياً لإرهابها وتجاوزاتها الخطرة على أمن المنطقة. فيما لا يبدو كافياً أن تدعو الخارجية الروسية لعدم استخدام واقعة خليج عُمان لتأجيج الأزمة، حيث إن الأزمة قائمة بالفعل، إن أقل متابعة لما يحدث على مسرح الساحة الدولية يمكنه أن يخلص إلى نتائج ظاهرة وصريحة منها أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تهاجم إيران ناقلتي النفط تزامناً مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لطهران. فيما أيضاً يعبر تصريح ترامب بأن لديهم تقارير مسبقة تفيد بمعرفتهم بالهجوم على ناقلتي النفط عن تناقضات السياسة الأمريكية تجاه إيران. إن حالة التوتر السياسي والإقليمي في المنطقة تدفع بالمراقبين السياسيين للتساؤل فيما إذا كانت نُذر حرب قادمة أم إنها إحدى موجات التصعيد الإيراني الذي تلجأ إليه حين يشتد بها التخبط السياسي، وتأتي ردود الفعل الدولية نتيجة لما تقوم به إيران من تهديد لأمن الملاحة البحرية ودول المنطقة متفاوتة من هنا وهناك. أبرزها ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، ولكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية. إن أولوياتنا هي مصالحنا الوطنية، وتحقيق تطلعات شعبنا»، هكذا يظهر الموقف السعودي واضحاً وصارماً. ومن هذا المنطلق يكون أحد أهم سيناريوهات سياسة المملكة السلام لمن أراد سلماً والردع الصارم لمن أراد اعتداءً وهو تأكيد لما قاله ولي العهد: «يجب ألا نكون أسرى لأوضاع راهنة مؤقتة تمنعنا من العمل على تحقيق واجبنا الأول بصفتنا قادة في المنطقة، يد المملكة دائماً ممدودة للسلام مع إيران، وذلك لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحروب والدمار؛ وبحسب ما صرح به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أن المملكة أيدت الاتفاق النووي مع إيران؛ لأن المملكة على مر التاريخ لم تدخر جهداً لحل أي أزمة واجهتها عبر السبل الدبلوماسية والسلمية. وعلى إيران إما أن تكون دولة طبيعية لها دور بناء في المجتمع الدولي أو أن تبقى دولة مارقة وتتحمل عواقب هذا الأمر دولياً.

مشاركة :