بما أن النظام الإيراني لم يعد يفهم لغة الدبلوماسية، بل وأمعن في تصعيد المواقف المسببة للتوتر في الشرق الأوسط بإعلانه إغلاق هذا المسار، فإنه لم يترك بذلك أي خيارات أخرى للحل إلا عبر المواجهة، وهي ما تبدو نذره آخذة في التصاعد على خلفية التهديدات والاستفزازات والاستهدافات لسفن النفط والمطارات، إن عبر نظام الملالي نفسه أو من خلال أذرعه ووكلائه في المنطقة.وإذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد كشف أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا على الطاولة، وأن تأجيل الضربة التي كانت مقررة عقب إسقاط طهران الطائرة الأمريكية المسيرة مباشرة لا يعني إلغاءها، فإنه ينبغي على حكام إيران أن يستوعبوا الرسالة جيدا وأن يعيدوا قراءتها أكثر من مرة، لأن القادم سيكون أمرا لا قبل لهم به، وهو ما أفصح عنه ترمب شخصيا عندما تحدث عن أن الحرب حال نشوبها ستكون «إبادة».وأمس، وبعد أقل من 24 ساعة على العقوبات الجديدة التي طالت رأس الملالي والحرس الثوري ووزير الخارجية جواد ظريف، أعلن مستشار البيت الأبيض جون بولتون، عقب اجتماع أمني أمريكي - روسي - إسرائيلي في القدس المحتلة، أن كل الخيارات مطروحة بشأن إيران، وهكذا فإن الضربة أضحت على الطاولة والأصابع وضعت على الزناد بانتظار إطلاق الرصاصة الأولى. فماذا ينتظر الملالي لتجنيب المنطقة حربا إن بدأت لا يمكن أن يعرف أحد متى تنتهي.
مشاركة :