بعد أن ساد هدوء حذر في لبنان على الجبهة بين بيت الوسط، مقر رئيس الحكومة سعد الحريري، والمختارة معقل الزعيم الدرزي الاشتراكي وليد جنبلاط، عقب «معركة التغريدات» التي فضحت حجم اتساع الهوة بين الحليفين التاريخيين، عاد وزير الخارجية رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى صدارة المشهد السياسي التي يحتلها منذ أسابيع بخطاب مرتفع السقف حول حقوق المسيحيين، وضرورة عودة النازحين السوريين استعداداً لاستحقاق التعيينات. باسيل، تعرض لهجومين منفصلين، الأول من جنبلاط، الذي زج به في تغريدة عن صفقة القرن مهاجماً «صهر هنا وصهر هناك يعبثون بالأخضر واليابس» في إشارة إلى باسيل صهر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وجاريد كوشنير صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه الذي وضع خطة صفقة القرن للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي المقابل، انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع باسيل في مقابلة صحافية طالباً منه أن «يروق على سمانا شوي»، متهماً إياه بـ «محاولة مصادرة كل التعيينات لمصلحته». وشدد جعجع على أنه «لا يوجد ما يستدعي وجود التوتر مع التيار الوطني»، مجددا القول، إن مصالحته مع الوزير السابق زعيم تيار المردة سليمان فرنجية لا علاقة لها بمعركة رئاسة الجمهورية أو بالموقف السياسي، بل بـ «مشكلة مزمنة قائمة، كانت مسممة للجو في الشمال، وخصوصاً بين قضاءي بشري وزغرتا، وكان الوقت حان لإنهاء هذه المشكلة كواحدة من ذيول الحرب». إلى ذلك، وغداة تعليق رئيس مجلس النواب نبيه بري على المعلومات عن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب للمؤتمر المنامة، الذي يعقد اليوم، القاضية باستثمار 50 مليار دولار في فلسطين ولبنان والأردن ومصر، واعتباره أن لبنان رغم أزمته الاقتصادية لن يقايض الاستثمارات بتوطين اللاجئين الفلسطينيين، كان لافتاً موقف نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب في البرلمان جورج عدوان الذي كتب على «تويتر»: «رداً على عرض كوشنير؛ الأوطان لا تشترى وتباع، لبنان لن يقايض بأموال العالم كله على ثوابته ومبادئه، وقد دفع اللبنانيون غاليا للحفاظ عليها ولن يغيروا موقفهم». وعكس موقف عدوان بعد بري إجماعا لبنانيا نادراً على ضرورة عدم المضي في خطط إدارة ترامب للسلام. على صعيد آخر، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، أنّ «موازنة وزارة الدفاع هي أكثر موازنة لحق بها التخفيض، ونثني باسم النواب الحاضرين على وزير الدفاع وقيادة الجيش على التضحية المُقدّمة»، موضحا أنّ «هناك تخفيضا في اعتمادات التغذية والتعليم والمحروقات في موازنة وزارة الدفاع، وجرى إرجاء برنامج الاعتمادات السنوية للتسليح إلى العام المقبل بعدما كان الاقتراح لعام 2021».
مشاركة :