أنشطة إيران تهدد سلامة الطائرات المدنية فوق هرمز

  • 6/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت شركة طيران الإمارات ومقرها دبي الجمعة عن تغيير مسارات تحليق طائراتها لتفادي "مناطق النزاع المحتملة" بعد إسقاط إيران طائرة استطلاع أميركية فوق مضيق هرمز. وقال متحدث باسم الشركة "نظرا للوضع الحالي، طيران الإمارات اتخذت تدابير وقائية خصوصا تفادي التحليق فوق مناطق النزاع المحتملة"، مضيفا "نحن على اتصال وثيق مع السلطات وجاهزون لاتخاذ إجراءات إضافية إذا اقتضى الأمر". ويأتي قرار شركة طيران الإمارات بعد أن أعلنت شركات طيران عالمية تغيير مسار رحلاتها في المجال الجوي الذي تسيطر عليه طهران فوق مضيق هرمز وخليج عمان. وأثار إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة مخاوف من تهديدات جدية لحركة الملاحة الجوية في أجواء المنطقة التي تشهد تصعيدا بين واشنطن وطهران، حيث أوضح منشور منفصل لشركات الطيران إلى أن تطبيقات تتبع مسارات الرحلات الجوية تظهر أن أقرب طائرة مدنية كانت في نطاق حوالي 45 ميلا بحريا من الطائرة المسيرة التي أسقطها صاروخ إيراني. وقالت بعض شركات الطيران العالمية اليوم الجمعة إنها ستغير مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عمان، بعد أن أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أمرا طارئا يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق فوق المنطقة حتى إشعار آخر. وجاء القرار بعدما أسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية مسيرة من على ارتفاع كبير بصاروخ أرض جو الأمر الذي أجج مخاوف من الخطر على سلامة الرحلات التجارية. وإسقاط الطائرة غير المسلحة وهي من طراز غلوبال هوك، التي تستطيع التحليق على ارتفاع يصل إلي 18300 متر، هو الأحدث في سلسلة من الحوادث في منطقة الخليج، الشريان الحيوي لإمدادات النفط العالمية، شملت هجمات على ست ناقلات نفط. وقالت إدارة الطيران الاتحادية "كان هناك العديد من الطائرات المدنية العاملة بالمنطقة وقت عملية الاعتراض"، مضيفة أن الحظر سيظل ساريا حتى إشعار آخر. وقبل ذلك بساعات، علقت شركة يونايتد إيرلاينز رحلاتها بين مطار نيوارك في نيوجيرزي ومدينة مومباي الهندية بعد مراجعة أمنية. وقالت شركات طيران الإمارات والخطوط الجوية الماليزية وكانتاس الأسترالية وسنغافورة إيرلاينز ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية البريطانية وكيه.إل.إم الهولندية إنها ستعيد تحويل مسار طائراتها لتفادي المنطقة. وأوضحت إدارة الطيران الاتحادية أنها لا تزال قلقة من تصاعد التوتر ومن النشاط العسكري على مقربة شديدة من مسارات طائرات مدنية ومن استعداد إيران لاستخدام صواريخ طويلة المدى في المجال الجوي الدولي دون سابق إنذار أو دون التحذير بوقت كاف. وفي يوليو/تموز 2014، أُسقطت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية في الرحلة إم.إتش17 بصاروخ فوق أوكرانيا مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 298، الأمر الذي دفع شركات الطيران لاتخاذ المزيد من التحركات لكشف أي تهديدات لطائراتها. لكن خبراء في مجال السلامة يقولون إن المخاوف لا تزال قائمة بشأن عدم تبادل معلومات المخابرات بين الحكومات بشكل كاف وعدم استعداد بعض الدول المتورطة في صراعات للكشف عن معلومات أو التضحية برسوم عبور سماواتها. ولا ينطبق الحظر الأميركي على شركات طيران من دول أخرى، لكن شركة أو.