تجددت المواجهات المسلحة، السبت، في محيط مطار طرابلس الدولي بين قوات حكومة الوفاق الليبية وقوات الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في وقت يلتقي الأخير فيه المبعوث الأممي غسان سلامة في مدينة بنغازي (شرق). وقالت وسائل إعلام إن صدى المواجهات يسمع بوضوح في محيط المطار، مع ملاحظة تصاعد أعمدة الدخان. وقد توقفت حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، مساء الجمعة، بعد سقوط عدد من القذائف العشوائية داخل المطار، بحسب مصدر عسكري. ومعيتيقة، المطار المدني الوحيد الذي يعمل في العاصمة الليبية حاليا، وعند توقفه تتم إحالة كل الرحلات إلى مطار مصراتة. يؤكد المشير خليفة حفتر عدم إيقاف العملية العسكرية للسيطرة على طرابلس، ويعتبر أن المناخ السياسي الملائم سيتوفر عقب انتهاء العملية. وبحسب ما أكدت مصادر من داخل قوات الجيش ووسائل إعلام محلية، أحرز الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تقدما ميدانيا على حساب الميليشيات في طرابلس حيث يستعد للدخول إلى مركز العاصمة، فيما تشهد الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق تفككا. وأعلنت الكتيبة 185 مشاة، بقيادة العقيد محمد مفتاح الغدوي، المُنتشرة في العاصمة طرابلس، انشقاقها عن القوات الموالية لحكومة السراج، وانضمامها إلى صفوف الجيش الليبي. ونشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، مقطع فيديو يوثق انشقاق الكتيبة التابعة للواء الثاني مُشاة بقيادة اللواء فيتوري غريبيل، والتحاقها بالجيش الليبي بكامل ضباطها وأفرادها، ومعداتها وعتادها من أسلحة وآليات وذخائر. وأشارت في بيان لها، إلى تأييدها للعملية العسكرية للجيش الليبي ضد الإرهابيين والجماعات المُسلحة في طرابلس. ووفق ما ذكرت وكالة الأنباء الليبية، الأربعاء، سيطرت قوات الجيش على معسكر النقلية بطريق المطار جنوب طرابلس، وأكدت أيضا أن الجيش يتقدم باتجاه مركز طرابلس. وأعلنت قوات الجيش الليبي أنها ألحقت بالميليشيات في طرابلس “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بعد معارك استمرت 6 ساعات خلال الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي”. وقالت البعثة الأممية عبر موقع فيسبوك عقب لقاء المبعوث الأممي غسان سلامة للمشير خليفة حفتر في مدينة بنغازي إن اللقاء تطرق إلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات الحالية، فضلا عن مناقشة الوضع الإنساني في طرابلس. وأضافت البعثة أن الطرفين بحثا سبل الإسراع في الانتقال إلى مرحلة الوصول إلى حل سياسي. وبدأت قوات الجيش الليبي التي يقودها حفتر وتدعمها السلطات في شرق البلاد منذ الرابع من أبريل عملية عسكرية في العاصمة طرابلس ومحاورها مستهدفة الميليشيات الإرهابية، وأطلقت على العملية تسمية “طوفان الكرامة”. ورفض المشير حفتر المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، حيث اعتبرها “مفتقدة للجدية وخالية من بنود معالجة الأزمة”.