حذر طبيب المخ والأعصاب وأخصائي العلاج الطبيعي الدكتور فيصل المالكي، من خطورة التساهل في استخدام الخلطات والوصفات الشعبية وتصديق ما يروج له أصحابها من فعاليتها في الشفاء، خاصة مع اتخاذهم لوسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للترويج والدعاية، ومنها ما انتشر مؤخرًا حول فوائد خلطة «مساج السفن أب». وقال المالكي في تصريحات لـ«عاجل»، إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست المكان المناسب لوصف الخلطات أو الطرق العلاجية للأمراض، مضيفًا أنه لكي يمارس أحدهم مهنة الطب سواء الحديث أو البديل يجب أن يكون متخصصًا ولديه مؤهل وتصريح بذلك، مع توفر دراسات معتبرة في التخصص تثبت نجاح ما يزعم من خلطات أو طرق علاجية، مشيرًا إلى أن التجارب العشوائية لا تعد دليلاً على صحة العلاج أو الممارسة وليست طريقة علمية للإثبات. وطالب المالكي، من الراغبين في الاتجاه للطب البديل أو لأي شخص يدعي أنه يمارس الطب، بالتحقق من وجود شهادة تخصص وتصريح المهنة الطبية للمعالج، وتوفر دليل علمي كدراسة أو بحث معتبر يثبت فعالية العلاج وتصريح له، وعدم الاعتماد على التجارب العشوائية والفردية حيث إنها ليست مقياسًا. واعتبر طبيب المخ والأعصاب، الوصفات العلاجية مثل «مساج السفن أب» والتي يزعم صاحبها أنها مفيدة لعلاج «الأبهر وعرق النسا والدوالي» وغيرها من الوصفات والطرق العلاجية المخالفة، أنها استغفال للناس وتحايل عليهم وتجارة لكسب المال والشهرة، وكثير من الناس يتناقلونها بزعم أنها إذا لم تنفع فلن تضر وهذا غير صحيح، حيث إن الذي ينقل مثل هذه المواد قد يتسبب بالضرر لغيره بسبب المضاعفات التي قد تسببها هذه الوصفات والخلطات. وحول الخلطات التي يزعم أصحابها معالجة بعض الأمراض، قال الدكتور المالكي، إنه على «هيئة الغذاء والدواء» الكشف عن تلك الخلطات وتركيباتها، مضيفاً أنه بالرغم من أن الهيئة تقوم بدور كبير لكن يصعب أن تتفحص كل خلطة وتقوم بتحليلها، وهنا أقترح على الهيئة بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية ببحث آلية يتم من خلالها تحليل الخلطات أو القيام بجولات استكشافية على محلات العطارة واستجواب أصحاب هذه المقاطع الذين يدّعون العلاج بجميع أشكاله أو يصفون العلاجات والوصفات والخلطات. وأوضح أن هناك خلطات تضم أعشاباً كثيرة مثل اليانسون والكمون ويتم خلطها بمواد علاجية مثل المسكنات لتسكين الألم، وقد تم الكشف عن كثير من الخلطات التي تحتوي على المسكنات أو الكوريتيزون في المراهم والمرطبات التي تستخدم على الجلد ويروج لها بأنها خلطة طبيعية علاجية. وأضاف المالكي، أنه دائمًا ما ترد استفسارات للأطباء لماذا لا يقومون بإجراء دراسات على هذه الخلطات وإثبات عدم جدواها، قائلًا «في هذا الصدد أود أن أشير إلى أن الدراسات والأبحاث لا تكون بهذه العشوائية، فهناك أسس ومعايير ومراحل لعمل بحث أو دراسة على العقاقير». وتابع بأن هذه الخلطات مجهولة المصدر، ولو علمنا ما تحتويه لعرفنا مدى الفاعلية منها لأنها غالبًا تكون من مواد متوفرة في السوق وفي متناول الجميع، ولو كانت فعالة لاستخدمها الطب الحديث في علاج الأمراض، متسائلًا: هل يعقل أن مراكز الأبحاث في العالم فشلت في معرفة فوائد البقدونس واليانسون أو الزنجبيل العلاجية واكتشفها ذلك المدّعي؟، قائلًا «البيّنة على من ادعى، فعلى كل من يدّعي فعالية هذه الخلطات إثبات هذا الأمر بالطرق المعتبرة لدى الجهات المعنية». وأشار المالكي إلى أن من خضعوا لتجربة الخلطات وشعروا بتحسن فذلك لا يعني إثبات صحتها، وشبه الأمر بحالات طبية لبعض المرضى الذين يتم إعطاؤهم علاجًا وهميًا عند إجراء الدراسات والأبحاث على الأدوية وتتحسن حالتهم الصحية، وذلك وفقًا لأسلوب العلاج الوهمي الذي غالبًا ما يكون له دور في تحسن المريض بسبب عدة عوامل وقد يكون من أهمها العامل النفسي. وحذر المالكي، من التساهل مع مدّعي العلاج بالخلطات الذين يزعمون تطبيق الخلطة مع حالات أخرى ونجحت، فهناك من لا يمتلك ذمة وضمير، ورصدنا على أرض الواقع حالات من هذا القبيل مثل أحد المعالجين الذي اشتهر منذ سنتين واتضح أنه اتخذ من الخلطات مجالًا للربح. وكذّب المالكي مزاعم أصحاب الخلطات بكون محتوياتها مواد طبيعية، مشيرًا إلى أن معظم المكونات مواد مجهولة وإن زعم أصحابها غير ذلك، مستشهدًا بقصة عاينها بنفسه لخلطة تعالج الكحة للأطفال وتحتوي على مادة سوداء اللون، وبسؤال العطار عن مكوناتها أجاب بأن الخلطة من نسوة كبار في السن يمارسن الطب الشعبي وتم شراء الخلطة منهن وبيعها في المحل. واعتبر المالكي أن الحد من هذه الظاهرة يتطلب عملًا مؤسسيًا؛ فالأفراد دورهم محصور في التوعية، مؤكدًا في هذا الصدد أهمية التوعية الطبية من قبل الأطباء في وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي لأي خرافات ومعلومات وخلطات غير موثوقة قد تؤدي لحصد الأرواح.
مشاركة :