تركي الفيصل: الفهد متابع دقيق ويشحذ الهمم ليستنهض الإنسان

  • 4/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب رئيس الاستخبارات العامة سابقا الأمير تركي الفيصل عن سروره بزيارة معرض وندوات تاريخ الملك فهد - رحمه الله - "الفهد.. روح القيادة". وقال: "المعرض ممتع ويثير الشجون والذكريات.. الملك فهد - رحمه الله - ترك بصمته على الجميع، ونحن كأبناء له تأثرنا ليس بعطفه وحنانه فقط، وإنما بريادته في كل أعماله، بدءا من وزارة المعارف حتى وفاته، رحمه الله". وأشار الفيصل إلى إن تقلده ذلك المنصب كان تجربة رائعة، مشيرا إلى أن الملك فهد كان دقيقا جدا في تتبع الأمور، ويشحذ الهمم بحيث يستنهض في الإنسان الرغبة في أن يعطي ويقدم، ولا يتردد في إبداء أي ملاحظة، بل يقدمها فورا، وفي حينها، وهذه من الأمور التي كانت تُريح الإنسان في التعامل معه". وأضاف أن الملك فهد يجعل المرء يحرج من عطفه وتواضعه، إذ كان بعيدا عن المقام وفارق السن ويشعر محدثه بأنه متساوٍ معه. وأكد أن جميع الذكريات التي جمعته بالملك فهد كانت ذكريات عطرة. وتابع: "لن أنسى توجيهاته التي كان يزجيها للمسؤولين بصفة عامة، ولي بصفة خاصة بصفتي رئيسا للاستخبارات العامة، بأن علينا تذكر أننا في خدمة الله - سبحانه وتعالى - ثم في خدمة الوطن، وكان يقول دائما: "إذا خدمنا الوطن والمواطن فبذلك نتقرب إلى الله، سبحانه وتعالى". بدوره، وقف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح آل الشيخ عند كل جناح في المعرض ليعود بالذاكرة إلى عهد الراحل الذي بذل جهودا كبيرة لرقي بلاده، واستطاع التغلب على التحديات، وسار بالمملكة نحو التحديث والتطوير مع المحافظة على الهوية الإسلامية. وأبدى سروره بما شاهده، مشيرا إلى أن المعرض يجسد تاريخ المملكة في مرحلة تاريخية مهمة، بواسطة صور وعروض مرئية تصل الحاضر بالماضي وتنبه الأجيال إلى وقت لم يدركوه. وقال: "هذا النوع من التوثيق والمستوى العالي من الإخراج وقوة الصورة والعرض والتسلسل في استخدام التقنيات والوسائل المعاصرة والمتنوعة يجعل التاريخ يُستوعب في الذهن سريعا، وهذه أولى مزايا هذا المعرض التي تميزه عن غيره". وأضاف أن الجهد الذي بذل في معرض "الفهد"، لا يدركه حق الإدراك إلا من عرف حجم المعارض المماثلة، معربا عن شكره وتقديره للقائمين على المعرض الذي يجسد حقيقة يجب أن تبقى ماثلة كي تصل الحاضر بالماضي، كما شكر الأمراء أبناء الملك فهد وأحفاده وحفيداته، وعلى رأسهم رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض الأمير محمد بن فهد والأمير سعود بن فهد، والأمير تركي بن محمد بن فهد، ودارة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة العنود الخيرية، وكل الجهات التي أسهمت في أن يظهر المعرض بهذا الشكل المتميز. ولفت آل الشيخ، الذي شغل منصب وزير الشؤون الإسلامية في عهد الملك فهد، إلى أن الراحل عاش حياة مليئة بالإنتاج والعمل والتحديات.. تحديات الإنجاز والتطوير والتحديث والرقي بالوطن على جميع المستويات. وأشار إلى أن المملكة قامت على