على مدى أكثر من 15 عاما، كانت الليرة وأسواق المال في تركيا ترتفع مع كل فوز لحزب العدالة والتنمية الحاكم، لكن هذه المرة صعدت الليرة كرد فعل مباشر للفوز المريح للمعارضة في انتخابات بلدية اسطنبول المعادة، بـ54% من الأصوات، وبفارق قارب الـ800 ألف صوت عن مرشح الحزب الحاكم. ,أنهى الفوز الصريح لمرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية اسطنبول، بحسب المراقبين، شهورا من حالة عدم اليقين السياسي التي ضغطت على العملة. وكان أوغلو قد حقق فوزا مفاجئا أمام منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم في مارس الماضي، لكن تم إلغاء تلك الانتخابات، بعد أن اشتكى الحزب الحاكم من وقوع مخالفات. وتظهر الأرقام أن الليرة التركية كانت الأسوأ أداء بين العملات بعد البيزو الأرجنتيني في 2019، حيث تأرجحت بـ8% منذ بداية العام، بعدما أن خسرت أكثر من 30% من قيمتها خلال العام الماضي، وهو ما أدى إلى موجة تضخمية هي الأعلى منذ 15 عاما بعد أن تجاوز معدل التضخم الـ25%. كما دفعت الاقتصاد إلى الدخول في حالة الركود، بعد أن انكمش لمدة فصلين متتاليين خلال العام الماضي. ولكن على الرغم من تراجع خطر عدم الاستقرار السياسي الداخلي، تظل هناك مخاوف من تلميحات أردوغان إلى احتمال ملاحقة إمام أوغلو قضائيا، فضلا عن سياساته الاقتصادية، وتدخلاته في قرارات البنك المركزي، والسياسات الخارجية التصادمية مع الولايات المتحدة والغرب عموما. أردوغان سيظل رئيسا، وسيظل حزبه الحاكم مسيطرا على البرلمان، إلا أن المحللين يرون أن هذه النتيجة بمثابة بداية النهاية لمشواره السياسي، خاصة مع تصاعد الخلافات داخل الحزب، والتي يشير محللون إلى أنها قد تتفاقم بسبب هذه الخسارة.
مشاركة :