«ليلة زفِّته»... موضوعات شائكة وحكاية بائسة، في قالب كوميدي! فمنذ انطلاق موسم العيد المسرحي، يواصل «قروب البلام» عروضه في نادي اليرموك الرياضي، وسط إقبال جماهيري كبير، عجت به قاعة المسرح طوال فترة العروض، التي لا تزال قائمة في «الويك إند».«الراي» زارت فريق العمل في الكواليس، ولاقت حفاوة بالغة، لا سيما الفنان حسن البلام وغيره ممن كانوا في الاستقبال، حيث قضت معهم لحظات ممتعة من الكوميديا، بعد أن خيمت الأجواء الأسرية على المكان.في قاعة العرض، بدأت أحداث المسرحية من فترة الخمسنيات مروراً بنهاية الألفية الثانية، وصولاً إلى يومنا هذا، كما تناولت قضايا إنسانية واجتماعية شائكة، وقصة حب تكلّلت بالزواج، لكن الفرحة فيها لم تكتمل بل تحولت إلى فاجعة، بعد أن شبّت النار في «ليلة الزفة» واحترقت قاعة العرس بمن حضر. العاشقة مريم (زهرة عرفات) والعاشق سعود (حسن البلام)، هما زوجان منحوسان للغاية، إذ لم يهنأ أي منهما في السعادة. فمنذ أن حدثت الفاجعة - بفعل فاعل - اجتاحهما البؤس وحلّ عليهما الحزن والتعاسة. وتمضي الأحداث بعد ذلك حول مكان العرس وهو بيت قديم ومتهالك. وهنا يستعيد العرض العلاقة بين العاشقين قبل الحادث المأسوي، ثم ينتقل إلى أحداث معاصرة، حيث يرصد لحظة دخول مجموعة من الأشخاص في القاعة المهجورة، لكنهم سرعان ما يصابون بالذعر، حين يلحظون أن هناك طيفاً من الجن يطاردهم... لتنطلق من بعدها رحلة محفوفة بالمتعة والكوميديا. العرض المسرحي كان مميزاً من جميع النواحي، خصوصاً لناحية التوجه الجديد في الإخراج، ويُحسب للمخرج عبدالله البدر براعته في هذه النقلة. أيضاً، لا نغفل عن دور السينوغرافيا لمحمد الزنكوي، حيث أعطت لكل حدث أهميته، فضلاً عن الموسيقى التصويرية التي لعبت أحد أدوار البطولة، في بث أجواء الزمن الجميل عبر الألحان الشعبية والفولكلورية التي أعادت الجمهور إلى منتصف القرن الماضي، بالإضافة إلى الإضاءة من قبل عبدالله النصار، خصوصاً في لوحة «اليلوة»، وهي الزفة الخاصة بالعروسة، حيث يتم استخدام اللون الأخضر لها. لكن بما أن الحدث كان مأسوياً، فقد جرى تقديمها على وقع الموسيقى الحزينة، التي عبّرت عن «يلوة» حزينة وبائسة.كما أبدع فريق العمل في تقديم اللوحة الأخيرة عبر مشهد الحريق للقاعة، إذ شعر الجمهور كما لو أنه أصبح جزءاً من الحدث، وبأنه محاصر وسط النيران بالفعل، وهذه نقطة تحول كبيرة في فن الإضاءة والموسيقى، إذ نجحت في إشراك الجمهور في التمثيل، ومنحته شعوراً بأنه جالس على خشبة المسرح، وليس في المدرجات.في جهة أخرى، لا بد أن تُرفع القبعة للثنائي الجميل حسن البلام وعبدالعزيز النصار اللذين قدما أداءً عالياً لدوري الشقيقين، عطفاً على الأداء المُبهر للفنانة زهرة عرفات التي أبدعت في التلوّن بين العاشقة والحزينة والكوميدية، إلى جانب الفنانين فهد البناي ومحمد الرمضان وعبدالله البدر، حيث تألقوا بأدوارهم الكوميدية، وكانوا من ضمن المجموعة التي دخلت البيت المهجور.ويعتبر الفنان أحمد العونان «الجوكر» دائماً في كل العروض لانسجامه مع «قروب البلام»، في حين كان للفنان خالد المظفر حضور لافت مع فريق العمل من خلال تجسيده لدور الجني الكوميدي والشرير في آن معاً. وقدم الفنان محمد عاشور دور الشاب الذي تربطه علاقة حب بالخادمة، وقدمت دورها بكل جدارة - وعلى الطريقة الهندية - الفنانة لولوة الملا، بينما أدّى الفنان خالد السيجاري دور والد «مريم».المسرحية من تأليف أحمد العوضي وإخراج عبدالله البدر، سينوغرافيا محمد الزنكوي وإضاءة عبدالله النصار، وتمثيل كل من حسن البلام، زهرة عرفات، أحمد العونان، عبدالعزيز النصار، محمد الرمضان، فهد البناي، خالد المظفر، لولوة الملا، محمد عاشور، عبدالله البدر وخالد السيجاري.
مشاركة :