أكد المحلل السياسي والكاتب الصحفي "يحيى التليدي"، أن العلاقات بين السعودية وكوريا الجنوبية تعتبر متجذرة وتاريخية متميّزة؛ حيث يرتكز عمق هذه العلاقات على نقاط عدة تعتمد على المصالح المشتركة بين الجانبين، فضلاً عن الرغبة الصادقة من قيادة البلدين في ترسيخ هذه العلاقات، وتنميتها عامًا بعد آخر، والوصول بها إلى حد التحالفات الإستراتيجية طويلة المدى. وأوضح "التليدي" في تصريحه لـ"سبق"، أنه نتيجة لحرص قيادتي البلدين على دعم وتطوير زخم العلاقات والشراكات بينهما في شتى المجالات، فقد شهدت علاقات التعاون الثنائية توسعاً في جميع المجالات كالصحة والتعليم والثقافة، وتزايد مجالات التعاون في الصناعة والطاقة؛ فسياسياً تدرك كوريا الجنوبية حجم الثقل السياسي الذي تمثله المملكة في المنطقة والعالم، ونجحت في تدشين التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى أن المملكة تقود تحالفًا عسكريًّا آخر لدعم الشرعية في اليمن، وتساعد في استقرار دول المنطقة ووحدتها، ومن جانبها تعلم المملكة الثقل السياسي والعسكري لكوريا الجنوبية، ودورها في دعم استقرار القارة الآسيوية والعالم؛ من خلال نفوذها في المنطقة. وأضاف "التليدي": لعل أجمل ما يميز العلاقة بين الرياض وسيؤول هو النمو والتطور، خاصة في المجال الاقتصادي؛ حيث أصبحت المملكة ثامن أكبر شريك تجاري لسيؤول، بينما كوريا تعد خامس أكبر شريك بالنسبة للمملكة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 30.2 مليار دولار في عام 2018، أما الاستثمارات بين البلدين فقد تنامت بشكل ملحوظ، فحتى نهاية عام 2018 بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات السعودية في كوريا نحو 2.05 مليار دولار، في حين بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات الكورية في السعودية خلال الفترة نفسها نحو 5.42 مليار دولار. وأشار "التليدي" إلى أن زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ستشهد توقيع اتفاقيات اقتصادية وصناعية ضخمة بين البلدين، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية، واستعراض الفرص التجارية ونقاط القوة التي تمتاز بها المملكة من خلال رؤية 2030؛ لتحويل تركيزها الاقتصادي من النفط إلى صناعات النمو الجديدة، ولعل أهم نواتجها هو الاستفادة من الخبرة والخبرات الكورية المناسبة واللازمة لتلبية بعض الأهداف الرئيسة لرؤية 2030.
مشاركة :