الدين والتوحيد والعقيدة والشريعة، وعلى الممازجة والموازنة بين الاستمساك بالدين والعقيدة والتماشي مع روح العصر والتحديث، وهو ما حرص عليه الملك فهد. وتابع: "الملك فهد في فترة حكمه التي كانت مثمرة، حرص على هذا التوازن، فبنى الدولة والإنسان علميا ودينيا وحضاريا بما لا يهز كيانه، وحافظ على الهوية الإسلامية محافظة قوية، وعلى هوية الحداثة والتطوير والتقدم، وأعطانا مزيجا رائقا هو نموذج للمستقبل". من جهته، تمنى الأمير الوليد بن بدر بن عبدالعزيز لو أنه التقط صورة مميزة مع الملك فهد، رحمه الله، بالرغم قربه منه طيلة حياته إلا أن تلك الصورة فاتته، على حد قوله. الوليد بن بدر الذي زار المعرض عاد بذكرياته إلى نحو عقدين عندما تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 1994: إذ قال "أذكر وقتها أن الملك فهد اجتمع مع اللاعبين قبل الذهاب، وكانت عبارته التي رسخت في أذهاننا سواء كلاعبين أو إداريين: كلكم عيال 9 شهور، و11 لاعبا في الملعب، وأنتم في الملعب أعطوا ما يرفع رأس بلدكم وإن شاء الله جيد تحققون الإنجازات، وهذا ما حصل بحمد الله، إذ كانت تلك المشاركة أفضل مشاركة لنا". وأضاف أن الملك فهد كان قريبا جدا من جميع البعثات التي تشارك على مستوى عالمي أو دولي، وحريصا على التواصل مع الإداريين وأحيانا مع اللاعبين أنفسهم لتحفيزهم. وأشار إلى أن الأمة فقدت قائدا فذا، معربا عن يقينه بتوالي الإنجازات في ظل الحكومة الرشيدة والشعب السعودي العظيم. بدورها، شددت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد النسائي بالمسجد النبوي الدكتورة بركة بنت مضيف الطلحي على أهمية استشعار نعمة الأمن والأمان، وشكر الله تعالى الذي منّ على المملكة بقادة عظام يخدمون الدين ويحكمون بالعدل ويذودون عن حمى الإسلام والمسلمين. وقالت: "إن الباطل لا يزال يتأرجح بين عاصفة الصحراء وقبضة درع الجزيرة وعاصفة الحزم، حتى يقضى عليه بإذن الله، ولا عجب، إذ إن من يتولون القضاء على الباطل هم أبناء موحد الجزيرة.. فهد الإسلام القائد العظيم الذي دحر عدوانا غاشما على الكويت، ولم ينثن له عزم حتى أعاد الحق إلى نصابه، إلى عهد صقر الإسلام والعروبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الذي رجّح كفة الحق في البحرين، إلى عهد سلمان الخير الذي هبّ لنجدة الحق وأهله في اليمن، واستنهض الهمم الإسلامية في أقطار الأرض بشجاعته وبسالته، لدحض الظالم وتحقيق العدالة". وأكدت أن نعمة الإمام المسلم العادل من أعظم نعم الله، ومهما بذل المسلم من الشكر لله عليها فلن يوفي حقها، به يقام الشرع وتأمن السبل، ففي حين تعيش شعوب أخرى حروبا وجوعا وظلما وقهرا من قادتها يعيش أبناء المملكة في رخاء وأمن ورغد عيش، وعزة وقوة ينصر بها الحق. وتابعت: "هذه النعمة العظيمة التي نعيها يجب علينا القيام بحقها من الشكر والاعتصام بحبل الله والالتفاف حول قيادتنا وجماعة المسلمين، وأن نكون صفا واحدا، لا يتفكك ولا يخترق، ولحمة وطنية فريدة، وأن نشعر بعظم مسؤولية الجميع في الحفاظ على هذه النعمة".

مشاركة :