كلمة بمناسبة تكريم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.لكَ هيبةٌ، إرثُ الكبير الماجـــــــــــــد يسري إليك ضياؤها من راشد لك هيبةُ الفرسان، يا ابنَ قُرومهم قمرٌ من الصحراء، طلعةُ ساجد تهفو إلى العلياء، تحمل سيفَهـــــــا وتذوبُ شوقاً للحبيب الجاحد وتصوغُ من لحن القريض قصائداً هي فرحةُ الأوطان، بدرُ الحاصد وتَهيمُ بالخيل العراب وتعتلــــــــــي أسوارَ مجد الخيل، وثبةَ ماجد وتبوحُ في أرض الحجاز بدمعــــــــــة في الكعبة الغرّاء، خشعةَ عابد أمُحمّدَ الخيرات يا بدرَ الدُّجــــــــــى يا سرّ هذي الأرض، كلُّ قصائدي تهفو لطلعتك البهيّة سيـــــــــــــــدي فاقبلْ حروفاً همُّها بو راشد بخطوات الفارس الشجاع، وبهيبة تتطلّع إليها الأعناق تقدّم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، رعاه الله، إلى منصّة التكريم الملكية التي تقف عليها الملكة إليزابيث الثانية، ملكة المملكة المتحدة، كي يتسلّم واحدةً من أرفع الجوائز العالمية في سباق الخيول بمناسبة فوز الحصان «الأسطورة» بلو بوينت بسباق «دايموند جوبيلي ستيكس» لمسافة 1200 متر للفئة الأولى للخيول من عمر أربع سنوات، محقّقاً بذلك فوزاً غير مسبوق بانتزاع هذا اللقب بعد فوزه في اليوم الأول بسباق الشوط العالمي كينجز ستاند ستيكس لمسافة 1000 متر، ليحقق بذلك نصراً تاريخياً لفريق غودلفين الذي يعتبر واحداً من أشهر الفرق للخيول العالمية التي تنزع الفوز بجدارة واقتدار في جميع المسابقات العالمية. حين كتب صاحب السموّ كتابه «قصتي» توقّف بحميمية مدهشة مع الحصان الأشهر في تاريخ الوطن «دبي ميلنيوم»، وخصّه بحديث على حلقتين من كتابه البديع، قصّ فيهما قصة هذا الحصان الأسطوري، وكيف أنه حقق من الإنجازات ما تعجز عنه الخيول الأخرى، وعلى الرغم من طابع التماسك الذي يكتب به صاحب السمو فإنّ نبرة الحزن قد ظهرت واضحة حين كتب عن النهاية الحزينة لهذا الحصان الفريد الجبار، لكن الانطباع الذي يخرج به قارئ هذه القصة الرائعة لهذا الحصان الجسور أنّ إنجازه ربما يظل علامة فارقة في تاريخ الوطن عموماً، وتاريخ خيل صاحب السموّ على وجه الخصوص، لكن شخصية صاحب السموّ التقدمية لا تقف عند محطة نهائية، بل هي تحترف فكرة الإبداع وإنجاز الأفضل دائماً، وفي سياق هذا المنظور تأتي حفاوة الوطن كله بهذا الإنجاز الكبير لهذا الحصان الأسطوري المذهل «بلو بوينت» الذي وصفه صاحب السمو بقوله: «حصان أسطوري حقق إنجازاً لم يسبق تحقيقه إلا قبل عشرين عاماً»، في إشارة إلى أسطورة الخيل «دبي ميلنيوم»، مشيداً سموّه بالقدرات الخارقة لهذا الحصان الجسور الذي اشترك في سباقين شاقّين خلال أسبوع واحد، منوّهاً بالقرار الشجاع الذي تمّ اتخاذه بشأن هذه المشاركة التي لا تخلو من مغامرة وتحتاج إلى جسارة وثقة، وهو ما أكده صاحب السموّ بقوله: «إذا عندك حصان زينْ ومتأكد منه، تقدر تركضه مرتين في الأسبوع»، وقد آثرت نقل عبارة صاحب السموّ كما هي لما تحمله من العفوية والصراحة والصياغة النابعة من قلب تظهر على وجه صاحبه ملامح البهجة والسعادة بهذا الفوز التاريخي الاستثنائي لخيول الوطن. واستكمالاً للصورة التي ترسم ملامح البهجة بهذا الإنجاز الرائع يؤكد