المواقف السياسية بين أنقرة وطهران على طرفي نقيض

  • 4/6/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الرئاسة الإيرانية أمس أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجه غدا إلى إيران في زيارة رسمية بالرغم من التوتر الذي أثارته تصريحاته حول التدخل العسكري العربي في اليمن. وكان الرئيس التركي اتهم في أواخر مارس إيران بالسعي ل"الهيمنة" على اليمن فيما عبرت تركيا عن دعمها للتدخل العسكري الذي أطلقته المملكة وحلفاؤها ضد المتمردين المدعومين من طهران. وقال متسائلا إن "إيران تبذل جهودا للهيمنة على المنطقة.. كيف يمكن السماح بذلك؟"، ودعا إيران البلد المجاور لتركيا إلى "سحب كافة قواتها من اليمن وسورية والعراق". وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتهم أنقرة بتغذية زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، واستدعي القائم بسفارة تركيا في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية التي طلبت منه "توضيحات" بشأن تصريحات أردوغان. وندد نواب محافظون إيرانيون وبعض الصحف ب"إهانات" أردوغان مطالبين بإلغاء هذه الزيارة. وفي 26 مارس شن التحالف العربي بقيادة المملكة غارات على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية، ولا تشارك تركيا عسكريا في العملية لكنها أرسلت بعثة تدريب عسكري وتحدثت عن تقاسم معلومات مع التحالف. وتتعارض مواقف تركيا وإيران بشأن سورية، فطهران تعد الحليف الإقليمي الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد فيما تدعم أنقرة المعارضة. وبالرغم من هذه التوترات الإقليمية فإن الزيارة تتمحور خصوصا حول تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين الجارين، وتريد طهران وأنقرة زيادة حجم مبادلاتهما التجارية إلى 30 مليار دولار في 2015، لكن عليهما أيضا تسوية خلاف حول سعر الغاز الإيراني المصدر إلى تركيا والذي تعتبره أنقرة مرتفعا جدا. وهذه الزيارة هي الثانية لأردوغان بعد تلك التي قام بها في يناير 2014 عندما كان رئيسا للوزراء، وقد زار الرئيس الإيراني حسن روحاني بدوره تركيا في يونيو من السنة نفسها. وأوضحت الرئاسة في بيان مشترك "أن الرئيسين والوزراء المعنيين سيجرون أثناء هذه الزيارة سلسلة محادثات وسيلتقي أردوغان أيضا المرشد الأعلى" لجمهورية إيران علي خامنئي. وسيشارك رئيسا البلدين أيضا في الاجتماع الثاني "لمجلس التعاون الأعلى" الثنائي كما سيجريان محادثات تتناول "المسائل الإقليمية والدولية".

مشاركة :