فيما يتخذ كل من الفريقين اسم أحد الطيور لقبًا له، قد تكون المقارنة بين اللقبين كافية للتعبير عن النتيجة المتوقعة للمواجهة المرتقبة غدًا السبت بين منتخبي نيجيريا وبوروندي في افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة الثانية في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية (كان 2019) التي تنطلق اليوم الجمعة في مصر. ويفتتح منتخبا نيجيريا (النسور) وبوروندي (السنونو) فعاليات المجموعة الثانية على استاد الإسكندرية، بمباراةٍ يُنتظر أن تكون من طرف واحد في ضوء تاريخ وإمكانات وخبرة الفريقين، لكن تبقى المفاجآت واردة. ويتخذ منتخب بوروندي من طائر السنونو -الذي ينتمي إلى رتبة العصفوريات ويُراوِح طوله بين 18 و20 سم- لقبًا له. وقد يكون هذا اللقب أفضل تعبير عمّا يمكن أن يواجهه هذا الفريق في مواجهة نسور نيجيريا الجارحة، إلا في حالة نجاح منتخب بوروندي المتواضع في الهروب من شراسة النسور. وتمثل المباراة ضربة بداية جديدة للنسور في البطولات الإفريقية؛ حيث يعود المنتخب النيجيري للظهور في النهائيات للمرة الأولى منذ فوزه باللقب الثالث له في تاريخ البطولة؛ وذلك خلال النسخة التي استضافتها جنوب إفريقيا عام 2013. وتمثل المباراة ضربة البداية في رحلة استعادة الاتزان بالنسبة إلى الفريق بعدما غاب عن النسختين الماضيتين لفشله في التصفيات. ويسعى الفريق إلى تحسين صورته بعد الخروج صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس العالم 2018. وتبدو المجموعة الثانية في البطولة الإفريقية الحالية على النقيض من مجموعة الفريق في مونديال 2018؛ حيث خاض الفريق فعاليات الدور الأول في المونديال ضمن مجموعة ضمت منتخبي الأرجنتين العريق وكرواتيا العنيد الذي بلغ المباراة النهائية في البطولة نفسها، وأيسلندا صاحب المسيرة الرائعة في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا. ويخوض النسور فعاليات البطولة الإفريقية الحالية ضمن المجموعة الثانية التي تضم مع الفريق منتخبين يشاركان للمرة الأولى هما بوروندي ومدغشقر بخلاف المنتخب الغيني المتوسط المستوى. ويبحث النسور عن ضربة بداية قوية في هذه البطولة؛ لأنَّ عدم نجاح الفريق في إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة يعني أنَّ النسور تعاني من أزمة حقيقية، كما أنَّ أي نتيجة سوى الفوز في مباراة غد يعني أنَّ الفريق سيواجه صعوبات كبيرة حال تأهله للأدوار الإقصائية في البطولة الحالية. ويعتمد المنتخب النيجيري على عدة أسلحة خلال مسيرته بالبطولة الحالية، منها المزيج بين أصحاب الخبرة والشباب في صفوف الفريق؛ حيث يعتمد مديره الفني الألماني جيرنوت رور على مجموعة من اللاعبين المخضرمين مثل جون ميكيل أوبي وأحمد موسى وكينيث أوميرو، إضافةً إلى عددٍ من اللاعبين الشبان الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا. كما يعتمد الفريق بدرجة كبيرة على خبرة مديره الفني رور الذي تولى تدريب أربعة منتخبات إفريقية في العقد الأخير. في المقابل، يخوض منتخب بوروندي (السنونو) فعاليات البطولة الإفريقية للمرة الأولى، بل إن هذه النسخة تشهد أول ظهور له في أي بطولة كبيرة. ورغم عدم خبرة الفريق بالبطولات الكبيرة، يتطلع منتخب بوروندي إلى بداية جيدة في هذه البطولة مستغلًّا الدفعة المعنوية الهائلة التي حصل عليها في التصفيات من خلال احتلال المركز الثاني في مجموعته خلف مالي ومتفوقًا على الجابون. ويعتمد منتخب بوروندي، الذي يحتل المركز 134 في التصنيف العالمي بفارق 89 مرتبة خلف المنتخب النيجيري، بشكل كبير على سلاح المفاجأة في هذه المجموعة التي قد تشهد تأهُّله للدور الثاني على الأقل من بوابة أفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الستة. ويستمد منتخب بوروندي الأمل مما قدمته منتخبات أخرى في أول مشاركة لها بالبطولة مثل منتخب مالي في نسخة 1972 عندما فاز بالمركز الثاني، ومنتخب كيب فيردي (الرأس الأخضر) في نسخة 2013 عندما شق طريقه إلى الدور الثاني (دور الثمانية) في البطولة ببراعة وعلى حساب منتخبات كبيرة في مجموعته مثل المغرب وأنجولا. ولم تكن استعدادات المنتخب النيجيري الأخيرة قبل بداية البطولة على ما يرام؛ حيث تعادل سلبيًّا مع منتخب زيمبابوي وخسر 0-1 أمام المنتخب السنغالي، فيما خسر منتخب بوروندي 1-2 أمام نظيره التونسي؛ علمًا بأنَّها كانت الهزيمة الأولى له في آخر ثماني مباريات خاضها، وانتهت خمسة من هذه المباريات بالتعادل 1-1 وهي النتيجة التي قد يطمح الفريق إلى تكرارها في مباراة غد أمام النسور. وينتظر أن تشهد مباراة غد مواجهة مثيرة بين الهجوم النيجيري القوي بقيادة أوديون إيجالو وأحمد موسى ومن خلفهما أليكس إيوبي، وبين دفاع بوروندي الذي أثبت كفاءته في التصفيات وفي مباريات الفريق الودية رغم قلة الخبرة. وفي المقابل، يقود سايدو بيراهينو هجوم السنونو في مواجهة الدفاع النيجيري الذي ينتظر أن يعتمد بدرجة كبيرة على لاعب الوسط المدافع جون ميكيل إيوبي للتصدي لهجمات بوروندي.
مشاركة :