رأى الكاتب السعودي المعروف عبدالرحمن الراشد، أن «ورشة عمل السلام من أجل الازدهار»، التي تنطلق اليوم الثلاثاء في مملكة البحرين، ستكون أهم مشروع سياسي في المنطقة، بشرط «ألا يتم إجهاضه». وقال المدير العامّ السابق لقناة «العربية»، إن «البدايات دائمًا صعبة، الاحتجاجات والمقاطعة ليست مفاجئة، فالهجوم على المشروع متوقع، مع أنه لم يعلَن عنه بشكل رسمي والحكومات تعرف خطوطه الأولى». وتابع الراشد، عبر مقاله بصحيفة «الشرق الأوسط»:«ربما تكون صفقة القرن أعظم فرصة للفلسطينيين ليؤسّسوا منها دولتهم أخيرًا، أو قد تكون الجنازة لدفن القضية الفلسطينية. والحكمة تقول بأن ننتظر حتى نرى التفاصيل». مضيفًا: «الذي أُذيع الأسبوع الماضي بعضٌ من المشروع الاقتصادي، أفكاره جيدة لكن ينقصه إعلان الثمن، ما المطلوب لقاء الخمسين مليار دولار؟». وقال الراشد: «من المناسب التذكير بأنه ليست كل المواقف، المؤيدة أو الرافضة، صادقة، وليست بالضرورة حبًّا في الشعب الفلسطيني أو تأييدًا لحقوقه المشروعة. فإيران و«حزب الله» اللبناني: ضد المشروع مهما وعدا، لأن أجندة طهران مبنية على أن تكون إيران مَن يقرر مصائر المنطقة، بما يخدم مصالحها التوسعية.. وفي لبنان سيكون موقف الرئاسات والحكومة السير خلف «حزب الله»، خوفًا، مع التذكير بأن لبنان الآن يفاوض إسرائيل، عبر وسيط، على مناطق استثمار النفط والغاز البحرية المشتركة، وفي الوقت نفسه يعترض ويستنكر على الفلسطينيين التفاوض مع إسرائيل على مصالحهم». وبالنسبة لسوريا، توقع الراشد أن تنسجم مع موقف إيران، صاحبة القرار على الأرض السورية في الحرب الأهلية هناك، بينما «ستؤيد كل من مصر ودول الخليج موقف السلطة الفلسطينية سلبًا وإيجابًا مستخدمة عبارات فضفاضة، لأنها لا تريد صداعًا، وتتحاشى المخاطرة بعلاقاتها مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأيضًا لا تريد أن تتحمل أي مسؤولية». وأشار الراشد إلى أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رفض مشروع (الرئيس الأمريكي السابق بيل) كلينتون، مع أنه كان معقولًا، لسبب بسيط هو أنه وقف وحيدًا يتحمّل مسؤولية اتخاذ القرار، بعد أن أبلغه زعماء المنطقة حينها قائلين إنها مسؤوليته. وأوضح الراشد أن «قطر، التي تبحث كالعادة تبحث عن دور ما، حرّضت ضد مؤتمر البحرين لأنه عُقد فيها، فالبحرين عدوتها الخليجية القديمة، وفي نفس الوقت حجزت لنفسها مقعدًا فيه، وستحضر ضمن المشاركين. وسارعت بمنح السلطة الفلسطينية فجأة، أربعمائة وخمسين مليون دولار». مضيفًا: «دعم كريم غير مألوف من القطريين لسلطة عباس، يحاولون من خلاله إدارة ردود الفعل الفلسطينية ولعب دور الوسيط خلالها.» وتطرّق الراشد إلى موقف الأردن، فقال إنها «مؤيّد لفكرة السلام، وإن كان يصرّح بمواقف معاكسة غير مقنعة، وذلك للاستهلاك المحلي، وكالبقية ينتظر التفاصيل والمواقف العربية الرئيسية وسيسير خلف السلطة الفلسطينية». وتناول الراشد موقف السلطة الفلسطينية، قائلًا: «لأنها تمثل الشعب الفلسطيني فهي صاحبة الكلمة الأخيرة. كما هو متوقع بدأت بـ«لا» وأنها ستقاطع مؤتمر البحرين، لكنها تركت الباب مواربًا، تريد التعرف على وعود المؤتمرين. والأرجح ستنخرط السلطة لاحقًا وستقبل بالمشاريع والدعم، دون أن تقدم التزامات سياسية صريحة. أما حركة «حماس»: الفريق الفلسطيني الأصغر، فمن الطبيعي -بتقدير الراشد- أن ترفض لأنها أولًا غير مدعوّة، وضد اعتماد السلطة الفلسطينية ممثلًا وحيدًا، إضافة إلى أنها تجلس في المعسكر المعادي مع إيران، وقد يكون لها دور مفيد لاحقًا رغم معارضتها العلنية الآن. ونوّه الراشد إلى أن إسرائيل، اتي تبدو متحمسة جدًّا، بخلاف السلطة الفلسطينية، ستخرب المشروع بالمماطلة والاعتراضات. وقال: «تعتقد إسرائيل أنه ليس في مصلحتها أن تقدم أي تنازلات وهي مضطرة إلى مجاملة إدارة ترامب في المراحل الأولى.»، بينما «ستلعب تركيا دور المعارض والمحرّض، لكنّ وزنها محدود في هذه القضية، وستحاول المساومة عليه ضمن قضاياها الخلافية المتعددة مع واشنطن». وختم الراشد مقاله قائلًا: «إنْ كان المشروع حقًّا يعطي الفلسطينيين دولة وأرضًا وسلطة، فإن العالم سيدعمه، وإن كان مجرد مشروع لمنح إسرائيل شرعية على ما تبقى من أرض فلسطين، فإنه لن يُبحر بعيدًا عن المنامة».
مشاركة :