{الشرق الأوسط} على الحدود اليمنية: الحوثيون يفرضون أتاوات لعبور المنافذ

  • 4/5/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدت خطوط سير الرحلات البرية في منافذ الحدود السعودية اليمنية تسير بوضع شبه طبيعي، طيلة الأيام التي الماضية التي تجرى فيها عملية «عاصفة الحزم» للتحالف الدولي بقيادة السعودية استجابة للاستغاثة الشعب اليمني من الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن. وشوهد عدد من الداخلين والخارجين في المنافذ السعودية وهم يؤدون إجراءات الدخول والخروج من المنافذ السعودية بكل يسر. وتفسر حركة سير المسافرين، رغم الغارات الجوية، أن الأهداف المرصودة من قبل القيادات العسكرية محددة، وفي نفس الوقت بعيدة عن المناطق السكانية، بدليل دخول عدد من المسافرين للأراضي اليمني عبر المنافذ السعودية باطمئنان كما هو الحال في الأوضاع الطبيعية قبل الحرب. وذكر منسوبو الجوازات والجمارك السعودية أن رحلات الدخول للأراضي اليمنية من المنافذ الجنوبية بما فيها الطوال في منطقة جازان، ومنفذا الخضراء والوديعة في نجران، مستمرة. «الشرق الأوسط» وفقت على وضع الرحلات البرية في منفذ الطوال الحدودي في منطقة جازان، وتابعت سير الرحلات التي شهدت دخول وخروج عدد من الجنسيات المختلفة وفي مقدمتهم اليمنيون. وتجاوزت مجموعة من الحافلات المحملة بعدد كبير من المسافرين منفذ الطوال باتجاه الحدود اليمنية، ويجتهد أفراد الجمارك ومنسوبو الجوازات في تسهيل مهام المسافرين. ويقول عدد من المسافرين القادمين من اليمن لـ«الشرق الأوسط»، إن الغارات تستهدف مناطق عسكرية، وبعيدة عن تجمعات السكان خاصة في صنعاء. ويقول الطالب السوري إيهاب حلواني (24 سنة) «الناس تتجمع للحديث عن (عاصفة الحزم)، ولكن المزعج هو التصرفات التي نجدها في النقاط التابعة للحوثيين، فلا يمكن التحرك منها دون أن تدفع الأموال غير المستحقة، بل إنني اضطررت لدفع 100 دولار حتى أدخل الحدود السعودية وهو ما فعله أصدقائي أيضا، لكن في المجمل الأوضاع لا بأس بها في الداخل اليمني». عبد الرحمن أحمد يمني الجنسية، التقته «الشرق الأوسط» وهو داخل الأراضي السعودية عبر منفذ الطوال، بواسطة سيارته الخاصة التي تحمل اللوحات اليمنية، قال: «تقريبا أدخل الأراضي السعودية كل 3 أيام، حيث أمر عبر منفذ الطوال ومن ثم مدينة جيزان لشراء بعض الزاد، ولا سيما الدقيق والرز لنقصها في الداخل اليمني». ويتطرق أحمد لعملية «عاصفة الحزم» بقوله «كنا نتمنى كيمنيين من الحوثيين أن يستمعوا لصوت العقل، ويتوقفوا منذ البداية عن أسلوب التخريب والعبث في البلاد، فهم في الآخر طيف من بقية الأطياف اليمنية له حقوق وعليه واجبات، وإذا أرادوا التقاسم السياسي فلا بأس ولكن من خلال صناديق التصويت والاقتراع وليس بتكوين الميليشيات والعصابات والانقلاب على الشرعية، وهذا هو المزعج والمقلق في الموضوع». ويؤدي منسوبو جوازات المنفذ مهامهم بجهد مضاعف لضمان تسهيل إجراءات المسافرين في الأيام الحالية، ويقود العمل مدير جوازات المنفذ الرائد حسن صميلي وبقية مساعديه والعاملين، بمساعدة الأجهزة الإلكترونية التي تضمن دقة أكبر في العمل كما هو الحال مع جهاز البصمة. في المقابل يشرف زياد العرادي مدير جمرك المنفذ على سير عمل المتعلق بجمركة البضائع الداخلة والخارج من المنفذ. «الشرق الأوسط» التقت مجموعة من الشباب اليمني، وهم محسن محمد، وإبراهيم الشريف، ومزيني الشريف، وخالد الحبابي، وأشاروا إلى أنهم طلاب جامعيون وهم في طريق عودتهم إلى اليمن، بعد أن قضوا إجازة آخر الأسبوع في جازان كون أسرهم تعيش في السعودية، ومن ثم يعودون لليمن لاستئناف دارستهم. وعن الوضع في اليمن تداخل محسن محمد وقال: «برأيي ما زال هناك فرصة للحوثيين للتراجع عن موقفهم وتسليم ما لديهم من سلاح، بهدف إعادة الشرعية في البلاد ليس لفئة معينة وإنما لكل اليمنيين، فاليمن للجميع وليس لطائفة معينة أيا كانت، والتصويت هو المحكم الشرعي، وأتوقع أنه متى ما تم ذلك فإن (عاصفة الحزم) ستتوقف تماما لأن الهدف الاستجابة لاستغاثة الشعب اليمني الذي يطلب الشرعية، والحوثيون أرادوا أن يحكمونا بالسلاح وليس عبر الصناديق، وهذا ما نرفضه تماما، ونشكر السعودية وكل الحلفاء الذين تدخلوا قبل أن يجرنا الحوثيون من خلفهم للهاوية، من خلال المجازر الدموية التي ستقع بالسلاح؛ لأن الشعب اليمني كله مسلح، ولا خيار سوى صناديق الاقتراع».

مشاركة :