الدخول في دهاليز السياسة الخطرة

  • 6/25/2019
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

السياسة آفة خطيرة جداً، والدخول في متاهاتها عواقبه وخيمة على الشخص، وما نقوم به ككتاب رأي -وأنا هنا أتكلم عن نفسي ولا أعبر عن وجهة نظر بقية الزملاء الكتاب- هو عدم الدخول في دهاليزها، لأننا سنضع أنفسنا في مواقف نحن في غنى عنها، إذا وضعنا في الاعتبار أننا لا نكتب بحثاً عن الشهرة أو أي أغراض أخرى.. ولذلك ننأى بأنفسنا عنها وعن آفاتها. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نحشر أنفنا -أحياناً- في السياسة، طالما أنها آفة خطيرة لا نعرف ما وراء كواليسها؟! الإجابة بكل بساطة أن هناك حملة إعلامية شرسة تُشَن على وطننا من أربعة محاور -إيران وتركيا وقطر وجماعة الإخوان المفسدين-، أي أن لدينا مربع شر متساو الأضلاع يحاول هذا المربع أن يطال الوطن وأمنه، ورموزه ومقدراته، ومكتسباته وثرواته الطبيعية. هذا الوطن هو مثل بيتنا الذي نسكنه، ندافع عنه بكل ما أعطينا من قوة، فليس هناك أحد في هذه الدنيا يريد أن يخرب بيته ويدمره بيده، وبعمالة هنا أو عمالة هناك، أو خيانة هنا أو خيانة هناك. ندافع عن الوطن لأنه بلد أجدادنا وأجداد أجدادنا، الذين خدموه بكل إخلاص حتى أصبح هذا الوطن العظيم مضرب المثل في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة والرخاء والازدهار والتنمية الحقيقية التي تعتمد على المواطن، كمحور رئيس في التنمية. ندافع عن وطننا لأن هناك دولا مارقة مبتزة لا يهنأ لها بال إلا بتدمير مجتمعنا، وإيقاف عجلة التنمية فيه، وحشر أنوفها في شؤوننا، وفي كل صغيرة وكبيرة. ندافع عن وطننا لأنه أغلى ما نملك في هذه الدنيا، فالإنسان بدون وطن هو إنسان بدون هوية.. ندافع عن وطننا لأنه هو من استثمر فينا في أرقى الجامعات العالمية.. ندافع عن وطننا لأن هناك حكما رشيدا، وولاة أمر حُكماء نلتف -نحن كمواطنين- حولهم، نقوى بهم ويقوون بنا، هذه هي «المعادلة الصعبة» التي لم يفهمها -إلى الآن- حكام إيران الملالي والآيات الفرس الإرهابيين والعملاء للغرب والشرق، ولم يفهمها بعد الأتراك الذين استخدموا جماعة الإخوان الإرهابية ضد شعبهم، فطردوا مواطنيهم من وظائفهم، وأودعوا الآلاف منهم في السجون بحجة أنهم موالون (لفتح الله قولن)، المعارض المعروف، وتصفية كل من يعارض الحكومة التركية، ويأتي بعدهم نظام الحمدين، الذي كان ومازال على مدار قرابة ربع قرن من الزمان وهو يُحيك المؤامرات والدسائس، ويقدم الرشاوي، ويشتري ذمم كُتَّاب وسياسيين أجانب وعرب، وإعلاميين وصحف وقنوات تلفزيونية ومرتزقة ومنظمات حقوقية. حتى استضافة كأس العالم تم شراء استضافة هذه البطولة، وأحد المتهمين بالفساد بتلقي رشوة؛ لاعب كرة القدم السابق الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي سابقاً لكرة القدم، وغيره آخرين، كما أنها ليس لديها بنى تحتية، وليس لديها الخبرة، ولا الإمكانات البشرية لإدارة محفل بهذا الحجم، بل قاموا باستئجار جنود أتراك لحمايتهم، لعدم وجود جيش قوي يحمي وطنهم!! أشغلتنا قطر بمحاولة زعزعة أمننا واستقرارنا، ولكن نحن ككُتَّاب وقفنا لها ولمن يدعمها بالمرصاد.. فالأمن في وطننا خط أحمر، وولاة أمرنا خط أحمر، والمواطن وأمنه في وطنه خط أحمر، ومقدراتنا ومكتسباتنا وثرواتنا خط أحمر، ومن لا تعجبه السعودية فعليه أن يبحث عن بلد آخر يمارس فيه خزعبلاته وخياناته وعمالته، وإلا فليذهب إلى الجحيم. ونختم بالحمد لله أن السعودية العظمى هي برجالها وسواعد أبنائها، لها يدان اثنتان، يد تبني ويد تدافع، وهذا هو مصدر قوة المملكة المحاطة بمربع شر سوف نُلقِّنه درساً لن ينساه عاجلاً أم آجلاً.

مشاركة :