أول السطر: في الفيلم السينمائي المصري (الناظر) انهال أحد الأشخاص بالضرب على الفنان الراحل علاء ولي الدين، وحينما تعب من كثرة الضرب، صاح في ذلك الشخص قائلا: «كابتن، كابتن.. هو كله ضرب ضرب، ما فيش شتيمة ولا إيه؟».. وبعكس عبارة الفنان علاء ولي الدين، نتابع اليوم التصعيد والتحرك الأمريكي ضد الإرهاب الإيراني، ولكنه يبقى مجرد تهديد من دون فعل، ولسان الحال يقول: «سعادة الرئيس الأمريكي.. هو كله تهديد تهديد، يعني ما مفيش ضرب ولا حرب، وإلا إيه الحكاية؟!». كلية الضيافة.. ناقصة الدسم: في سنوات مضت كانت مملكة البحرين، وما تزخر به من منشآت فندقية متطورة على مستوى المنطقة، محطة لتدريب أبناء مجلس التعاون الخليجي على العمل الفندقي والضيافة، تماما كما كانت طيران الخليج مصنع تدريب وتخريج الكفاءات في مجال الطيران وخدمات المطار، وغيرها من المشاريع الريادية التي كانت البحرين هي الأولى فيها، ثم تراجع الأمر لأسباب عديدة. واليوم نشهد تحركات رفيعة ومبادرات مسؤولة ومشاريع جديدة لتنشيط وإحياء الدور الريادي، ربما لن نتمكن من الوصول للصدارة مرة أخرى في فترة زمنية قصيرة، ولكننا قادرون على دخول المنافسة والتمييز كذلك. من ضمن تلك المشاريع ما تم الإعلان عنه منذ فترة بتدشين كلية خاصة للضيافة، وتم اختيار كلية فرنسية متخصصة، حائزة على جائزة فربس للتعليم العالي كأفضل برنامج بكالوريوس في الضيافة والسياحة على مستوى الشرق الأوسط، ونالت العديد من الألقاب والجوائز المتقدمة والمتميزة في ذات المجال. في يناير الماضي أعلن مجلس المناقصات والمزايدات فتح مناقصة تقدمت بها هيئة البحرين للسياحة والمعارض لتعديل التصميم الداخلي وبناء كلية الضيافة، ومع مرور الوقت تواردت أخبار وأسباب -لا نعلم مدى صدقها- عن تعطل الترخيص لتلك الكلية وتشغيلها، ثم جاء الفرج، وتم الالتزام بالجدول الزمني لخطة تدشين الكلية، ونأمل أن تكون كاملة الدسم، وليست ناقصة الدسم، بسبب بعض الإجراءات والتجاذبات. بعيدا عن كل الأقاويل، نأمل أن تعود مملكة البحرين إلى خط المنافسة والتميز في مجال الضيافة، وفي باقي المجالات، فالشباب البحريني اليوم مقبل وبشغف على مجال ومشاريع المطاعم والأكلات والوجبات وخوض غمار العمل في القطاع الخاص. آخر السطر: أحيانا نتصور أننا بحاجة إلى معجزات على غرار (افتح يا سمسم) و(شبيك لبيك)، كي يتم تلبية بعض الاحتياجات، وتنفيذ بعض الأمور والخدمات، وتسيير مصالح الناس، على الرغم من كونها أمورا طبيعية وإجراءات روتينية، ولكن البعض يصر على تعقيد المسائل، كي ينتظر توجيها رسميا، أو يستجيب لضغط مجتمعي، إعلامي وإلكتروني. هموم الناس وقضاياهم بسيطة ليست معقدة.. مطالبهم واحتياجاتهم صغيرة ليست كبيرة جدا.. طموحاتهم وأحلامهم واقعية وليست وردية.. سقف التوقعات والآمال لديهم معقول وليس عاليا.. رغباتهم ومناشداتهم طبيعية ليست بعيدة المنال.. فلماذا يشكو الناس من تصعيب وتعقيد العديد من الأمور؟ ولماذا تتكرر بعض المشكلات رغم مرور كل السنوات، وتغيير في الشخصيات؟.. هناك خلل بحاجة إلى معجزة قبل أن يكون بحاجة إلى أي أمر آخر.
مشاركة :