أشاد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات اليوم بموقف الكويت القوي والثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود، مشيرا الى أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان ومازال أحد أبرز الداعمين للشعب الفلسطيني. وفي تصريح أدلى به عقب اجتماعه مع عميد السلك الديبلوماسي سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان والسفراء العرب بمقر سفارة الكويت في وسط العاصمة لندن، قال عريقات إن الكويت حكومة وشعبا لها مواقف مشرفة تجاه القضية والشعب الفلسطيني فهي لم تتأخر يوما عن الوفاء بالتزاماتها بل تعدت ذلك الى المبادرات الإنسانية التي لا تتوقف من قائد العمل الإنساني الشيخ صباح الأحمد. وأضاف إنه «لا خوف أبدا على الحق الفلسطيني في ظل وقوف الأشقاء العرب مع إخوانهم الفلسطينيين»، مشيرا الى أن "قادة العالم العربي الآخرين أيضا لم يقصروا تجاه اي دعم يحتاجه الشعب الفلسطيني". وحول زيارته الحالية للعاصمة البريطانية، قال عريقات إنه التقى خلالها عددا من البرلمانيين والمسؤولين البريطانيين في مقدمتهم وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون ومدير الإدارة السياسية في وزارة الخارجية ريتشارد مور وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن. وأوضح أنه طالب كل من التقى بهم من السياسيين البريطانيين بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفقا لحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتابع: إن موقف حزب المحافظين الحاكم مع الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق حدود عام 1967 لكنهم اعتبروا ان "التوقيت غير مناسب الآن لإعلان الاعتراف بشكل رسمي". وأشار عريقات الى أنه أعرب للمسؤولين البريطانيين عن انزعاجه من تصويت بريطانيا في مجلس حقوق الإنسان ضد مشروع قرار كشف الحقائق عن الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية. ولفت في هذا السياق الى أن "هذه المستوطنات وفقا لميثاق جنيف تعد جريمة حرب وغير شرعية وبالتالي اكدنا أهمية ان تصوت بريطانيا مع مشروع القرار لإصدار القائمة الخاصة بهذه الشركات". وذكر عريقات إنه اثار مع الجانب البريطاني زيادة مساعداتها المالية لوكالة غوث اللاجئين (الانروا) لاسيما بعد قطع الولايات المتحدة مساعداتها المالية، مشيدا في هذا الصدد بمواقف دول الخليج العربية وعلى رأسها الكويت التي قامت مع بعض شقيقاتها العرب بزيادة حصصها للمساعدة في تغطية العجز. وبين أن هناك 544 الف طالب وطالبة في مدارس غوث اللاجئين في سورية ولبنان والأردن وفلسطين وعشرات الآلاف من المعلمين تضرروا من انقطاع هذه المساعدات. وحول موقف القيادة الفلسطينية مما يسمى «صفقة القرن»، قال عريقات إن "السلطة الفلسطينية سبق ان أعلنت إنها لن تشارك او تحضر اجتماعات لن تخلق حقا او تنشئ التزاما". وأوضح أن ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحاول أن تغير المرجعيات التي حددتها الأمم المتحدة والقانون الدولي منذ عام 1948 ، مشيرا الى أن هذه الإدارة تحاول استبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بالمال مقابل السلام. وبين أن الحكومة البريطانية أطلعتهم على موقفها الواضح والصريح تجاه ما يسمى «صفقة القرن» بالقول ان "خطة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينين لا تقوم على مبدأ الدولتين سيكون مآلها الفشل". وأضاف عريقات إن البريطانيين جددوا تأكيدهم أنهم لن يعترفوا بالقدس عاصمة لإسرائيل ولن يقوموا بنقل سفارتهم الى القدس. وقال إنه بحث مع الجانب البريطاني إنشاء لجنة فلسطينية- بريطانية مشتركة تهدف لتعزيز العلاقات والتعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات. وردا على سؤال حول رؤية الحكومة الفلسطينية للسلام في الشرق الأوسط، قال عريقات إن الرؤية الفلسطينية طرحها الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة في فبراير من العام الماضي. وأوضح أن هذه الرؤية ترتكز على القانون الدولي والشرعية الدولية القائمة على مبدأ حل الدولتين وفقا لحدود عام 1967 وحل موضوع اللاجئين وفقا للقرار 194 الخاص بالمبادرة العربية والتي تتضمن بندا مهما هو الإفراج عن الأسرى. وحول مشاركة الحكومة الفلسطينية في مؤتمر المنامة الذي دعت له الإدارة الأميركية، جدد عريقات موقف السلطة الرافض للمشاركة في أعماله، داعيا الدول العربية الى مقاطعته وعدم المشاركة فيه أيضا. وبين في هذا السياق أنه من غير المنطق والمعقول أن "نصدق أن الولايات المتحدة التي قطعت مساعدات بقيمة 844 مليون دولار كانت توجه لوكالة غوث اللاجئين والمستشفيات الفلسطينية ستمنح في مؤتمر المنامة للشعب الفلسطيني التقدم والازدهار".
مشاركة :