أرامكو السعودية في دهاليز السياسة الأمريكية

  • 2/7/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الكثير في المملكة في وقتنا الحالي يعي أهمية التخاطب مع الآخر وأهمية تواجد مراكز بحثية سعودية تابعة لجهات غير حكومية في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. فهذا أمر ضروري للمشاركة في أي نقاش من شأنه توضيح الكثير من الحقائق أو تفنيد بعض الملابسات حول الشأن السعودي. وقد لا يعلم الكثير بأن ارامكو السعودية وموظفيها من الجنسية الأمريكية وأسرهم وخاصة القدامى منهم ممن عمل في حقول النفط في سنوات بداية اكتشافه كان ولا يزال بعضهم من أقوى الأدوات المؤثرة على الرأي العام وإيضاح الكثير من سوء الفهم في المجتمع الأمريكي عن المملكة. وقد كان هذا واضحا بعد أحداث 11 سبتمبر والذي بذل فيه الكثير منهم جهدا كبيرا وتلقائيا للحديث عن المملكة. وهذه ليست أول مرة يكون موظفو أرامكو السعودية سباقين بالقيام بعمل تلقائي للحديث عن المملكة أثناء المرور بظروف صعبة. بل إن أفضل فرصة أتت لدينا لإنشاء مراكز بحثية في أمريكا كان بعد قيام بعض كبار موظفي ارمكو السعودية في العام 1973م بعد حرب أكتوبر (رمضان) بعمل جبار من توضيح الكثير من الملابسات والتي نتجت عن قطع إمدادات النفط السعودية عن بعض الدول ومنها أمريكا. وهذا حدث عظيم غير الخريطة الجيوسياسية ومراكز ميزان القوى العالمية. وقد كانت هناك حملة إعلامية غير مسبوقة ضد المملكة في الغرب في وقت كانت وسائل الإعلام الأمريكية تعتبر السلاح الأخطر ضد أي دولة. ونتج عن ذلك حاجة ماسة لنقل وجهة النظر السعودية للمجتمع الأمريكي الرسمي والشعبي. وعندها قامت شركة ارمكو السعودية كونها الشركة التي تستكشف وتنتج وتصدر البترول للعالم وبإيعاز من الحكومة السعودية للقيام بحملة علاقات عامة توضيحية بالسفر إلى عدة مدن أمريكية عبر مجموعة كان من ضمنها رئيس شركة ارامكو في ذلك الوقت السيد (فرانك جونغر) ليتخلل الزيارة لقاءات متعددة مع كبار رؤساء شركات أمريكية نافذة وذات تأثير على القرار في دهاليز السياسة الأمريكية. ومع الوقت بدأ الكثير في المجتمع الأمريكي يعي معنى مسببات ارتفاع النفط وكذلك اسباب توقيف التصدير. ورغم أن ما تم توضيحه للعالم حيال بعض الملابسات حول المملكة، إلا أنه كان من المفروض أن تستمر الجهود التي يجب أن يبذلها أكثر من طرف في المملكة وبصورة غير رسمية للاستمرار وبصوره منظمة لتكوين آلية حول التخاطب مع العالم. وأيضا كان لا بد من تدريب الكوادر القادرة على التخاطب للحديث في الأمور التي تمس المملكة. وكذلك كان من الممكن إنشاء مراكز سعودية تكون قادرة على الكتابة والتحدث والتحليل لكثير من الأمور التي تتناولها الصحافة الغربية بصورة عامة في كل ما يخص المملكة. وفي الوقت الحالي ووسط ما يجري في العالم من قضايا الإرهاب والتقلبات السياسية والاقتصادية فيتحتم وجود مراكز سعودية تتحدث وبأسلوب واضح لترد على كل من يحاول التشويش على جهود المملكة ودورها الكبير لجعل العالم أكثر أمنا ورخاء.

مشاركة :