أعلن الأمين العام لربطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في افتتاح ندوة «الإسلام ورسالة السلام والتسامح»، أمس، في عاصمة كمبوديا (بنوم بنه)، أن المسلمين في مختلف ديارهم يؤيدون عمليات «عاصفة الصحراء» لإنقاذ اليمن من التمرد الحوثي المرتبط بأجندة خارجية، الذي أمعن في البغي والتنكر للقوانين والمواثيق الدولية. وعقب التركي بقوله: «تعلن رابطة العالم الإسلامي سرورها وسرور المسلمين كافة بالتحالف العربي والإسلامي الذي يفرضه الإسلام في نصرة المظلوم ورد البغي والعدوان، وإن الرابطة لتشكر الله ثم تشكر قادة دول الخليج والبلاد العربية والإسلامية المتعاونة في عاصفة الحزم، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ الذي يحرص كل الحرص على ما يحقق الأمن والاستقرار في الوطن العربي والإسلامي أجمع». وفي إحدى جلسات الندوة الثلاث، أمس، رفض باحثون مشاركون ربط الإرهاب بالدراسات الشرعية، كما يشير إلى ذلك الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الذي يوضح أن المسلمين ومنذ عهد النبوة وهم يتعلمون العلوم الشرعية ولم يظهر فيهم متطرفون، بل خرج علماء كبار أفذاذ. وجاء حديث الدكتور التركي تعقيبا على ورقة عمل الباحث في القضايا الوطنية والأمن الفكري الدكتور عبدالعزيز الهليل. من جانبهما، أعرب وزير الأديان في كمبوديا من خن، ورئيس الجمعية الإسلامية الكمبودية محمد بن مروان، عن تقدير حكومة بلادهما لجهود المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله ــ في إرساء العدل والسلام في المنطقة العربية، مقدمين شكرهما لحكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها المتواصل للمسلمين في أنحاء العالم. وكان نائب رئيس البرلمان الكمبودي غون نيال ثمن، في لقائه وفد الرابطة برئاسة الدكتور عبدالله التركي، جهود المملكة في متابعة شؤون ورعاية مصالحهم، مؤكدا أن كمبوديا وشعبها يتابعون عن كثب تلك الجهود. أعقب حفل الافتتاح ثلاث جلسات؛ ترأس الأولى «السلام والتسامح في الإسلام.. منهج ورسالة»، الدكتور علي بن علي غازي، وتحدث فيها: مفتي كمبوديا الشيخ قمر الدين بن يوسف «الإسلام وضرورة التعايش»، رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة الدكتور محمد حسبي بن أبوبكر «التراحم والتآخي في الإسلام»، والباحث في القضايا الوطنية والأمن الفكري في المملكة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل. وترأس الجلسة الثانية «المسلمون والتسامح.. مشاهد ومقاصد»، الدكتور حامد تشوي يونغ، وتحدث فيها: نائب الرئيس التنفيذي ببنك الرعاية في ماليزيا محمد زميري عبدالرزاق «النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ المثل الأعلى في السلام والتسامح»، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة السلطان شريف علي الإسلامية في بروناي الدكتور علي بن علي غازي تفاحة «إسهام الإسلام في السلام العالمي»، ورئيس الجمعية الإسلامية في كمبوديا محمد بن مروان «الإسلام وحوار الأديان». أما الجلسة الثالثة «حاجة المجتمعات إلى السلام والتسامح.. الواقع والمأمول»، فترأسها الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل، ويتحدث فيها: وكيل مدير مركز الوسطية للسلام والتنمية في تايلند الدكتور سوشات سيت ماليني «المسلمون والتسامح في شبة جزيرة الهند الصينية»، وأستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ميونغ جي في كوريا الجنوبية الدكتور حامد تشوي يونغ «التكامل بين السلام وأمن الأوطان والمجتمعات»، والمحاضر بكلية دراسات القرآن والسنة بجامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا الدكتور شمس الدين يابي «دور المؤسسات في تعزيز السلام في المجتمعات». على صعيد متصل، ضمن زيارة وفد رابطة العالم الإسلامي إلى كمبوديا، التقى أمينها العام الدكتور عبدالله التركي بالمسلمين الكمبوديين في المسجد الكبير وسط العاصمة «بنوم بنه»، واجتمع بكبار المسؤولين المسلمين في حكومة كمبوديا، وزار مدرسة الإحسان الإسلامية في قرية «جرن جمرة» (إحدى ضواحي العاصمة الكمبودية «بنوم بنه»)، التي تأسست عام 2007م، وتضم 800 طالب وطالب في المراحل الدراسية الثلاث. ودعا الدكتور التركي مسلمي كمبوديا إلى على وحدة الكلمة، والابتعاد عن النزاعات والفرقة والطائفي، وأن يتعاونوا مع أبناء وطنهم من أتباع الأديان الأخرى، وأن يكونوا نموذجا حيا للتعاون فيما بينهم. وأكد الدكتور التركي أن على المسلم التعامل من أتباع الأديان الأخرى بخلق وتعامل حسن؛ ليظهر لهم صورة الإسلام الحقيقية بأنه دين سلام وتسامح وتعايش، وليس دين التطرف والنزاع والإرهاب، كما يظن البعض خطأ. وأوضح الدكتور التركي أن المملكة حريصة على خدمة المسلمين في كل مكان، وخصوصا أبناء الأقليات المسلمة في مختلف دول العالم، خصوصا أنها بلد تأسس على الكتاب والسنة، ومبينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ يحفظه الله ــ حريص على ذلك، ويدعو إليه في كل مناسبة، مشيرا إلى أن رابطة العالم الإسلامي تسير وفق هذا بعرض مساعداتها للمسلمين في كل مكان. وأوضح الدكتور عبدالله التركي أن أبرز أهداف زيارة وفد الرابطة لكمبوديا هو توضيح حقيقة الإسلام، وأنه دين بعيد كل البعد عن تهمة الإرهاب والتطرف.
مشاركة :