جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه خلال لقاء جلالته مع المواطنين مؤخرا، وجه في كلمته السامية بكل وضوح وصراحة، الأجهزة الأمنية المختصة لوضع حد لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيق القانون على كل المسيئين، ومن يثيرون الفتن، ويحاولون شق الصف في المجتمع. حسابات (الله يكفينا شرها) أمِنت العقوبة فأساءت استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في (تويتر)، وتحولت إلى مرتع لدعاة الفتنة يستخدمونها لبث سمومهم وأفكارهم المتطرفة، وتحقيق مصالح شخصية أو حتى مصالح دول أخرى تسعى لزعزعة أمن الوطن ولحمته. حسابات مستمرة في (النعيق) و(الزعيق) و(النباح) تتعمد إثارة الفتنة والطائفية، وتروج الأكاذيب والشائعات، وتهدد السلم الأهلي والاجتماعي، وتريد النيل من الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي. حسابات مهمتها (التحريض) و(التلويث) تحمل في طياتها لغة عدائية، ويشك في أن من يقف خلفها ليسوا أفرادا، بل جماعات ومنظمات تمارس مهنة وعملا بمقابل، وليست أفكارا مجردة لا تخفي خلفها نوايا الشر ونوازع الفتنة. إن ما تنشره حسابات (الشر) من مخالفات قانونية، ليس له أي علاقة بشكل أو آخر بحرية التعبير، وإنما تهدف إلى إلحاق الضرر بالسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، فحرية التعبير والرأي في مملكتنا مكفولة دستوريا ومصانة حقوقيا، شريطة وضع مصلحة الوطن العليا فوق أي اعتبار، والالتزام بالمسؤولية الأخلاقية، وعدم المساس بوحدة الشعب، وبما لا يثير الفرقة، كما ان جميع التشريعات الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية تجرم إثارة الفتنة أو الإساءة إلى حقوق الآخرين وحرياتهم الشخصية أو التعدي على خصوصيتهم. فمع الوطن، كن المواطن الذي ينأى بنفسه عن الدخول في المهاترات التي تؤثر على وحدة الوطن، فكل أبناء الوطن هم (جيشه الالكتروني) الذي لا يقهر ولا يقبل الهزيمة، يدافعون عن الوطن ضد اعدائه من خلال استشعار المسؤولية في حماية القيم والامن والانجازات والعمل بمبدأ (المواطن رجل الأمن الأول). كن المواطن الذي يصد السهام المغرضة عن الوطن ويقف بحزم في وجه من يزرع الفتنة، ويحاول المساس باللحمة الوطنية، عبر حسابات مدسوسة تسعى إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بصورة خبيثة لتقويض مسيرة التطور والنهضة التي تشهدها المملكة. كن المواطن الذي يستثمر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تعزيز التنمية والتقدم الذي يشهده الوطن في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى، ويكون عنصرا للإصلاح والتطور، من خلال إبراز المنجزات التي تحققت في مختلف المجالات. فالواجب الوطني يحتم علينا جميعا السعي إلى تعزيز الهوية الوطنية البحرينية الأصيلة، وإعلاء روح الوحدة والتماسك المجتمعي، وتأكيد وحدة الصف في مواجهة الفتن والشائعات والأفكار المتطرفة، والتمسك بقيم المواطنة الصالحة، والكلمة الطيبة، والسلوكيات الحميدة، والثوابت الدينية والأخلاقية الراقية التي تميز المجتمع البحريني، كنموذج يقتدى به في التسامح والتآلف بين جميع الأديان والمذاهب والثقافات والحضارات. نعم.. مع الوطن، كن المواطن الغيور على وطنه، والفطِن من كل فتنة تريد زعزعة أمنه واستقراره، كن الدفاع.. كن العطاء.. كن الانتماء.
مشاركة :