المدرب العالمي شارلي آبلبي، المسؤول عن تدريب هذا الحصان الأسطوري، عظمة هذا الإنجاز، وأنّ الكلمات تقف عاجزة عن وصفه، ويقول بالحرف الواحد: «لا يمكن للكلمات أن تصفَ تقديرنا لهذا الحصان، لقد أظهر جسارة هائلة. كل الفضل يعود إلى الحصان، وأنا في وضع محظوظ للغاية بأن أتولّى تدريبَ هذا النوع من الخيول الرائعة». أمّا الفارس الشجاع جيمس دوبل، الذي امتطى صهوة الحصان بلو بوينت، فقد عبر عن هذه اللحظات الفارقة بقوله: «ما أروعَه من إنجاز خاصّ للغاية! لقد أعطاني بلو بوينت شعوراً لا يوصف، ولقد عبّرت لشارلي عقِبَ آخر تمرين قبل سباق كينجز ستاند عن اعتقادي بأنه أسرع حصان سبق لي قيادته على الإطلاق، وهو بالتأكيد كذلك»، مضيفاً أنّ «بلو بوينت نجمٌ حقيقيٌّ وما فعله يعدُّ قريبا من المستحيل». لقد سبق لي أن قلت في موطن سابق: إنّ الخيل في وجدان صاحب السموّ هي التعبير الأرقى عن فكرة الفروسية التي تتجذّر في أعماقه كرؤية للحياة ونموذج للعمل والإبداع، وإنّ هذه الإنجازات الرائعة في عالم الخيل هي الوجه الحقيقي لشخصيته العاشقة للمجد والتفوق والظفر بالمركز الأول في كل غاية يقصدها وكل شريفة يطمح إليها، وإنّ من حقّه علينا أن ندرس هذا الجانب الثريَّ من شخصيته المتميزة المقدامة التي تتجلى فيها مظاهر الإبداع والفروسية كمنظومة مجتمعة مثل حزمة النور الذي يضيء الطريق، فلا مجال في ثقافة سموّه للفصل بين إبداع وإبداع، بل الكل صادر من مشكاة واحدة هي مشكاة حب الوطن والعمل على رفعة شأنه في جميع المجالات، ورَفع رأس العرب عالياً في جميع المحافل الدولية وتحقيق ما يليق بهم من مجد وسناء، لا يقف في وجهه عائق إلا تجاوزه ولا عقبةٌ إلا ذلّلها، يحدوه نداء الآباء والأجداد الذين أورثوه هذا المجد وقلّدوه إيّاه أمانة في عنقه لا تضيع، فكان نِعمَ الفارس ونعمَ الوارث الذي يرتقي بالسائد إلى درجة النادر، وبالمألوف إلى درجة المدهش، وتراه في لحظة مجد وطرب يلوّح بيده تلويحة الفرسان ويتمايل على أنغام المجد، تعبيراً عن لحظة صدق لا يستطيع لها إخفاء ولا كتماناً. إنّ مشاهدة الأداء الخارق لهذا الحصان في السباق الملكي هي التي تضمن وصول جميع هذه الانطباعات إلى القلب، فمنظر هذا الحصان الجسور المقدام وهو يكتسح جميع الخيول شيءٌ تعجز الحروف عن وصفه، لكننا نحاول تقديم بعض هذه الملامح من خلال هذه الكلمات احتفاء بهذه المناسبة الرائعة التي أضاءت سماء الوطن، وأطلقت في جنباته أصوات الفرح، وجعلت من فكرة الفروسية ثقافة وممارسة تليق بهذا الوطن العالي وإنسانه المقدام. سيدي صاحب السموّ: أنتم تحققون الإنجازات، ونحن نكتب الكلمات، وشتان شتان بين الفعل والكلام، لكن الكلمة النابعة من قلب المحبة هي المرآة التي تعكس لحظة المجد والوجد، فتقبلوا هذه الكلمات المتواضعة التي هي في بحر إنجازاتكم كغمامة هارون الرشيد: أينما ذهبتِ فخراجك راجعٌ إليّ. والسلام على وجهك الطيب الأصيل، وطوبى لهذا الحصان الذي رفع رأس البلاد وانطلق مختالاً بين الجياد ولسان حاله يقول:وفايز عَ كل الخيل في جيش جرّار وباقي الرمك ضباط للأمر وجنود سلامٌ عليك يا شيخَ البلاد وقيدومَ الفرسان والشجعان.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :