أكد المشاركون في ندوة تحالف عاصفة الفكر، تأييدهم عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل تأييداً كاملاً، بصفتها نموذجاً للعمل العربي المشترك، يكون منطلقاً لتأسيس استراتيجية طويلة المدى تتضمّن الحفاظ على المصالح العربية، وتعيد التوازن والاستقرار إلى المنطقة، ومواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالدول العربية، وتضع الآليات اللازمة لذلك، بما فيها تشكيل القوة العربية المشتركة. وأرسل المشاركون في الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس، في مقره في أبوظبي، برقية شكر وتقدير إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على توجيهات سموّه السديدة ودعمه المتواصل للبحث العلمي والثقافة. وأعلنت الندوة عن جائزة محمد بن زايد آل نهيان للبحث العلمي في المجالات الاستراتيجية، إيماناً بقيمة البحث العلمي والتفكير الاستراتيجي وضرورة تشجيعهما في هذه المرحلة التي تمرّ بها الأمة العربية والإسلامية، ليقوما بدورهما الطبيعي في دعم متخذي القرار وتعزيز الأمن الوطني الشامل للدول العربية وحماية منجزاتها ومصالحها المشتركة، وسيتولى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الإشراف على الجائزة التي ستبدأ دورتها الأولى عام 2016. وأوصت الندوة بمناقشة إعلان ميثاق التعاون بين مراكز البحوث والدراسات العربية، وتنمية التعاون البحثي والعلمي، وتعزيزه بين مراكز الدراسات والبحوث العربية، وتبادل الخبرات والكفاءات فيما بينها، وتعزيز قيم الانتماء الوطني وثقافة التسامح والمواطنة والمشاركة الشعبية، وترسيخ مفهوم الدولة الوطنية، إضافة إلى الموافقة على اقتراح وفد مملكة البحرين الشقيقة باستضافة الدورة الثانية لندوة تحالف عاصفة الفكر في مركز عيسى الثقافي، خلال شهر مارس 2016. واتفق المشاركون على أن تكون الكلمة الافتتاحية للدكتور جمال سند السويدي، المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في ندوة تحالف عاصفة الفكر وثيقة تضمّ إلى البيان الختامي، وتكون منطلقاً لتأسيس محور للعصف الفكري بين مراكز الدراسات والبحوث المشاركة. موجهين الشكر والتقدير إلى السويدي لاستضافة المركز الدورة الأولى لندوة تحالف عاصفة الفكر وجهوده في إنجاح فعالياتها. وكان السويدي قد نقل في كلمته، خلال افتتاح الندوة، تحيات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى المشاركين في الندوة، وتمنيات سموّّه لهم بالنجاح والسداد في الخروج بتوصيات ومشروعات قرارات تصبّ في خدمة الدول العربية، وأن تدشن مرحلة جديدة من التعاون العلمي بين مراكز البحوث الخليجية والعربية. وأضاف أن مراكز البحوث والدراسات أصبحت تؤدي دوراً حيوياً وفاعلاً في نهضة الأمم والمجتمعات، خاصة في أوقات الأزمات والتحديات، كما هي الحال الآن في منطقة الخليج العربي وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه عام، بل في العالم أجمع، حيث تتنامى مظاهر التطرف والإرهاب، وتتسع يوماً بعد يوم، كما برزت في الآونة الأخيرة مجموعة جديدة من التحديات التنموية والبيئية والإنسانية التي تلقي بظلالها السلبية على دول العالم كافة. وأكد أنه في ظل هذا الواقع تزداد الحاجة إلى دور فاعل لمراكز البحوث والدراسات، من أجل مواجهة هذه التحديات المختلفة بأسلوب علمي يطرح خيارات واضحة تساعد صانعي القرار على وضع السياسات الناجعة في مواجهتها. وقال إن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مدرك منذ إنشائه أهمية التعاون مع مراكز البحوث والدراسات العربية، لأنه يعي أهمية تبادل الخبرات والمعارف، وهذا هو الهدف من ندوة اليوم عاصفة الفكر التي نأمل بأن تمثل نقلة نوعية في مسيرة العمل البحثي المشترك خليجياً وعربياً. وأشار إلى أن مبادرة تحالف عاصفة الفكر التي أطلقها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، تستهدف تشكيل تحالف يضمّ المراكز البحثية الخليجية والعربية يعمل على دعم متخذي القرار في الدول الخليجية والعربية، بما يخدم الأمن الوطني الشامل لكل دولة والمنطقة العربية كلها. وذكر السويدي أنه إذا كان المركز قد وضع منذ تأسيسه عام 1994، ضمن أولوياته الرئيسية خدمة المجتمع الإماراتي والخليجي والعربي بوجه عام، من منطلق إدراكه أهمية التفاعل الإيجابي مع قضايا دول المنطقة وطموحاتها واهتماماتها، فإن ندوة اليوم تأتي في هذا السياق، إذ يسعى المركز من خلالها إلى تعزيز مسيرة التعاون البحثي مع مراكز البحوث الخليجية والعربية والاستفادة المثلى من خبراتها التي تراكمت عبر السنوات، وذلك لمساعدة صانعي القرار على بناء استراتيجيات عربية موحدة تعزز الأمن والاستقرار في الدول العربية كافة. وقال إذا كانت عملية عاصفة الحزم التي يقودها تحالف من الدول الخليجية والعربية، منذ مارس 2015، لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، قد برهنت على أن التعاون بين الدول العربية هو المدخل لتحصين المنطقة، فإننا على ثقة أيضا بأن مبادرة تحالف عاصفة الفكر بين مراكز البحوث والدراسات العربية يمكن أن تمثل بداية جادة على الطريق، من أجل النهوض بمسيرة البحث العلمي في عالمنا العربي وتعظيم الاستفادة من مراكز البحوث والدراسات في دعم صانع القرار العربي. ولفت إلى أن ندوة اليوم هي أولى الخطوات نحو ترجمة مبادرة تحالف عاصفة الفكر إلى كيان مؤسّسي ينهض بمسيرة البحث العلمي في منطقة الخليج وعالمنا العربي، من خلال الكثير من الفعاليات، كعقد المؤتمرات المشتركة والتعاون في برامج التدريب وتبادل الإصدارات العلمية وتقديم الدعم البحثي والمشورة العلمية إلى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. (وام)
مشاركة :