بي.إس غروب التي تقدم لشركات الطيران إرشادات تتعلق بالسلامة، قالت إن شركات طيران عالمية ستأخذ هذا الحظر في الحسبان. وقالت المجموعة "منذ حادثة الرحلة إم.إتش17، تعتمد كل الدول على نصائح من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا لتسليط الضوء على مخاطر المجال الجوي، إن خطر إسقاط طائرة مدنية في جنوب إيران خطر حقيقي". وقبل إسقاط الطائرة، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر إن الشركة "لديها خطة بديلة طموحة لأي احتمالات بما في ذلك احتمال شن صراع في منطقتنا". وقالت شركة الاتحاد للطيران التي كانت تحلق فوق المنطقة في وقت سابق، وفقا لموقع فلايت رادار 24، إنها تراقب الوضع ووضعت خططا للطوارئ. وقالت الشركة ومقرها أبوظبي "سنتخذ قرارا بشأن المزيد من التحركات بعد تقييم حذر لتوجيهات إدارة الطيران الاتحادية. نعمل عن كثب مع هيئة الطيران المدني الإماراتية".وقالت شركة يونايتد إنها علقت رحلاتها إلى الهند عبر المجال الجوي الإيراني بعد "مراجعة شاملة للسلامة والأمان". ولم تحدد إلى متى سيستمر التعليق. وذكر متحدث باسم الشركة أن المسافرين الذين يسافرون من مومباي إلى مطار نيوارك سينتقلون إلى رحلات بديلة للعودة إلى الولايات المتحدة. وذكر متحدث باسم لوفتهانزا أن طائرات الشركة تتفادى أجواء مضيق هرمز منذ يوم الخميس، مضيفا أن لوفتهانزا مدت الحظر فوق إيران اليوم الجمعة لكن الشركة لا تزال تخدم العاصمة طهران. وقال متحدث باسم "كيه.إل.إم" الهولندية اليوم الجمعة إن الشركة لم تعد تحلق فوق مضيق هرمز بينما قالت الخطوط الجوية البريطانية إنها ستلتزم بتعليمات إدارة الطيران الاتحادية الأميركية وستستخدم مسارات بديلة. وقالت الخطوط الجوية الماليزية إنها تتفادى المجال الجوي الذي سبق واستخدمته في رحلات بين كوالالمبور ولندن وجدة والمدينة، مضيفة "الشركة تتابع الوضع عن كثب وتتحرك وفقا لعدة تقييمات، بما في ذلك تقارير أمنية وإخطارات للطيارين". وذكرت كانتاس أنها تعدل مسار رحلاتها لتفادي مضيق هرمز وخليج عمان حتى إشعار آخر، بينما قالت الخطوط الجوية السنغافورية إن بعض رحلاتها قد تلجأ لمسارات أطول لتفادي المنطقة. وقالت شركتا طيران أميركيتان أخريان هما أميركان إيرلاينز ودلتا إير لاينز إن طائراتهما لا تحلق فوق إيران. وتشهد منطقة الخليج توترا متصاعدا بين واشنطن وطهران مع تنامي الأنشطة الإيرانية التخريبية قالت الولايات المتحدة إن الحرس الثوري الإيراني يقف وراءها. وتعرضت ناقلتا نفط يابانية ونرويجية مؤخرا في بحر عمان لاعتداء إرهابي يعتقد أن الحرس الثوري استخدم فيه ألغاما لاصقة. وقبل نحو شهر من هذا الاعتداء، تعرضت أربع سفن شحن بينها ناقلتان سعوديتان لعمليات تخريب مماثلة، ما أثار مخاوف دولية من زيادة التوتر في الممرات المائية الحيوية التي يمر عبرها ثلث إمدادات النفط العالمية. وأعلنت طهران الخميس إسقاط طائرة أميركية مسيرة زعمت أنها انتهكت مجالها الجوي، لكن واشنطن نفت صحة الرواية الأميركية معتبرة ما حدث "تصعيدا خطيرا وعملا استفزازيا".

مشاركة :