يستمر ناخبو مدينة #اسطنبول منذ الساعة الثامنة صباحاً حسب التوقيت المحلي لتركيا في التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار عمدتهم الّذي سيحكم ثاني كبرى مدن البلاد، بعد إلغاء فوز مرشح حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، أكرم إمام #أوغلو، بقرار من "اللجنة العليا للانتخابات" في أوائل شهر أيار/مايو الماضي. وينافس مرشح المعارضة لمنصب رئاسة بلدية اسطنبول، بن علي #يلدرم، المقرّب من الرئيس رجب طيب أردوغان، ويلدرم يعد واحداً من مؤسسي حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم. وتبدو صورة الانتخابات البلدية المُعادة في اسطنبول اليوم مشابهة إلى حد كبير للانتخابات البرلمانية التي طالب أردوغان بإعادتها بعدما حصل حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد على 78 مقعداً في البرلمان حين فاز بـ 12% في النتائج النهائية يوم 8 حزيران/يونيو من العام 2015. وتأتي هذه الانتخابات اليوم استجابة لمطالب الرئيس التركي الذي طالب بإعادتها في اسطنبول بعد طعنه بفوز المعارضة في الانتخابات المحلية التي شهدتها عموم البلاد يوم 31 آذار/مارس الماضي. وتجند المعارضة منذ الصباح الباكر عدداً كبيراً من المحامين المراقبين لصناديق الاقتراع خشية من حصول أي عمليات "تزوير" أثناء العملية الانتخابية. ولا يزال مرشح المعارضة متقدماً على مرشح أردوغان إلى الآن، بحسب استطلاعات للرأي نشرتها وسائل إعلام تركية. وأكد الباحث والمحلل السياسي المختص بالشؤون التركية، خورشيد دلّي، أن "كل المعطيات توحي بفوز إمام أوغلو، فقد أعلن الأكراد بشكلٍ صريح عن التصويت لصالحه رغم محاولة أردوغان التلاعب بأصواتهم"، مشيراً إلى أن "هناك مليونا ومئتي ألف ناخب كُردي باسطنبول". وأضاف دلّي في مكالمةٍ هاتفية مع "العربية.نت" أن "بعض الأحزاب التركية الصغيرة انسحبت لصالح إمام أوغلو. كما أن هذا المرشح شخصياً نال المزيد من التعاطف في الشارع التركي بعد نزع الفوز منه في الجولة الأولى". وتابع: "أما مرشح أردوغان فلم يقدّم أي جديد في حملته الانتخابية وسط استمرار الأزمة الاقتصادية، لذلك كل التوقعات ترجح فوز مرشح المعارضة". وبالرغم من أن أردوغان تحدّث شخصياً عن رسالة موجهة من الزعيم الكردي، عبد الله أوجلان، من سجنه الّذي يقبع فيه بجزيرة إمرالي منذ العام 1999، لحزب "الشعوب الديمقراطي"، إلا أن هذا الحزب ندد بمخطط الرئيس وأشار إلى أنه يهدف إلى "تقسيم صفوف الناخبين". وجدد الحزب الموالي للأكراد دعوة أنصاره للتصويت لأكرم إمام أوغلو مرة أخرى كما فعل في الانتخابات الماضية. وهو الأمر ذاته الّذي دعا إليه حزب "الديمقراطي الكُردستاني ـ تركيا" يوم أمس. ويكرر مسؤولون في حزب "الشعب الجمهوري" التأكيد على إمكانية فوز مرشحهم للمرة الثانية برئاسة بلدية اسطنبول، التي تشكل أهمية كبيرة لدى الحزب الحاكم ومعارضته من الناحيتين السياسية والاقتصادية. ومع "الاحتمال الضئيل" لخسارة إمام أوغلو اليوم، يتعهد هؤلاء المسؤولون بمواصلة دعمه في ما لو شارك بالانتخابات العامة التي من المقرر أن تشهدها تركيا في العام 2023، كمنافس دائم لأردوغان.
مشاركة :