قنابل صحية وبيئية موقوتة تتوارى تحت الجليد

  • 6/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - لا يساهم تسارع ذوبان الغطاء الجليدي القاري والأنهر الجليدية في ارتفاع مستوى البحار وحسب، وإنما يطلق سموما ونفايات نووية ضارة بالبيئة والبشر، كانت محتجزة تحت الجليد. ذكرت شبكة بي بي سي أن ذوبان الغطاء الجليدي في القارة القطبية الشمالية يحرر أبخرة ومواد سامة وأحافير قديمة ونسبا عالية من غازات الدفيئة المدفونة تحت التربة الصقيعية، ما من شأنه أن يطيح بالجهود العالمية لتطويق الاحترار المناخي، ما إن تذوب الطبقة المتجمدة التي تواري هذه المواد. تغطّي التربة الصقيعية ربع مساحة النصف الشمالي من الأرض، وخصوصا في كندا وروسيا، وهي تحبس تحتها كمية من الميثان وثاني أكسيد الكربون تعادل ما يمكن أن ينبعث من النشاط البشري على امتداد خمسة عشر عاما. وتحت هذه التربة الصقيعية، تختبئ أمراض خطيرة كالإنفلونزا الإسبانية والجدري والطاعون حيث تبقى كامنة إلى أن ترتفع درجة الحرارة وتعود إلى الحياة. ويعي العلماء منذ زمن بعيد الأثر المأسوي الذي يحمله ذوبان الجليد في التربة المجمدة، وهي أراض متجمدة بطريقة دائمة في العمق، على أنماط الحياة والأنظمة البيئية. ويقول الباحثون إن التربة المجمدة هي المكان المثالي لبقاء البكتيريا على قيد الحياة لفترات طويلة جدا، ربما تدوم لمليون سنة. ويحاول المجتمع الدولي وفقا لمقررات قمة باريس للمناخ الموقّعة عام 2015 الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجة ونصف الدرجة أو درجتين على الأكثر مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. ولبلوغ هذا الهدف الضروري لعدم وقوع كوارث مناخية واضطرابات حادّة في الأنظمة البيئية على الأرض، ينبغي على الدول أن تحدّ بشكل كبير من انبعاثات الغازات من مصانعها. لكن انبعاث الغازات من تحت سطح الأرض قد يودي بهذه الجهود. وتنذر كلّ المؤشرات بالخطر في القطب الشمالي، فيما يهدد ذوبان الجليد سواحل العالم أجمع في حال تفاقم الوضع. ولا يستبعد العلماء أن تشهد القارة البيضاء سنة رهيبة جديدة في 2019. وفي ظلّ احترار الغلاف الجوي، من المرتقب أن تتفاقم هذه الظاهرة بما يرافقها من تداعيات تؤثّر على نمط حياة السكان المحليين، من خلال تقصير مواسم الصيد وزعزعة النظام البيئي بكامله. وقد أعلن علماء الأرصاد الجوية هذه السنة عن بداية موسم ذوبان الجليد في مايو/أيار، أي قبل شهر من المعتاد. ولم يبدأ الموسم بشكل أبكر من المعهود إلى هذه الدرجة سوى مرّة واحدة في 2016، وذلك منذ بدء تسجيل معطيات في هذا الصدد في 1980. ويساهم الذوبان المسجّل في القطب الشمالي عادة في ارتفاع مستوى البحر بمعدّل 0,7 ميليمتر في السنة. لكن إن بقي الأمر على هذا المنوال، فإن هذا المعدّل سيرتفع من دون أدنى شكّ.

مشاركة :