الجيش الباكستاني يخوض معركة حاسمة لاستعادة آخر معاقل طالبان

  • 4/5/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

يخوض الجنود الباكستانيون هذه الأيام في الجبال على طول الحدود الأفغانية معركة حاسمة لاستعادة أحد آخر معاقل حركة طالبان وادي تيراه، الملاذ القديم للصوص والمتمردين الذي يصعب أن تطالهم يد السلطة. ويقصف الجيش منذ أشهر المناطق القبلية الواقعة شمال غربي البلاد، بما فيها خيبر، حيث يقع وادي تيراه، الممر الاستراتيجي الذي يربط شمال غربي باكستان بصفد كوه أو «الجبل الأبيض» باللغة الأفغانية الذي حفرت فيه كهوف تورا بورا الملجأ الشهير لأسامة بن لادن. وفي منتصف مارس (آذار)، شن العسكريون عملية جديدة أطلق عليها اسم «خيبر – 2»، وتهدف بالتحديد إلى استعادة هذا الوادي لحرمان حركة طالبان الباكستانية المتمردة على السلطة المركزية، وحلفائها في جماعة عسكر الإسلام من ملاذ. وقبل أيام من بدء العملية، أكد الجيش أنه اختبر بنجاح طائرة مسلحة من دون طيار أطلق عليها اسم البراق. وتدين باكستان منذ نحو عقد ضربات الطائرات الباكستانية المسيرة فوق أراضيها في معاقل طالبان شمال غربي البلاد، وطلبت من واشنطن دائما نقلا للتكنولوجيا من أجل وضع برنامج خاص بها لطائرات بلا طيار. ويؤكد الجيش أن «البراق» طائرة «باكستانية الصنع» ومزودة بصواريخ توجه بالليزر، مؤكدا أنها «ضاعفت قوة حملتنا لمكافحة الإرهاب». وتؤكد مصادر عسكرية استخدام طائرات بلا طيار في العملية في تيراه من دون أن توضح ما إذا كان الأمر يتعلق بالطائرة الجديدة البراق. وباقتحام أجواء منطقة يصعب الوصول إليها في وادي تيراه، يحاول العسكريون رصد العدو الأول في البلاد الملا فضل الله زعيم حركة طالبان الباكستانية التي تبنت الهجوم على مدرسة في بيشاور شمال غربي باكستان، في ديسمبر (كانون الأول)، الذي كان الأعنف في تاريخ البلاد وأدى إلى مقتل 154 شخصا، كما يؤكد الجيش أنه قتل 230 متمردا منذ بدء عملية «خيبر – 2» واستعاد مواقع عدة، بينها ممر مستول الذي يسمح بربط خيبر بولاية ننغرهار. وإذا نجح الجيش في إعادة تيراه إلى سيطرة الحكومة، فسيشكل ذلك سابقة في هذا الوادي الذي يلجأ إليه تاريخيا اللصوص والمتمردون. ووادي تيراه المحاط بذرى يبلغ ارتفاعها 2500 متر والمليء بحفر تفضي إلى غابة كثيفة وأراضٍ خصبة، وبطرقاته غير المعبدة التي تتنقل فيها البغال والخيول، تحول إلى وكر مفضل للمتمردين ومكان ملائم لزراعة الماريغوانا والأفيون. وفي القرن التاسع عشر لم تنجح القوات البريطانية يوما في السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية. ولا ترغب القوات الباكستانية اليوم في تكرار التاريخ، بل تطمح إلى عزل طالبان ومنع أي هجوم آخر مثل اعتداء بيشاور. ويقود شرق تيراه إلى أفغانستان وغربه إلى بيشاور، لذلك تعني السيطرة على تيراه للعسكريين ضمان أمن كبرى مدن شمال غربي البلاد. وقال مصدر عسكري بشأن التطورات الميدانية الأخيرة: «إنه الملجأ الأخير لمقاتلي عسكر الإسلام وحلفائهم في حركة طالبان الباكستانية». وصرح امتياز غل المحلل المتخصص في القضايا الأمنية بأن «تحرير معاقل مهمة مثل وادي تيراه سيقلص تحركات طالبان»، وقد يسمح للجيش بالانتقام لهجوم بيشاور عبر أسر الرجل الذي يتصدى له، الملا فضل الله، حيا أو ميتا. وذكر مصدر أمني أن «فضل الله يختبئ إمّا في أفغانستان وإمّا في تيراه. أطلقنا هذه العملية بناء على معلومات تفيد أنه في تيراه. إذا أنقذنا الوادي من المتمردين، فلن يكون لديه أي مكان يختبئ فيه».

مشاركة :