واشنطن - طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين، جماعة الحوثي اليمنية بوقف الاعتداءات ضد السعودية وذلك بعد تعرض أحد المطارات السعودية لهجوم بواسطة طائرة مسيرة. وقال الوزير الأميركي الذي زار السعودية اليوم الاثنين ضمن جولة خليجية تشمل أيضا الإمارات لبحث التوترات الجارية مع طهران "ندعو الحوثيين المدعومين من إيران إلى إنهاء هذه الهجمات المتهورة والاستفزازية نيابة عن النظام الإيراني". وأضاف أنّ هذه الهجمات المدعومة من إيران "غير مقبولة وتثير أكثر من الاشمئزاز لأنها استهدفت المدنيين الأبرياء"، محملا إيران مسؤولية تعريض الأميركيين المقيمين في السعودية للخطر، على خلفية اتهام واشنطن لطهران بدعم وتمويل الحوثيين. وتعرض مطار أبها الدولي بالسعودية يوم الأحد لهجوم هو الثاني الذي تتعرض له إحدى المطارات السعودية خلال أسبوعين، أسفر عن مقتل شخص وإصابة نحو 20 شخصا. وشدد بومبيو على أن واشنطن ستستمر في حملة الضغط ضد طهران "حتى تتوقف الأخيرة عن أعمال العنف التي ترتكبها وتقابل الدبلوماسية بالدبلوماسية". واتهمت الرياض في أكثر من مناسبة طهران بأنها من أمر المتمردين الحوثيين بشن هجمات إرهابية على أهداف في المملكة شملت استهداف ناقلتي نفط قبالة السواحل الإماراتية ومحطتين لضخ النفط في شرق السعودية ومطارين مدنيين بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع. وتحاول إيران من خلال الهجمات الإرهابية التي يشنها وكلاؤها في المنطقة خلق حالة من الفوضى للتنفيس عن أزمتها ولإظهار أنها قادرة على إرباك الوضع الأمني والاقتصادي الإقليمي والعالمي. والتقطت إيران الإشارات الأميركية التي راوحت بين الضغط العسكري والاقتصادي من جهة والدعوة للحوار من جهة ثانية على أنها ضعف وأنها تعكس وجود انقسامات في إدارة ترامب حول كيفية التعاطي مع أنشطتها وبرنامجيها الصاروخي والنووي. وسبق ان قدم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أدلة قطعية على أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون في مهاجمة السعودية إيرانية الصنع. كما عرضت واشنطن تحليلات تقنية لبقايا صواريخ وطائرات حوثية مسيرة تشير إلى أن مكوناتها إيرانية وأن المتمردين لا يملكون القدرة على تصنيع صواريخ باليستية متطورة وطائرات مسيرة. وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة وإيران منذ أن أعلن الرئيس الأميركي في مايو/ايار الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 وإعادة العمل بنظام العقوبات السابق لكن بشكل أوسع وأكثر إيلاما. وتسعى واشنطن لتكثيف الضغط على إيران عسكريا واقتصاديا وتعزيز عزلتها دوليا وإقليميا لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتجفيف منابع تمويل وكلائها. وتركت الباب مواربا للحوار مع إيران ودفعها مكرهة للتفاوض تحت الضغط على اتفاق نووي جديد يشمل قيودا أشمل وأكثر صرامة على برنامجيها النووي والصاروخي.
مشاركة :